عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 12-09-2014, 08:46 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


غيرة النساء الشديدة – قديماً وحديثاً - من ..... الكتب ( الضرائر )!!


يتفهّم الرجل أن تغار زوجته من امرأة أخرى يتزوّجها عليها، فهذا من طبيعتها حيث لا تريد أن تشاركها أي امرأة مع زوجها، والمثل يقول (( الضُرّة مُرّة )) لكن العجيب أن تتعدّى غيرتها إلى كتب زوجها! بحجّة أنه ينشغل عن زوجته بمطالعة الكتب وإدمان النظر فيها.

قال ابن عبد الهادي ( ت 909 هـ ) في (( الجوهر المنضد في ذكر متأخري أصحاب أحمد )) ( ص 52 / ط. العبيكان ) : حدثنا شيخُنا شهاب الدين بن زيد : أنّ زوجة ابن رجب الحنبلي مرَّة دخلت الحمّام وتزيَّنت، ثم جاءته فلم يلتفت إليها ( لأنّه كان مشغولاً بالعلم، وذُكِر سابقاً في ترجمته أنّه ليس له شغلٌ إلّا الاشتغال بالعلم )، فقالت: ما يريد الواحد منكم إلا من يتركه مثل الكلب! وقامت وخَلّته.

وقال الزبير ابن بكار ( ت 256 هـ ): قالت بنت أختي لأهلي: خالي خير رجل لأهله، لا يتخذ ضرّة ولا يشتهي جارية. قال: فقالت المرأة: واللهِ هذه الكتب أشدّ عليّ من ثلاث ضرائر !! ( رواها الخطيبُ في (( الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع )) ).

وقال أبو القاسم عبيد الله بن عمر البقال: تزوّج شيخنا أبو عبد الله ابن المحرّم وقال لي: لَـمّا حُـِملَت إليّ المرأة جلستُ في بعض الأيّام أكتب شيئاً على العادة والمحبرة بين يديّ، فجاءت أمّها فأخذت المحبرة فضربت بها الأرض فكسرتها، فقلت لها في ذلك، فقالت : هذه شرّ على ابنتي من ثلاث مئة ضرّة !! ( رواها ابن الجوزي في (( أخبار الظراف والمتماجنين )) ).

وذكر ابن أبي أصيبعة في (( عيون الأنباء )) أنَّ الأمير المصري محمود الدولة المبشر بن فاتك محبًّا لتحصيل العلوم، وكانت له خزائن كتب، فكان في أكثر أوقاته إذا نزل من الركوب لا يفارقها، وليس له دأب إلا المطالعة والكتابة، ويرى أن ذلك أهم ما عنده، وكانت له زوجة كبيرة القدر أيضاً من أرباب الدولة فلما توفي، رحمه اللَّه، نهضت هي وجوار معها إلى خزائن كتبه، وفي قلبها من الكتب، وأنه كان يشتغل بها عنها، فجعلت تندبه، وفي أثناء ذلك ترمي الكتب في بركة ماء كبيرة في وسط الدار هي وجواريها، ثم شيلت الكتب بعد ذلك من الماء وقد غرق أكثرها.

وحتى في عصرنا الحاضر كان النساء يغرن من كتب أزواجهن، فقد حدَّث أبو ليلى الأثري أن إحدى زوجات العلّامة الألباني كانت ساخطة جدًّا من شدّة انهماكه في دراسته رحمه الله، ولم تكن لتقبل أن يكون حظّه منها أقلَّ من حظِّ كتبه منه، بيتُ القصيد أنّها في يوم من أياّم مِن عصبيّتها حملت ما يشبه الصّحنَ المقعَّر؛ كان الشَّيخُ قد ملأه بالحبر الذي يستعمله للكتابة، فعمدت إلى بعض كتبه و دفاتره فألقت عليها جميع ذلك!! فعلت ذلك وهي غاضبةٌ غيرُ متأسِّفة على ما صنعت، لتنتقم من ضرائرها المتوزِّعة في جميع أركان البيت ... كان الشيخ صابراً معها جدًّا رحمه الله، ويعزو ذلك إلى الغيرة المفرطة التي تستولي على قلوب النساء إذا رأين الزّوج اشتغل بغيرهنّ، ولو كان ذلك كتباً وأوراقاً !!

وقال الشيخ علي الطنطاوي في (( من حديث النفس )) ( ص 270 ) : ... لكن ( مجلة ) الرسالة كانت رفيقي الدائم، أذكر كل عدد منها وكل مقالة نُشِرَت فيها وكل مناقشة وكل بحث، ولقد قالت لي زوجتي أول ما قدمت عليّ : إنني لا ضرّة لي، ولكن هذه الرسالة ضرّتي ! ثم رأت – وهي من أعقل النساء وأفضلهن – أنها ضرّة لا تضر ولا تؤذي .

==============
الكناشة البيروتية ( المجموعة الثالثة )
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس