عرض مشاركة واحدة
  #502  
قديم 06-01-2021, 05:07 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


💎
السُّؤال:
لقد صار البعض يُنْكر التفقُّه بغير مَذهب، فَنُريد توجيهًا.


أجاب الشيخ علي الحلبي رحمه الله:
إخواني، قضية التَّمذهُب وعدم التَّمذهُب وعدمه: قضيَّة تاريخيَّة معروفة وموجودة.
كما أنّه موجود مذهب الإمام أبي حنيفة، ومذهب الإمام مالِك، ومَذهب الإمام الشَّافعي، ومَذهب الإمام أحمد؛ هنالك مذاهب أخرى كانت موجودة، ولا يزال بعضها.
كان موجودًا: مذهب الإمام أبي ثَور، كان موجودًا مذهب الإمام الطَّبري، كان موجودًا مَذهب الإمام اللَّيث بن سعد؛ هذا -كُلُّه- كان موجودًا ومعروفًا، وأُلِّفت في ذلك مؤلَّفات وكُتب.
ولا يَزال -إلى الآن- موجودًا مذهب الإمام أبي محمَّد ابن حزم (مذهب الظَّاهريَّة)..اشتُهر المذهب بمذهب الإمام ابن حزم وإن كان مُؤسِّس المذهب هو داود الظَّاهريّ.
كذلك يوجد مَذهب أهل الحديث، مذهب أهل الحديث لو أنّك بحثتَ -في كُتب التَّاريخ-؛ تراهُ كان ويكون -وسَيظلّ موجودًا وقائمًا-.
فلا نُشدِّد في هذا الموضوع، العبرة بالتَّفقّه الصَّحيح.
ونحن نقولها -مرَّات ومرَّات-: نحن لسنا ضدَّ التَّمذهُب؛ لكنَّنا ضدّ التَّعصُّب للمذهب.
وحتى نكون دقيقين؛ اليوم: السِّمة الغالِبة على مُقلّدة المذاهب التَّعصُّب، ولا يخلو الأمر مِن وجود أُناس مُتحرِّرين.
يعني -مثلًا-: أضرب المثل بِسماحة الشَّيخ ابن عثيمين -رحمه الله-تعالى-: شَرَح في كتابه «الشَّرح المُمتِع».. هو تأصيل وتفصيل وبيان للمذهب الحنبلي ولبعض كُتبه الشَّهيرة؛ لكن الشَّيخ ابن عثيمين لم يَجْمُد على المذهب، أو على ما قيل في «الزَّاد» -أو غيره من كُتب المذهب-؛ وإنّما كان يتَّبع الدَّليل، وكان ينتصر للدَّليل، وكان يُرجّح بالدَّليل.
حتى لو أخطأ في هذه -أو تلك-؛ المهم أنّه يَبْذل وسعَه.
مامعنى الاجتهاد؟ الاجتهاد: بذْل الوسع في معرفة الشَّيء.
ومَن يقول بأنَّ مذهب أهل الحديث فوضويٌّ؛ هذا غير صحيح -يا أخي!-.
انظر إلى كتب الإمام ابن المُنذر؛ كتب الإمام ابن منذر نُموذجٌ راقٍ من كتب الاتِّباع لمنهج أهل الحديث -تفصيلًا وفروعًا-.
انظر إلى كتاب «المُؤمَّل في الردِّ إلى الأمر الأوَّل» للإمام أبي شامةَ الشَّافِعي، كُلُّه تأصيل لمذهب أهل الحديث، أو قُل: للتَّمذهُب البعيد عن التَّعصُّب؛ وعندنا الأمر -في ذلك- سيَّان.
لا مانع أن تتفقَّه على مذهب الإمام الشَّافعي، أو الإمام أحمد، أو الإمام أبي حنيفة، أو الإمام مالك، أو أن تتمذهب على فقه الشَّوكاني أو الصَّنعاني أو فقه ابن تيميَّة، المهم: أن لا يكون لك تعصُّب، وأن لا تتعصَّب لهذه الأقوال، وأن تَنظر إلى الأمور نظرةً يُثبِّتها الدَّليل وتُثبّتها الحُجّة -مع الاحترام والتَّقدير والتَّبجيل لكلام العلماء-في هذا الباب-، وهو شيءٌ مهمٌّ -ومهمٌّ للغاية-.
والمسألة -الحقيقة- تحتاج إلى ما هو أكثر من ذلك؛ لكن: لعلَّ -في هذا- كفاية في هذه المسألة.
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس