عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 04-13-2013, 08:05 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي



الكتاب ضرة للمرأة أشد عليها من ضرات النساء


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
من المسائل التي لا يختلف فيها اثنان أن المرأة المتزوجة تقبل من زوجها كل شيء إلا أن تكون لها ضرة تشاركها الحياة مع زوجها ، حتى ولو كان سَكَنُها بعيدا عنها ، فالمرأة بطبيعتها تغار ، ومن غيرتها أن لا يتزوج زوجها عليها ويشرك غيرها معها ، ولهذا قيل الضرة مرة ولو كانت جرة ، والعجيب في الأمر أن هذه الغيرة لم تقتصر على الضرات بل تعدت إلى الكتب ، حيث أنك تجد المرأة حتى ولو كانت صالحة تغار على زوجها من كثرة انشغاله بالكتب ودوام النظر فيها ومطالعته لها.
ولتعلم الزوجة أنَّ الكتاب والكتب من حياة العالم تَحُلُّ منه محلَّ الروح من الجسد والعافية من البدن ، فهذا القاضي الجرجاني أبو الحسن علي بن عبد العزيز، يذكر موقع الكتاب من نفسه فيقول كما جاء في ترجمته في كتاب وفيات الأعيان:
ما طعمتُ لذَّةَ العيش حتى صِرْتُ للبيتِ والكتاب جليسا
ليس شيءٌ عندي أعزّ من العلم فما أبتغي سِواه أنيسا
إنما الذُّلُّ في مخالطة الناسِ فدَعهم وعِش عزيزاً رئيسا .
وفي تهذيب الكمال للمزي عن الزبير بن بكار قال : قالت ابنة أختي لأهلنا خالي خير رجل لأهله لا يتخذ ضرة ولا يشتري جارية قال : تقول المرأة والله لهذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر .
وفي وفيات الأعيان قال هشام للزهري: يا أبا بكر، هذا علم استفدته اليوم، فقال: مجلس أمير المؤمنين أهل أن يستفاد منه العلم. وكان إذا جلس في بيته وضع كتبه حوله، فيشتغل بها عن كل شيء من أمور الدنيا، فقالت له امرأته يوما: والله لهذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر.
وفي تاريخ بغداد نقل الخطيب بإسناده عن أبي القاسم بن عبيد الله بن عمر قال : تزوج ابن المحرم شيخنا قال فلما حملت المرأة إلي جلست في بعض الأيام على العادة أكتب شيئا والمحبرة بين يدي فجاءت أمها فأخذت المحبرة فلم أشعر بها حتى ضربت بها الأرض وكسرتها فقلت لها في ذلك فقالت بس هذه شر على ابنتي من ثلاثمائة ضرة .
(بس ) أي حسبُ وهي مستعملة في العراق إلى اليوم .
ولتعلم المرأة أن غيرتها هذه في غير محلها ، إذ الواجب عليها أن تدع لزوجها وقتا لنفسه ولفكره ولأمته وأن تحتسب بُعده عنها ، وتقصيره في بعض حقها ، فإن كان عالما أو طالب علم تركت له وقتا يقرأ فيه أو يكتب أو يؤلف .
وإن كان ذا مكانة تحتم عليه أن يقابل الناس ، ويسعى في بذل رأيه وجاهه ووقته له أعانته على ذلك وتغاضت عن بعض حقها .
كما يجب على الزوج أن يحسن عشرة زوجته ويعطيها حقها من التقدير والاحترام والتأنيس كما يحب هو أن يكون له ذلك امتثالا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : إن لنفسك عليك حقا ولأهلك حقا .... الحديث .


كتبه أبو هاني / نصرالدين بلقاسم
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس