عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-30-2015, 01:34 AM
خولة السلفية خولة السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 414
افتراضي

جزاكما الله خيرا ،، وهذه اضافة وفقكما الله:

النهي عن صيام السبت في غير الفريضة " الفريضة كل صيام واجب كرمضان والكفارات والنذور":

*** السائل:

((..) لا سيما إن وافق يوم فضل كيوم عاشوراء أو يوم عرفة؟ وما قولكم في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عندما قال للنبي صلى الله عليه وسلم أصوم الدهر؟ فقال لا تطيق ذلك، قال:صم ثلاثة أيام في كل شهر ثم قال الإثنين والخميس ثم قال: تصوم يومًا وتفطر يوما فإن ذلك صيام داود عليه السلام))


الشيخ -رحمه الله -:

كل هذه الأدلة بل جُلّها استدلال بعمومات، معارضة للحديث الخاص وهذا لا يجوز، بعض الأدلة التي جاء ذكرها أو الأحاديث التي جاء ذكرها في سؤالك هذا يُردُّ على السائل بالتالي: أرأيت لو أفطر حسب نظامه يصوم يومًا ويفطر يومًا، كان فطره قبل يوم العيد نفترض أن يوم العيد كان يوم الثلاثاء, أفطر على قاعدة يصوم يومًا ويفطر يومًا, فأفطر يوم الإثتنين, وهو معلوم أنه يوم فضيلة وهذا مثال ولا يقصد بالمثال التحديد فلنقل مثلا أفطر يوم الأحد، ثم جاء يوم الإثنين ويشرع صيام يوم الإثنين لكن اتفق أنه يوم عيد،
فهنا وجد مسوغان للصيام المسوغ الأول: هو كونه يوم الإثنين والمسوغ الثاني:هو أنه أفطر يوم الأحد ومن عادته أنه يفطر يومًا ويصوم يومًا فهل يصومه؟


سيكون جواب الجميع: لا يصومه، فماذا فعلنا بالأحاديث التي تحض على صيام يوم الإثنين، والأحاديث التي ذكرت وذكرتَ أنت طرفًا منها "صم يومًا وافطر يومًا فإنه أفضل الصيام وهو صوم داود عليه السلام" ماذا نفعل بهذه الأدلة العامة نُقيدها، ونقول: صم يومًا وأفطر يومًا إلا إذا صادفت في صيامك صوم يوم منهي عنه، أليس هكذا نوافق ؟ كذلك الجواب عن مشكلة حديث الذي لا يزال الناس يتجادلون فيه وهو نص صريح لا يقبل الجدل إطلاقًا لولا غلبة العادات، صيام يوم البيض ثلاثة أيام، صادف يوم السبت، صيام يوم عاشوراء، صيام يوم عرفة صادف يوم السبت، لم يعد الناس يستطيعون أن يهضموا بعض الأحكام الشرعية لغلبة العادات على الناس، وها نحن قد أجبناكم عن حل مشكلة تقع بالتوفيق بين المستحب من العبادات والمنهي عنها.
فقلنا: النهي مُقدّم، وهذا يُعبّر عنه بعض علماء الأصول بأنه "إذا تعارض مبيح وحاظر، قُدم الحاظر على المبيح" فالأمثلة كثيرة وكثيرة جدًا، أهمها لإبراز كيفية التوفيق بين الأحاديث المتعارضة في أذهان بعض الناس ما صورته لكم آنفا: رجل يصوم يومًا ويفطر يومًا اتفق أنه أفطر يوم الأحد وعليه بالنظر لعادته أن يصوم يوم الإثنين، ويوم الإثنين له فضيلة خاصة كما هو معروف في السنة لكن اتفق أن هذا اليوم كان يوم عيد أفيصومه؟ كان الجواب: لا, ولا أحد يخالف في هذا.

ما هي القاعدة التي يستند العلماء في مثل هذا الموقف، صوم يوم الإثنين لوحده مشروع وبخاصة إذا جاء حسب الترتيب الذي جرى المعتاد أن يفطر يومًا وأن يصوم يومًا، ما هي القاعدة التي جرى عليها العلماء هي:" الحاظر مقدم على المبيح" فالآن لا شجاعة ولا بطولة علمية أن نكثّر الأمثلة لضرب حديث لا تصوموا يوم السبت فنقول -مثلا- اتفق أن يوم السبت كان يوم عاشوراء لا نصومه! خسارة كفارة سنة, اتفق أن يوم عرفة يوم سبت لا نصومه! خسارة كفارة سنتين, كذلك أيام البيض ونحو ذلك.

الجواب "الحاظر مقدم على المبيح" ثلثت أيام البيض اتفق أنه يوم سبت دعه, عاشوراء يوم السبت دعه, عرفة يوم السبت دعه, ولست بالخاسر، وهذه يجب أن نتنبه لها لماذا؟ لأنك أولاً وقفت عند نهي الرسول صلى الله عليه وسلم المؤكد حيث قال ((لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افتُرض عليكم ولو لم يجد أحدكم إلا لحاء شجرة فليمضغه)) هذا تأكيد للنهي، وأنك يجب عليك يوم السبت أن تؤكد للناس أنك مفطر ولو كان يوم فضيلة في الأصل، اتفق عاشوراء مع السبت، عرفة مع السبت، يوم من أيام البيض مع السبت إلى آخره، فأنت تدع صيام هذا اليوم وقوفًا مع نهي الرسول عليه السلام عنه، فهل نتصور من قدم الحاظر على المبيح أنه خسر؟ تفكروا في المثال الأول: يوم الإثنين يوم عيد فهل نصومه؟ لا.
هل خسر؟

الجواب: لا، لمَ؟

احفظوا هذا الحديث من كان منكم لا يحفظه وليتذكره من كان يحفظه ألا وهو قوله عليه السلام ((من ترك شيئا لله عوضه الله خيرًا منه)) الذي ترك صيام يوم الإثنين لموافقته يوم عيد وامشوا بالأمثلة ما شئتم هل هو خسر أم ربح؟ الجواب ربح، لماذا؟ لأنه كان ناويًا أن يصوم هذا اليوم لولا أنه جاء النهي عن صيام هذا اليوم فقُدِمَ النهي على المبيح، فإذن يصدُقُ على كل من ترك صيام يوم له فضيلة خاصة لأنه اتفق أنه كان يوم السبت فحينئذ يصدُق عليه قوله عليه السلام: ((من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه)).


فنسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا وأن يزيدنا علمًا وأن يلهمنا العمل بما علمنا إنه سميع مجيب وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم وأنتهت الإسئلة فلا إزعاج ومعذرةً.

//الشريط السادس عشر (أ)من سلسلة فتاوى جدة للشيخ /محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -
**نرجوا منكم دعوة صادقة في ظهر الغيب لمن فرغ هذه المادة ولمن راجعها ولمن دل عليها**
__________________
اعلـم هديت أن أفضل المنــــــن علم يزيل الشك عنك والدرن
ويكشـف الحق لذي القلـــــــوب ويوصل العبد إلى المطلــوب
فاحرص على فهمك للقواعــــــد جامعـة المسائل الشـــــوارد
فترتقي في العلم خير مرتقـــــــا وتقتفـي سـبل الذي قد وفقا

من منظومة القواعد الفقهية للعلامة ابن السُّعدي رحمه الله
رد مع اقتباس