عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 12-13-2011, 11:33 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,071
افتراضي

__

· قولُه تعالى: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }(البقرة:222).

- أخرج مسلمٌ عن أَنسٍ: أَنَّ اليهودَ كانوا إذا حاضتِ المرأةُ فيهم لم يؤَاكِلوها، ولم يُجامعوهنَّ في البيوتِ، فسأل أَصحابُ النبيِّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فأَنزل اللهُ –تعالى-: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فاعْتَزِلُوا النِّساءَ في المَحِيضِ } إلى آخرِ الآيةِ. فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:
(اصنعوا كلَّ شىءٍ إِلا النكاحَ).
[ وعند الطيالسي: فأَمر رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يؤاكلِوهنَّ وأَنْ يُشارِبُوهُنَّ وأَنْ يُجامِعُوهنَّ في البيوتِ ويفعلوا ما شاءوا إِلا الجِماعَ ].
فبلغ ذلك اليهودَ، فقالوا: ما يريدُ هذا الرجلُ أَنْ يَدعَ من أَمرِنا شيئاً إلا خالفَنا فيه.
فجاء أُسَيدُ بنُ حُضَيْرٍ وعبّادُ بنُ بِشرٍ فقالا: يا رسولَ الله إِن اليهودَ تقولُ كذا وكذا. فلا نُجامِعُهُنَّ؟ [ وعند أبي داود: أَفلا نَنْكِحُهنَّ في المحيضِ؟](1) فتغيَّرَ وجهُ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حتى ظنَنَّا أَنْ قد وجدَ عليهما، فخرجا فاستقبلهما هديةٌ منْ لبنٍ إِلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فأَرسل في آثارهِما فسقاهما، فعرفا أَنْ لم يجِدْ عليهما.

- قال في " عون المعبود": وقولُه: ( اصنعوا كلَّ شيءٍ ) هو تفسيرٌ للآيةِ وبيانٌ لـ { اعْتَزِلُوا }؛ فإِنَّ الاعتزالَ شاملٌ للمُجانبةِ عن المُؤاكلةِ والمُصاحبةِ والمُجامعةِ، فبيَّنَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ المرادَ بالاعتزالِ تركُ الجِماعِ فقط لا غيرُ ذلك.
____________
(1) قال في "عون المعبود": أي: أَفلا نُباشِرُهنَّ بالوطْءِ في الفرجِ أَيضاً؛ لكي تحصلَ المخالفةُ التامّةُ معهم؟
رد مع اقتباس