عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 04-14-2021, 01:05 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,070
افتراضي

.
- السجودُ والركوعُ لغير الله. قال تعالى: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا}، وقال: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} وقال: {يَا أَيُّهَا الذِّيْنَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُم}.
والركوعُ والسجودُ من أَعظمِ مظاهرِ العبوديةِ لرَبِّ العالمين؛ فقد خلقَ اللهُ الإنسانَ في أَحسنِ تقويمٍ، ومن حُسنِ خِلقتِه أَن جعلَ قامتَه مُنتصبةً، وجبهتَه أَعلى ما فيه، فانحناؤُه في ركوعِه، ووضعُ جبهتِه على الأَرضِ موضعَ وَطْءِ النعال مما يخالفُ الهيئةَ التي جُبِلَ عليها أشد المخالفة؛ فإنه لا يفعَلُهما لمعبودِه إلا وهو في غايةِ استشعارِه الذلَّ والخضوعَ؛ لذلك فإن الركوعَ والسجودَ لغير الله كانا من أكبرِ مظاهرِ الشرك، والسجودُ أعظمُ الأمرين.
ومما يقعُ فيه بعضُ الناسِ من الخطأِ في هذا الأمر الانحناءُ عند التَحيةِ أو المصافحةِ من باب الاحترامِ للآخرين، وما يفعلُه بعضُ الرياضيين من الانحناءِ تَحيةً بعضَهم لبعضٍ، وهذا لا يجوزُ؛ فإن الانحناءَ جزءٌ من الركوع، وفيه من الذلِّ والخضوعِ الذي لا يجوز أَن يُجعلَ لمخلوقٍ.

- التَّسَخُطُ على أَقدار الله عند المصائب. والتَّسخُطُ قد يقع بالقلب بأَن يرى أنه ليس أهلا لأَنْ يُبتلى، وأَنَّ الله قد ظلمه، وهذا أَخطر ما يكون. ويكون التسخُّطُ باللسان، كأنْ يدعوَ على نفسِه بالويل، أو بالنياحةِ، أو يقول: ماذا فعلتُ ياربِّ لتصنعَ بي هذا. ويكونُ التسخط بالجوارح، وذلك بتمزيق الثيابِ ونتفِ الشعر واللطمِ، وما شابه. وكلُّ هذا من دعوى الجاهلية، وعدم الرضا بقدر الله تعالى. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنّ عِظَمَ الجزاءِ معَ عِظمِ البلاءِ، وإن الله إِذا أَحبَّ قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سَخِط فله السُّخْطُ) رواه الترمذي وحسنه.
وليس من التسخط كُره البلاء؛ فإن الإنسان بطبعه يكره الألم، لكنّ الواجبَ الصبرُ، وهو حَبسُ النفسِ عن التَسخُطِ وكثرةِ التشكّي، ويُستحبُّ الرضا. والمقصودُ بالرضا المستحبِّ هو أن يرضى بالابتلاء فهذا مستحبٌّ، وليس المراد أنه يُستحب له أن يرضى بالقَدَرِ نفسِه، أي ما قدَّره الله على الخلقِ في سابقِ علمِه، فهذا لا يجوز الاعتراضُ عليه ويجبُ التسليمُ له والرضا به.

- الاستهزاءُ والسُّخريةُ من شعائر الإِسلام وكل ما يتعلق باللهِ عزّ وجلَّ وملائكتِه ورسلِه وكتبِه أو الصحابةِ أو أَيِّ أمر من أُمور الغيب؛ فلا يجوزُ وضع أَيَّ شيءٍ من ذلك موضعَ الضحك وإِطلاقُ (النكاتِ) عليه، وقد وصفَ القرآنُ هذا الفعلَ بالردةِ، قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ، لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}، وقال: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}.
والأَشدُّ من الاستهزاءِ سَبُّ اللهِ وسبُّ الدين وسبُّ الأَنبياء؛ والسبُّ طعنٌ، بل أَشدُّ الطعنِ، وقد وصف القرآنُ الطاعنَ في الدين بأَنه من أَئِمةِ الكفر، قال عزَّ وجل: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ}.

يتبع..
__________________
.
(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَخُونُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤا۟ أَمَـٰنَـٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ)
رد مع اقتباس