عرض مشاركة واحدة
  #45  
قديم 05-07-2021, 04:26 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
Thumbs up

اللِّقاء الخامِس والأربعون
(25 رمضان 1441 هـ)



1. السُّؤال:
لو تمَّت صلاة العيد في البيوت: هل سيكون هناك خطبة للعيد في البيوت -أيضًا-، لكل بيت خطبة؟
الجواب:
لا، الوارِد عن علي -رضي الله عنه- أنَّه أذِن للمتخلِّفين عن صلاة العيد مع الإمام في المصلَّى أن يُصلُّوا في المسجد، وبدون خطبة.
وإذا تعذَّر هذا وذاك؛ فحينئذٍ: يكون الحكم فيما تستطيع من الصلاة في البيت.
وهذا له آثار أخرى؛ ورد عن السَّلف: أن من فاتته صلاةُ العيد بِعُذر يُصلِّيها في البيت، ولا فرق بين العذر الشَّخصي والعذر العام، وهذا ما أفتت به الهيئات العلميَّة الشَّرعية في عدد من بلاد المسلمين.

2. السُّؤال:
كثر الكلام حول توقيت صلاة الفجر في الدُّول العربيَّة والإسلاميَّة: هل هو وقت صحيح أو لا؟
الجواب:
ينبغي الاحتياط، احتَط لصَومِك بقليل من التَّبكير، واحتَط لصلاتِك بقليل من التَّأخير، ولا تدخل في متاهة التَّوقيت صحيح أو غير صحيح.
والذي لا يَعلم عن التَّوقيت،ويُصلِّي، وهو على ثِقة بالتَّوقيتات -أو المواقيت- الموجودة في الدُّول؛ ليس عليه إثم.
الإثم على مَن هم قائمون بهذا الشَّأن، وغير ضابطين له على وجهِه.

3. السُّؤال:
هل شُرب المشروبات الغازيَّة -كـ(البيبسي) وما أشبه-، وحسب ما قرأت وسمعت بأنَّه يوجد في مكوِّناته شيء من أمعاء الخنزير -والعياذ بالله-؟
الجواب:
هذا كلام نسمعه منذ سنوات -وسنوات-! وبعضهم يقول أشياء وأشياء! ولا يوجد دليل قاطع على مثل هذا -لا في قليل، ولا في كثير-.
نحن لا نقوم بدعايات لهذه الشَّركات، هذه الشَّركات لا تحتاج إلى دعايات؛ لكن: نتكلَّم عن حُكم الشَّرع (يجوز) أو (لا يجوز)، «الحلالُ بيِّن والحرام بيِّن»، أمَّا مجرَّد القيل والقال؛ هذا لا يَعلم به إلا ربُّ العالمين.

4. السُّؤال:
ما قولكم فيمن يكذب في رمضان؟
الجواب:
نسأل الله العافية!
سمعتُم -قبل قليل- كلام سماحة أستاذنا العلَّامة الإمام الشَّيخ عبد العزيز بن باز، وأن الكذب من الكبائر في غير رمضان؛ فهو في رمضان أشدُّ إثمًا، وأعظمُ كبيرةً وذنبًا.
المسلم في رمضان يجب أن يكونَ أقربَ إلى الله، وأتقى لله، وأصدق مع الله.
ليس -فقط- المطلوب أن يصوم عن الطَّعام والشَّراب -فقط-؛ بل يجب أن تصومَ جوارحُه عن الحرام، ولسانُه عن المنكر، وهكذا..هذا هو الصِّيام.
وذكرنا الحديث -قبل قليل-: «رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامِه إلا الجوع والعطش».

5. السُّؤال:
هل يجوز تسمية المولود باسم (إسكندر)؟
الجواب:
من حيث الجواز: يجوز؛ لكن: يجب مراعاة الأعراف.
يعني: أهم من اسم (إسكندر) اسم (إلياس)، إلياس نبي -بنصِّ القرآن الكريم-؛ لكن: هنالك مجتمعات لا تَقبل هذا القول، وإذا ورد اسم (إلياس) يقولون هذا نصراني -مباشرة-! مع أن إلياس نبيٌّ كريم.
إذن: مراعاة الأعراف مُهمَّة، وتسمية المسلمين باسم (إلياس) موجودة؛ لكنَّها غير شهيرة، وهي أولى من التَّسمية بـ(إسكندر)، ومع ذلك وضعْنا هذه الملاحظة، فكيف التَّسمية بـ(إسكندر)؟!
لا شكَّ أنَّها تحتاج وقفة، وإلى مراعاة للأعراف.

