عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 04-06-2013, 01:53 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

ثم قال -حفظه الله-:
(( فإذن أنواع السماع التي يُظن أن فيها فوائد من سماع الألحان بما يكون غير القرآن؛ هذا -كله- من المحدثات.
ومن جِنسه: ما حدث في هذا الزمان، والتي يسميها الشباب: (الأناشيد الإسلامية) التي فيها أعمال الدفوف أو تحتوي على معنى باطل أو تكون جماعية.
هذه -كلها- من أنواع المحدَثات؛ إذا كان النشيد -الذي هو الشعر- جماعيًّا، أو كان معه دُف، أو كان مشتملًا على معنى باطل-.
أما من جهة العقيدة، من جهة الاستغاثات، أو مخاطبة الموتى، أو من جهة التحميس الباطل، ونحو ذلك؛ فكل هذه منكرة، وهي شبيهة بألحان وسماع الصوفية، ولهذا إنما جاءت الأناشيد من جراء التربية الصوفية لبعض الجماعات الإسلامية.
أما نشيد المرء بمفرده؛ فلا بأس، حتى ذكر العلماء أن المرء لو تغنى في بيته ببيت شعر أو بيتين من الشعر، وترنم بها؛ فإن هذا لا بأس به؛ يعني: إذا كان وحده وكان قليلًا؛ بمعنى أراد أن يرفع صوته بشيء؛ فهذا لا بأس به، يعني أنه ليس بمنكر؛ لأن النفس -كما عللوا- قد تحتاج.
المقصود: أن إنشاد المنشد وحده لقصيدة بلحن؛ لا بأس به؛ لكن: ما يُستعاض بها أو يكون سماعًا مقصودًا يعني يرقق القلوب بها، وتكرر، ويصبح ترقيق القلوب بمثل هذه القصائد التي تكرر؛ هذه كلها من جنس سماع الصوفية، وقد تفضي إليه.
وسماع المؤمن: هو القرآن.
لهذا: نجد أن الذين انفتحوا على هذه الأشياء ما يستلذون للقرآن، ومن استلذ للقرآن، وأذن له، وتلاه أو حفظه، وقام به؛ فإنه لا يأنس لتلك الأشياء؛ لأن الله -عز وجل- قذف بالحق على الباطل.
قال -سبحانه وتعالى-: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء: 18].
أذكر أن أول أناشيد جاءتنا في حدود عام 1396هـ أو 1397هـ، أذكرها، وكانت تُباع في تسجيلات البطحاء، تُباع خفية، وما تُعطى لكل أحد!
ويكفي هذا لأنها منكرة، وهم يعرفون أنها منكرة!
ثم بعد ذلك: بدأت تُمارس في بعض المعاهد والأندية الصيفية، حتى ألِفها الناس، وكان معها الطبل، ثم جاءت أشياء ليس معها طبل.
وتوسعوا فيها إلى أن صارت أغاني متنوعة!!
والله المستعان.
وقد يُحتاج إليها للصغير في السن دون التكليف، وقد يُحتاج إليها لشخص قد انتقل من الغناء!
وهذه حالات تقدر بقدرها، يقدرها العالِم أو المفتي أو المربي بقدرها، وعلى حدودها؛ لكن أن تكون منهجًا، أو تكون عامَّة لا شيء فيها؛ فهذا لا يصح؛ لكن: الأصل فيها أنها منكرة، والاجتماع عليها -أيضًا- منكر )).
المرجع السابق، (379-380، 381-382).
رد مع اقتباس