.
أُرِيها السُّهى وتُريني القمرَ.
السُّهى: كوكبٌ صغير خِفيٌّ في نجوم بناتِ نَعش.
قال الزمخشري: وأَصلُه أن رجلا كان يكلمُ امرأةً بالخِفيِّ الغامض من الكلام، وهي تكلمه بالواضح البين، فضرب السهى والقمر مثلا لكلامه وكلامِها.
يُضرب لمن اقترح على صاحبه شيئا فأجابه بخلاف مرادِه.
ويُتَمثل به في الخطأ.
قال العسكري: لما كان أيام الحجاج شُكي إِليه خرابُ السواد، فحرم لحومَ البقرِ ليكثرَ الحرثُ، فقال بعض الشعراء:
شكونا إِليه خرابَ السَّواد ... فحرّم علينا لحومَ البقر
فكان كما قيل من قبلنا ... أُريها السُّها وتريني القمر
والسواد هو سواد العراق، وهو ما يحيط بها من الضياع، سماه المسلمون بذلك لما افتتحوا العراق؛ لسواده بالزروع والنخيل على خلاف جزيرة العرب، فكانوا إذا اقتربوا من مكان به زرع قالوا: ما هذا السواد؟ أي الاخضرار.