6. السُّؤال:
ما حُكم الاشتراك بالضَّمان الاجتماعي اختياريًّا؟
الجواب:
لا أَقبَل ذلك، ولا ينشرح له صدري.
والأمر إذا تعلَّق بالاضطرار أو الإلزام شيء، وأمَّا الاختيار فشيءٌ آخر.

7. السُّؤال:
ما قولك في الذي يكذب ومعتاد على الكذب، يكذب على العلماء، ويكذب في رمضان، ويكذب عليك؟
الجواب:
الله المستعان! نحن اعتدنا على هذا الصِّنف، ولم يَعُد كذبُهم يؤثِّر فينا ولا يُسخطُنا، وإذا أصابنا شيءٌ من السَّخط -أو الغضب-؛ والله؛ مِن أجله؛ أن يكون هذا حالَه! أن يكون كاذبًا على أهل العلم، وعلى طُلاب العلم، وعلى شُيوخ العلم.
والكذب ليس من صفات أهل الإيمان ﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾.
فليتَّقِ الله -عزَّ وجلَّ-، وليتُب، وليُجاهد نفسَه، وليصْبِر، وليُصلِح ما أفسد!
أما: (اعتاد على الكذب) -هكذا-!؟
كما أنَّه اعتاد على الباطل والشَّر؛ فليعتَد على الخير، وليعتَد على الصِّدق؛ الرَّسول الكريم ﷺ يقول: «الخيرُ عادَة، والشرُّ لَجاجة».
كما اعتدتَ على الشرِّ؛ اعتَدْ على الخير، والله -سبحانه وتعالى- يقول: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾.
اصبِر، وتصبَّر، وصابِر، واتَّقِ الله، وعليك بالدُّعاء أن يَصرف عنك هذا السُّوء.
نعم؛ قد لا يكون الكذب متعمَّدًا؛ لكن -في النِّهاية- هو كذب! -لأن تفهم خطأ-.
الرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام-: «كفى بالمرء إثمًا أن يُحدِّث بكلِّ ما سَمِع»، وفي رواية: «كفى بالمرءِ كذِبًا أن يُحدِّث بكلِّ ما سمِع».
اليوم الاتِّصال بأهل العلم والمشايخ وطُلَّاب العلم؛ صار سهلًا -وسهلًا جدًّا-.
ما مِن شيخ وعالِم وطالب عِلم مُتميِّز؛ إلا وله موقع على وسائل التَّواصل الاجتماعي.
هل أنت -فقط- تقدِر على نشر هذا الكذب -أو هذا الظَّن-على الأقل- عليه، ولستَ بقادر على التثبُّت منه، والاستفسار منه -أو: عنه-على الأقل-؟
هذا ليس من أخلاق أهل الإيمان.
والرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- يقول: «والذي نفسي بيده؛ لا يؤمن أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لنفسِه»، هذا هو الواجب، وأسأل الله التوفيق للجميع.

8. السُّؤال:
بالنِّسبة لاستعمال السُّبحة في الذِّكْر؟ [يعني: الْمَسْبَحة، أو الْمِسباح]
الجواب:
الأصل: الأصابع؛ «فإنَّه مسؤولات مُستَنطَقات» -كما ورد في الحديث-.
فسؤال الأصابع واستِنطاقُهنَّ أمرٌ غَيبيٌّ، لولا وُرود النَّص؛ لا نقول به ولا نَعرفه.
فكيف نَقيسُ غيرَه عليه؟ كيف نَقيس السُّبحة على الأصابع والجامعُ المشترَك غَيبي؟
فالأصل أن نقول: الرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- كان يَعقِد التَّسبيح بيمينه.
أمَّا الرِّوايات التي فيها ذِكر التَّسبيح [لعله: السُّبحة] لا يصحُّ منها شيء، وقد كتبتُ كتابًا قديمًا -قبل-ممكن ثلاثين سَنة وزيادة- بعنوان: «إحكام المباني» طبع مكتبة المعارف، وأظنُّ أنَّه موجود على الإنترنت، ناقشتُ فيه أكثرَ الوارد في مسألة السُّبحة، والآثار الوارد في هذا الباب.
ويكفينا أن نَذكر قصَّة الصَّحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- لما رأى -في الكوفة- أقوامًا جالسين في المسجد حِلَقًا حِلَقًا، على رأس كلِّ حلْقة رجل يقول: (كبِّروا مئة) فيُكبِّرون، (سبِّحوا مئة) فيُسبِّحون..وهكذا، فقال: (عُدُّو سيِّئاتِكم! وأنا ضامن أن لا يَضيع من حسناتكم شيء)! إلى آخر الحديث.
فأنكر عليهم، مع أنَّهم كان بين أيديهم حصى يَعُدُّون بها التَّسبيح والتَّهليل والتَّكبير! أنكر عليهم الصُّورة المجتمِعة.
هذا هو الأصل في منهج سلفِنا الصَّالحين -رضي الله-تعالى-عنهم-أجمعين-.

9. السُّؤال:
ما سبب هجوم الإخوان المسلمين على الشَّيخ محمَّد حسَّان، ويَسبُّونه -في كلِّ يوم- في قنواتهم؟
الجواب:
الشَّيخ محمَّد حسَّان رجل من أهل العلم، ومن أهل السُّنة، نعم؛ يُخطئ ويُصيب -كسائر البشر-، مَن عنده عليه شيء؛ فليناصِحه، ومَن أراد أن يَنتقدَه؛ فليضعْ نفسَه مكانه.
أمَّا الدُّخول في متاهة السَّب والهجوم؛ هذا لا يَصلُح، ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، وذكرتُ الحديث -قبل قليل-: «لا يؤمن أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لنفسِه».
الدُّخول في متاهة الهجوم والتَّجريح والسَّب والإقذاع؛ هذا ليس من أخلاق أهل الإيمان، ولا من أخلاق أهل السُّنَّة -فضلًا عن أن يكون من أخلاق منهج السَّلف ومتَّبِعي منهج السَّلف-.
لكن: الحزبيَّة قاتِلة..الحزبيَّة سوداء..الحزبيَّة مُظلِمة.
تريدون أن تنتقدوا الشَّيخ محمَّد حسَّان؛ انتقِدوه؛ لكن: انتقِدوه بِعِلم..انتقِدوه في مسائل عِلميَّة..أمَّا الدُّخول في متاهة المسائل السِّياسيَّة؛ لو كنتُم مكانه: ماذا تفعلون؟
وأكثر الذين ينتقدونه هم خارج الحدود.. نعم؛ هذه مهمَّة -جدًّا-أيضًا-، لو كانوا داخل الحدود؛ لكانوا لا أقول مثله؛ بل كانوا أشدَّ منه!
ونسأل الله أن يعفو عن الجميع، وأن يَدرأ عن المسلمين -جميعًا- الفتن -ما ظهر منها، وما بطن-.
والله؛ لا نُحبُّ الفتن، ولا نحبُّ الدُّخول فيها، ولا نُحب سماعَ أخبارِها؛ بل نُحبُّ للمسلمين -جميعًا- في كلِّ أقطار الأرض، في كلِّ دُوَلهم ومع أولياء أمورهم أن يكونوا على قلب رجل واحد: في أُلفة.. في تناصُح.. في تعاوُن.. في تحابٍّ..في مودَّة..في تواصٍ بالحق والصَّبر..هذا الذي نُحبُّه، وهذا الذي نَسعى إليه.
نعم؛ قد أُخطئ..أو تُخطئ..أو الثَّالث..أو الرَّابع.. نتواصى بالحق، ونتواصى بالصَّبر، ونتواصى بالمرحمة.
لماذا هذا الهجوم؟!
ولماذا هذا الافتراء -في بعض الأحيان-، أو السَّب -في أحيان أخرى-؟!
هذا ليس من أخلاق أهل الإيمان -واللهِ، وتالله، وبالله-!
«أحِبَّ للنَّاس ما تُحبُّ لنفسِك؛ تُكُن مؤمنًا».
ما بالُك ترضى أن تهجم على الشَّيخ الفلاني -بلسانِك، وإقذاعك، وافترائك، أو ظُلمك، أو غِيبتِك، أو نميمتك-، ولا تَقبَل أن يكون جُزءٌ من ذلك نحوك -أو موجَّهًا إليك-؟
أيُّ تناقُض هذا؟!!
والله المستعان، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله.

