عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 08-11-2015, 10:24 PM
أُمُّ مُحَمَّدٍ أُمُّ مُحَمَّدٍ غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 4
Post

روى أن( أنوشروان) سخط على وزيره (بزرجمهر)فسجنه في بيتٍ مظلمٍ وأمر أن يصفّد(يشدّ)
باْلحديد ،ويلبس اْلخشن من الصّوف،وألاّ يزاد في كل يومين على قرصين من اْلخبز ودورق ماء،
فأقام شهورًا على هذه الحال لا تسمع له شكوى ،فقال لهم (أنوشروان ):أدخلوا عليه أصحابه،ومرُوهم أن يسألوه عن حاله ثمّ ائتوني بما يظهر منه.
فدخل إليه جماعة من أخصائه ،فإذا هو منشرح الصّدر ،مطمئنّ النّفس ناعم اْلبال ،فقالوا له:
أيّها اْلحكيم ،أنت في هذه اْلحال من الضّيق،وشظف اْلعيش والشّقاء،ومع هذا فإنّ سحنة وجهك ،
وصحّة جسمك ،على حالهما لم تتغيّرا ،حتّى كأنّك في ترفٍ ونعيمٍ ،
فقال:إنّي عملت دواء للصّبر مركبة من خمسة أخلاطٍ ،فأتناول منه كلّ يومٍ شيئًا ،وهو اّلذي أبقاني على ماترون .
فقالوا له:
صِفْهُ لنا ،فلعلّنا ننتفع به عند اْلبلوى
قال: نعم ، أمّا اْلخلط الأول فهو :الثّقة بالله عزّوجل
وأمّا الثّاني :فالصّبر خير ما استعمل اْلممتحن
وأمّا الثالث: فإنْ لم أصبر فأيّ شيئٍ أعمل ؟ ولا أعين على نفسي باْلجزع
وأمّا الرّابع: فقد يمكن أن أكون في شرٍّ أشدّ ممّا أنا فيه
وأمّا اْلخامس :فمن ساعةٍ إلى ساعة يأتي الله باْلفرج اْلقريب
فلمّا بلغ أنوشروان ما قاله ،أطلقه وأعزّه ،وأعاده إلى حظوته عنده جزاء حسن صبره


[السّمير المهذّب،علي فكري]
رد مع اقتباس