عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 02-08-2012, 04:37 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي مشابهة الكفار في أعيادهم

مشابهة الكفار في أعيادهم

قال الله – تعالى - :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [سورة المائدة : 51].

قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية - رحمه الله تعالى - في كتابه القيّم " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم :

أعياد الكفار كثيرة مختلفة، وليس على المسلم أن يبحث عنها ولا يعرفها، بل يكفيه أن يعرف في أي فعلٍ مِنَ الأفعال، أو يومٍ أو مكانٍ، أنّ سبب هذا الفعل، أو تعظيم هذا المكان أو الزمان مِن جهتهم، ولو لم يعرف أنّ سببه مِن جهتهم، فيكفيه أن يعلم أنه لا أصل له في دين الإسلام.

فإنه إذا لم يكن له أصل فإما يكون قد أحدثه بعض الناس مِن تلقاء نفسه، أو يكون مأخوذاً عنهم، فأقلّ أحواله : أن يكون من البدع، ونحن ننبّه على ما رأينا كثيراً مِنَ الناس وقعوا فيه، فمنْ ذلك الخميس الحقير، وهو عيدهم الأكبر، فجميع ما يُحدِثُه الإنسان فيه مِن المُنكرات.

فمنه خروج النساء وتجمير القبور، ووضع الثياب على السطح، وكتابة الورق وإلصاقها بالأبواب، واتخاذه موسماً لبيع البخور وشرائه.

وكذلك شراء البخور في ذلك الوقت، إذ اتخذ وقتاً لبيع، ورقى البخورمطلقاً في ذلك الوقت أو في غيره، أو قصد شراء البخور المَرقي، فإنّ رقيَ البخور واتخاذه قرباناً هو دين النصارى والصابئين.

وإنما البخور طيبٌ يُتطيّبُ بدخانه كما يتطيّبُ بسائر الطيب مِنَ المسك وغيره، مما له أجزاء بخارية وإن لطفت، أو له رائحةٌ محضة، ويستحبّ التبخّر حيث يستحبّ التطيّب.


وكذلك اختصاصه بطبخ رز بلبن أو بسيسة أو عدس، أو صبغ، أو بيض، أو نحو ذلك.

ومِن ذلك ما يفعله الأكّارون مِن نَكْتِ البقر بالنقط الحمر، أو نَكْتِ الشجر أيضا، أو جمعُ أنواعٍ مِنَ النباتِ والتبرّك بها، والإغتسال بمائها.

ومن ذلك ما قد يفعله النساء مِن أخذ ورق الزيتون والإغتسال بمائه، أو قصد الإغتسال في شيئ مِن ذلك فإنّ أصْلُ ذلك ماء المعمودية.

انظر : [كتاب مهذب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم. ترتيب الدكتور عبد الرحمن عبد الجبار ص 179 - 180].


يُتبع - إن شاء الله تعالى - .
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس