عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 01-18-2018, 03:36 PM
ابوخزيمة الفضلي ابوخزيمة الفضلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,952
افتراضي أقسام الحديث المردود

أقسام الحديث المردود، أولاً : أقسام المردود بسبب السقط
الأول : المعلق
(ضمن دورة تدريس علوم الحديث)
الحلقة (18)
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني

ينقسم الحديث المردود إلى قسمين : مردود بسبب سقط ، ومردود بسبب طعن ، وإليك بيان هذين القسمين :

أولاً : أقسام المردود بسبب السقط.
وهو ما سقط من إسناده راوٍ فأكثر ، وينقسم في الجملة إلى خمسة أقسام :

الأول : المعلق وهو الذي حذف من مبتدأ إسناده واحد فأكثر ، كقول الشافعي قال نافع ، أو قال ابن عمر ، أو قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ونحو ذلك.
وهو غالب في صحيح البخاري، وقليل جداً في صحيح مسلم ، ولا يعد المعلق فيهما من الحديث الذي على شرطهما ، وإنما يذكرانه من باب الشاهد أو الفائدة ونحوهما.
والمعلق من قسم الحديث المردود اتفاقاً إلا أن ما ورد في الصحيحين منه على تفصيل :
فما كان منه بصيغة الجزم كـ قال وروى وشبههما فالظاهر فيه الاتصال.
وما لم يكن فيه جزم وإنما صيغة تمريض كـ رُوي أو في الباب كذا وكذا وما أشبههما مما ليس فيه حكم بصحة ذلك عمن ذكره عنه، فلا نحكم عليه بالاتصال لأن مثل هذه العبارات تستعمل في الضعيف، وقيل إيرادهما له في أثناء الصحيح مشعر بصحة أصله ، فقد قال أبو العباس القرطبي في كتابه " في السماع " : البخاري لا يعلق في كتابه إلا ما كان في نفسه صحيحاً مسنداً ، لكنه لم يسنده ليفرق بين ما كان على شرطه في أصل كتابه وبين ما ليس كذلك" اهـ.
وقال سراج الدين في المقنع في علوم الحديث : على أن البخاري نفسه ذكر مرة التعليق بغير صيغة جزم، ثم أسنده في موضع آخر من صحيحه([1])" اهــ
قلت : وهذا يدل على أن الباحث قد يجد الحديث المعلق موصولاً في موضع آخر من صحيح البخاري أو في السنن أو المسانيد أو المصنفات وغيرها ، وقد تتبعها الحافظ ابن حجر ، وأوصلها في كتابه تغليق التعليق، وعليه فيلزم الباحث النظر في مظان الحديث فيما جزم به الشيخان، وما لم يجزما به حتى يخرج من مواطن الخلاف التي قيلت في هذا الباب، وللكلام بقية، وبالله التوفيق.
_____
([1]) انظر كتاب المقنع في علوم الحديث لسراج الدين عمر بن علي بن أحمد الأنصاري ، تحقيق : عبد الله بن يوسف الجديع ، دار فواز للنشر ، السعودية ، الطبعة الأولى ، 1413هـ ، ( ص73 ).
__________________
قال سفيان بن عيينة رحمه الله : ( من جهل قدر الرّجال فهو بنفسه أجهل ).


قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله- كما في «مجموع الفتاوى»:

«.من لم يقبل الحقَّ: ابتلاه الله بقَبول الباطل».

وهذا من الشواهد الشعرية التي إستشهد بها الشيخ عبد المحسن العباد في كتابه
رفقا أهل السنة ص (16)
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتِي ... بأنَّ يدي تفنَى ويبقى كتابُها
فإن عملَت خيراً ستُجزى بمثله ... وإن عملت شرًّا عليَّ حسابُها
رد مع اقتباس