10. السُّؤال:
هل يجب أن أدفع رسوم المدرسة الخاصَّة، مع العلم أن الطلبة لم تداوم الفصل الثَّاني إلا أربعين يومًا؟ وجزاك الله خيرًا.
الجواب:
موضوع المدارس -الحقيقة- ليست سواء، والدَّولة -معذرة-أيضًا- نحن نتكلَّم عن الأردن في ظرف (الكورونا) والحجر الصِّحِّي وامتِناع الطلبة عن الذَّهاب إلى المدارس، وأنا لي من الأبناء من هو كذلك، واللهِ؛ دفعتُ القيمة كاملة، وحاولتُ أن أناقشَهم؛ قالوا: نحن لم ننقطِع عن دفع رواتب الأساتذة والمدرِّسين والأداريِّين، وكذلك -أيضًا- نطلب منكم..فالآن المدرِّسون يقدِّمون الدُّروس عبر وسائل التَّواصل الاجتماعي وعن بُعد -وما أشبه ذلك-.
أنا كان بِوُدِّي أن تَفصل الدَّولة في هذا الأمر؛ حتى لا يكون هنالك مثل هذا السُّؤال.
والأصل: التَّفاهم، فإذا أصرُّوا ليس لك إلا أن تَدفع، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله، نسأل الله العافية.

11. السُّؤال:
رجل يؤمُّ النَّاس في الصَّلاة، ويقول: إنَّه -بسبب ضيق وقته-؛ فإنَّه يُراجع القرآن في سِرِّه أثناء وجوده في الحمام، وقبل خروجه من منزله ليصلِّي بالنَّاس صلاة الفجر: هل فِعله صحيح؟ وهل تجوز مراجعة القرآن في السِّر في القلب -وليس جهرًا- في الحمام؟
الجواب:
والله؛ أنا أعجب من هذا -الحقيقة-.
قاعدة: (الواجبات أكثر الأوقات) قاعدة غير صحيحة؛ لكن: نحن لا نَقدر على إدارة الوقت، ولا نَصلُح لإدارة الوقت، فمن هنا نضطرُّ إلى مثل هذا السُّؤال! أو: يضطر قائلنا إلى أن يقول: (الواجبات أكثر الأوقات)!
﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾؛ لكن: أنت قد تُحمِّل نفسَك لا أقول فوقَ طاقتِها؛ لكن كثيرًا -مما يزعجك، ويضيِّق عليك وقتك-.
لكن: المراجعة السرِّيَّة هذه قد تكون شيئًا يَهجُم عليك؛ فلا تستطيع ردَّه.
وقد يكون شيئًا تستطيع ردَّه وعدم الالتفات إليه، أو مجاهدة نفسَك به.
فالصُّورة الأولى: مقبولة؛ لأنَّه شيء ليس بيدك.
لكن الصُّورة الثَّانية: غير مقبولة.
والأصل: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾.

