[لؤي عبد العزيز كرم الله]

الحمد لله الذي قال عن نفسه : ( ورحمتي وسعت كل شيء ) والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي قال له ربه ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) وبعد :
فقد منّ الله سبحانه وتعالى على المسلمين عامة والسلفيين خاصة بهذه المنتديات المباركة والملتقيات الطيبة فهي من رياض الجنة التي أُمرنا أن نرتع فيها إذا مررنا بها كي نقطف ما تسنى لنا من أزاهير العلوم وورود الفهوم... الفهوم التي تتناثر في جنباتها وتملأ أنحاءها فتعبق ساحتها بأريج من عطر السلف ومسك العلماء وعنبر الفقهاء .
فكل ما في هذا المنتدى هو :
روح وريحان
وفاكهة ورمان
وراحة وسلوان .
وهو: بهجة للناظريين
ومتعة للمتأملين
هو : للنفس سرور
وللقلب حبور
هو : حياة وأمل
وسعي وعمل .
فتدافعت إلى ذلك الروض وذياك الحقل فراشات من طلاب العلم
زاهية الألوان
ناضرة الوجوه كالحسان
تتهادى في طمأنينة وأمان
ثابتة الجنان
مجتمعة الأبدان
حتى استقرت بذلك المكان .
وتحلقت بأدب رفيع
وتواضع وديع .
حول شجرة مخضرة نامية
سامقة سامية
ظليلة رامية .
وافرة الثمار
بهية الأنوار
شديدة الإبهار .
(عليـ) ها (حسن) وبهاء
ويعلوها سمت وحياء .
فتكلمت بأطيب كلم
وأحسن صوت ونغم .
فالنبع صاف
هو الكتاب والسنة
والمأخذ واف
هو آثار خير أمة .
فمنهم تؤخذ العلوم
وبهم تستقيم الفهوم .
فاجتمعت الكلمة وتوافقت النفوس
وتحلقوا جميعا... فهم حول مائدته جلوس
وتعاهدوا على التواصي والتناصح
والأخذ على أيدي بعضهم بلا تفاضح .
وأجمعوا على السير قدما في سبيل الدعوة والإصلاح
والتوجيه والإرشاد للفلاح
بالعلم والعدل والإنصاف
والتؤدة والأناة كما الأسلاف
والرحمة والحب والإخاء والإيلاف
بلا غلو ولا ميل ولا إجحاف
ولا خصام ولا مراء ولا إخلاف .
فبدأت رحلتهم
وسارت ركائبهم ...
واثقة بربها الرحمن
معتمدة على الواحد الديان .
بخطوات ثابتة
وقلوب رابطة
تنشر العلوم وتذيع الخير وتبشر وتنذر .
شعارهم ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) .
متأدبين بأدب ربهم :
( وقولوا للناس حسنا )
( وقولا له قولا لينا )
(فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) .
وأدب رسولهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
( ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه )
( الراحمون يرحمهم الرحمن )
( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )
( أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون )
( كونوا عباد الله إخوانا ) .
ووصايا سلفهم الصالح:
( الخلاف شر )
( ما ناظرت أحدا إلا تمنيت أن يظهر الله الحق على لسانه فأتبعه )
( ألا يسعنا أن نكون إخوانا وإن اختلفنا )
( إخراج الرجل من السنة شديد ) .
فملؤوا روض منتداهم بالكلام الجميل
والنقاش المثمر الأصيل
فلا شتم ولا قدح ولا سب ولا طعن ولا قيل ولا قال بل :
بحوث عميقة
ومقالات شيقة أنيقة .
حاديهم فيها طلب الحق والانتصار له من غير تحيز أو تحزب
أو ميل أو تعصب .
فيحترمون العلماء
ويجلون الكبراء .
ويحبون طلاب العلم ورواده أنى اتجهت ركائبهم في الشام أو في اليمن
في دمشق أو في عدن
في مكة والمدينة
والقدس الحزينة
في المشرق أو المغرب
في السودان أو لبنان .
فالكل إخوانهم لا فضل لأحد على أحد ولا مزية لأحد على أحد فمنهاجهم
واحد هو الكتاب والسنة على فهم خير أمة .
وغايتهم واحدة ( أدع إلى سبيل ربك )
ووسيلتهم واحدة ( بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) .
فهذا منتداهم ( منتدى كل الطيبين ) تأمل فيه أيها المنصف العدل ماذا فيه غير التواصي بالحق ومحبة الخلق
منتدى قام بالحق للحق مع الحق
منتدى الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة .. خير أمة
منتدى العلوم المفيدة والفوائد الفريدة
منتدى العلماء وطلاب العلم الألباء
والدعاة المخلصين والمرشدين والواعظين
منتدى الدليل والبرهان والبينة والفرقان
منتدى القران والتفسير والحديث الصحيح المنير
منتدى اللغة الفصحى والكلمة الطيبة السمحة
وتأمل في رواده وطلابه وأزهاره المتفتحة بالحب والإخاء والبذل والعطاء
يبذلون النصيحة لبعضهم ( لابسين ثوب الخضوع مسالمين ومسلمين يمشون على الأرض هونا لا يؤذون جارا ولا يقارفون عارا )
يقابلون الإساءة بالإحسان
والظلم والبهتان بالعفو والغفران
والكذب بالصدق والإيمان .
فهم نجوم في سمائنا
وأقمار تتلألأ في أرجائنا
يضيئون الأنحاء
وينيرون الأرجاء
ويهدون الحائر في الظلماء ( يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى ويحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم ) .
فأوصيهم جميعا ونفسي بالصبر والمصابرة
والجد مع المثابرة فقد آن أوان قطف الثمار اليانعة
والفوائد الطيبة النافعة
فلا تستعجلوا..
حسبكم أن تلقوا ربكم وأنتم على الحق ( فإنما الأمور بخواتيمها ) فاختم إلهي بالصالحات أعمالنا .