عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 05-17-2015, 04:35 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

الدرس العاشر:

قَالَ الْإِمَامُ الْحَافِظُ: أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيُّ - يَرْحَمُهُ اللَّهُ تَعَالَى- :
ثُمَّ الْوَهْمُ: إِنِ اطُّلِعَ عَلَيْهِ بِالْقَرَائِنِ، وَجَمْعِ الطُّرُقِ : فَالْمُعَلَّلُ.

الشرح:

هذا السبب السادس من أسباب رد الحديث لطعن في الراوي.
والمقصود بالطعن هنا وهم الراوي، أي وقوعه في الخطأ.
ويسمي العلماء هذا النوع من علوم المصطلح الحديث المعلل أو المعلول أو المعل.
وهو عبارة عن قادح خفي يقدح في الحديث الذي يكون ظاهره الصحة.
فصحة الحديث كما تقدم تتوقف على خمسة شروط، ثلاثة منها تمثل الصحة في الظاهر وهي العدالة والضبط والاتصال.
واثنان خفيان هما عدم الشذوذ وعدم العلة.
فالعلة سبب خفي لا يطلع عليه إلا العلماء النقاد واسعو الاطلاع يظهر لهم من خلال جمع الطرق مع قرائن اخرى وقوع الراوي الثقة في خطأ في الرواية
ومن هنا قالوا هذا العلم يختص بأحاديث الثقات.
وهو من أعظم ما يستدل به على دقة منهج المحدثين في نقد الحديث وعدم وقوفهم عند ظواهر الاسانيد.
ومن أبرز علماءه قديما شعبة وابن المديني وأحمد وابن معين والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي والدارقطني وابو حاتم وابو زرعة الرازيان وغيرهم
والف فيه العلماء كتبا مستقلة كبيرة منها العلل الواردة في الاحاديث النبوية للدارقطني وعلل الحديث لابن ابي حاتم والعلل الكبير والصغير كلاهما للترمذي ومن أحسن من فصل قواعد هذا العلم ابن رجب الحنبلي في شرح علل الترمذي.
ولشيخنا د. همام سعيد مقدمة مفيدة للمبتدئين على شرح ابن رجب.
وافضل وسيلة لإدراك العلة في الحديث جمعُ طرقِ الحديث، والنظر فيها مجتمعةً، ومعرفة مراتب رواتها، قالَ الخطيبُ البغداديّ ـ رحمة الله عليه ـ: «والسبيلُ إلى معرفةِ علة الحديث أنْ يجمع بين طرقه وينظر في اختلاف رواته ويعتبر بمكانهم من الحفظ ومنزلتهم في الإتقان والضبط، كما أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني بنيسابور قال: سمعتُ أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعتُ عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سمعتُ نعيم بن حماد يقول: سمعت ابن المبارك يقول: إذا أردتَ أن يصحَّ لكَ الحديث فاضرب بعضه ببعض»
ومن أراد التوسع فاحيله على هذا الرابط
http://www.saaid.net/mktarat/alalm/41.htm
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس