عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-22-2018, 07:57 PM
محمد أشرف محمد أشرف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 1,267
افتراضي

ودعوى البعضِ: أنّ كلماتِ العلماء المتأخّرين-أولئك-في بيان فضل علوم الأئمة المتقدّمين، وبيان عالي منزلتهم-هي: (رجوعٌ منهم للصواب، وعودةٌ للمبادئ الصحيحة!): دعوى باطلةٌ، وكلامٌ غير صحيح-ألبتّة-بدليل واقعهم العلميّ التطبيقيّ (السليم) -الذي لم ينخرم-!
وهو سلوكٌ منهجيٌّ متوارَثٌ بينهم، منقولٌ عنهم-جميعاً-في تفاصيلهم العلمية-جُلِّها، أو كلِّها-؛ لا عن بعضٍ دون بعض! أو في بعضٍ دون بعض-كما ادّعاه البعض-!
وخلافُ هذا البيان العلمي الواقعي-لا شكّ-هو-صدقاً وواقعاً- (اتهامٌ لأولئك العلماء المتأخرين الأفاضل بالتحريف، وتعمّد مخالفة الصواب)!!
(وهذا لا يقوله منصفٌ، أو طالبُ حقّ) ..
وعلى ضَوء ما تقدّم؛ أؤكّدُ أنّه:
لا يخفى على طالب علمٍ فضلُ الأئمة المتقدّمين، وعُلُوُّ منزلتهم، ورِفعةُ مكانتهم، واتساعُ علومهم ومَدارِكهم!
لكنهم بشرٌ كالبشر؛ ليسوا كَمَلَةً، ولا معصومين .. وإن كان الخطأُ فيهم شيئاً يسيراً، والاستدراكُ عليهم شأناً عسيراً.
وأعجبُ-جداً-ممّن لسانُ حاله-دائماً-ولسانُ مقاله-أحياناً-يردّد-دون وعيٍ! -: (هم ليسوا معصومين! لكنْ؛ لا يخطئون)!
وهذا الاجتهادُ العلميُّ الحديثيُّ النقديُّ-كلُّه-قبلاً وبَعداً -مِن أهل التخصُّصِ والمَيْزِ: يخضعُ تنزيلُه وتطبيقُه إلى تفاوتِ العلوم والمعارف، ويَتْبَعُ النظرَ الاجتهاديَّ المبنيَّ على إدراك القرائن، وتردُّد الأنظار-وإن كان في أصلِه قائماً على أُسُسٍ كلِّيّةٍ راسخةٍ، وقواعدَ منضبطةٍ بيِّنةٍ-ولا بُدّ-.
نعم؛ يوجَد في عددٍ مِن العلماء المتأخرين-فقهاءَ أو محدّثين-وغيرِهم-مَن هم متساهلون، مخالفون لمنهج النقد الحديثي الحقّ-المتوارَث من خلال علماء أهل الحديث الأَثبات، وأئمّتِه الثقات-عبر القرون -كالسُّيوطي، والمُناوي-وأشباههِما-قَلّ ذلك أو كَثُرَ-.
وقد أنكر على أولئك المتساهلين أكثرُ علماء أهلِ الحديث، ولم يسكُتوا عنهم، ولا عليهم.
أمّا جعلُ المحدّثين (المتأخّرين) -كلِّهم، أو أكثرِهم-في وادٍ، والمحدّثين (المتقدّمين) في وادٍ آخَرَ-أو ادِّعاء أنّ طريقةَ أولئك هي (منهج الفقهاء)، وسبيلَ هؤلاء هو (منهج المحدّثين) -هكذا بالعُموم! -؛ فهذا بُعْدٌ عن الحقّ شديد، وقولٌ غيرُ صحيحٍ ولا سديد?لمَن كان لَهُ قلبٌ أو ألقَى السمعَ وهُو شَهيد? ..
فموضعُ نفيِنت وإنكارِنا- على بعض الشَّبَبَةِ المتسرّعين في النقد والنقض، والتضعيف والتعليل-قائمٌ على إبطال تعميماتهم المنكَرة-هذه-، وجرأتِهم المستنكَرة-تلك- .. ليس على نقدٍ -ما- موجَّهٍ إلى عالمٍ أو علماء! أو إلى حديثٍ أو أحاديثَ!
__________________
[ لا أعلم بعد النبوة شيئا أفضل من بث العلم ]

* قاله ابن المبارك *
رد مع اقتباس