12. السُّؤال:
إذا ممكن القول الفصل في التَّبايُن المنهجي بين المتقدِّمين والمتأخِّرين؟
الجواب:
هذا السُّؤال وحده -هكذا-: مُبهَم؛ لكن: أنا أعرف قصد السَّائل.
السَّائل: يتكلَّم عن قضيَّة النَّقد الحديثي، وعِلل الأحاديث، ومنهجيَّة العلماء في ذلك.
وقد ألَّفتُ كتابًا -في نحو خمسمئة صفحة- بعنوان: «طَليعة التَّبيين» -وهو موجود على الإنترنت-، تستطيع -أخي الكريم- أن تقرأه، وأن تُطالعه، وأن تنتفع به، والكتاب -الآن- مضى عليه -لعلَّه- أربع سنوات، وإلى الآن لم يكتب أحدٌ عليه حرفًا.
أنا -مثلي مثل غيري- أخطئ وأصيب؛ لكن: أتمنَّى على مَن يُخالفني في هذا المنهج -وهو منهج علماء-على مدار قرون وقرون..عشرة قرون- أن يأتيني بالأدلة.
العجيب أنَّهم يأتون بالأدلة على التَّفريق بين المتقدِّمين والمتأخِّرين من أقوال المتأخِّرين الذين يخالفونهم في التَّطبيق الذي استدلوا بكلامِهم عليه! أُحجيَة! لُغز!!
الرَّسول الكريم -عليه الصَّلاة والسَّلام- يقول: «لا تزالُ طائفةٌ من أمَّـتي ظاهرين على الحق، لا يضرُّهم مَن خالفهم، ولا مَن خذلهم، حتى يأتيَ اللهُ بأمره».
والرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام-كما صحَّحه الإمامُ أحمد-: «يَحْمِلُ هذا العلمَ مِن كلِّ خلَفٍ عُدولُه».
أنا طالبتُهم، وناقشتُهم، وقلتُ لهم -وفي الكتاب-: أعطوني من كلِّ قرن عالمًا واحدًا يقول بهذا القول الذي أنتم تقولونه!
لا يستطيعون!
ثم خرجوا لنا بأُحجية أخرى؛ قالوا: هنالك مرحلة برزخيَّة!
أنا أَقْبَل (مرحلة برزخيَّة)! هذه المرحلة البرزخيَّة: ألا يوجَد فيها مُستنكِر واحد يستنكِر انحراف المتأخِّرين عن منهج المتقدِّمين! والله؛ هذا عجيب جدًّا.
أنت -يا من تُلاحقني على كلِّ كلمة أقولها، وتكتب تغريدات، وصوتيَّات، وفيديوهات-.. أنت أحرص من علماء الإسلام الذين يَرَون الانحراف -ولو بَرزخيًّا-أمامهم- يَسري ويَجري، ويسكتون؟!! أين هذا الكلام!؟
الخلاصة: أن المنهج العلمي الحديثيَّ واحد، وكما اختلف المتقدِّمون والمتأخِّرون؛ كذلك اختلف المتقدِّمون فيما بينهم، كذلك اختلف المتأخِّرون فيما بينهم.
الاختلاف بين أهل العلم طبيعي -وطبيعي جدًّا-.
كم من حديث صحَّحه البخاري وضعَّفه ابن المديني، أو صحَّحه مسلم وضعَّفه البخاري -في المتقدِّمين-.
وانظر هذا بين ابن الملقِّن وابن حجر وابن القيم والمزِّي والبرزالي و..و..و..و.. إلى آخر العلماء، فضلًا عن البيهقي والدَّارقطني والطَّحاوي..وما أشبه هؤلاء الكبراء -رحمهم الله-.
الْحُجَّة هي الفيصَل؛ لكن -كقاعدة عامَّة- أقول: كلُّ حديث يُخالِف فيه المتأخِّرون المتقدِّمين؛ يجب التَّأنِّي فيه كثيرًا، وعدم التعجُّل فيه.
لكن: هل هذه المخالَفة لا بُد أن المتأخِّر فيها مُخطئ والمتقدِّم فيها مُصيب؟
الجواب: لا، الحجَّة -بعد التَّأنِّي- هي المرجِّحة بين هذا وذاك.
معذرة الكلام قد يكون صعبًا -شيئًا-ما-، أو غريبًا -شيئًا-ما- على بعض الإخوة -من طلاب العلم المبتدئين الذين هم معنا-؛ لكن: هذه قضيَّة مطروحة، لا بد من الجواب عليها، ولا بُد من بيان الحكم الشَّرعي فيها.

13. السُّؤال:
عندما نضع مصحفًا في المسجد صدقةً جارية عن إنسان مسلم متوفَّى: هل نضع اسمَه على المصحف، أم الأحسن: لا؟
الجواب:
القضيَّة متعلِّقة بالأجر الذي يكتبه الله لمن ترك هذه الصَّدقة الجارية، فهل لا بُد أن يكون في ذلك الاسم والعنوان ورقم التلفون -معذرةً-؟﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾، هذا أمرٌ متعلِّق بعلم الله -عزَّ وجلَّ- في النَّاس.
لكن: مَن فعل ذلك مِن باب تشجيع النَّاس على الوقف؛ فليكتب (وقف لله -تعالى-) دون أن يكتبَ اسمًا، هذا فيه تشجيع دون الدُّخول في الأسماء -وما أشبه ذلك-.

14. السُّؤال:
هل يجوز إكمال الصِّيام بعدما استيقظتَ ورأيتَ في فمك دِماء؟
الجواب:
نعم؛ يجوز، وتُلفَظ الدِّماء، وتُكمل صومَك.. أين المشكلة؟
هذا إذا كان السؤال كما ورد في اللَّفظ المنقول.




انتهى اللِّقاء الخامِس والأربعون
رد مع اقتباس