[سعيد الحسباني]

التفريغ:

هل تنصح المبتدئ بقراءة تفسير "في ظلال القرآن" ؟
وما هو الصحيح في انتقاد سيد قطب عثمان بن عفان؟

الجواب: سيد قطب رحمه الله كان رجلا يحمل فكرا عرضيا، ثم جاء الإسلام فتأثر بكتابات أبو الأعلى المودودي، وبدأ يكتب باسم الإسلام، و لم يأخذ العلم من أحد، رجل قلمه بارع أديب ويكتب في الشرع دون علم، ومن حاكم سيد قطب محاكمة العلماء ظلمه، فكتب باسم الدين، بقلم الأديب، فمن حاكم سيد قطب محاكمة العلماء، ظلم سيد قطب وظلم العلم، بدلالة أن سيد قطب في كثير من كتبه بما في ذلك كتابه في ظلال القرآن، قال عن الله - جل في علاه – قال عن الله الريشة المبدعة، وقال عن الله مهندس الكون الأعظم، وطالب العلم الصغير يعرف أصول العقيدة الشرعية السلفية، يعرف أنه لا يسمى الله إلا بأسمائه، ولا يجوز أن يطلق على الله الريشة المبدعة،
الناس الآن أمام سيد قطب منهم من عامل ألفاظه على ظاهرها، فقال سيد قطب كافر، لماذا؟ لأنه يقول عن ربما الريشة المبدعة، والذي قول عن الله الريشة المبدعة ماذا يعني؟ هذا كافر.
وسيد قطب يقول عن الله مهندس الكون الأعظم، طيب لما قال سيد قطب عن ربنا الريشة المبدعة، هل هو يريد أن الله القلم الريشة، أم هو أخطأ في عبارات، أخطأ في العبارات، سيد الناس فيه في غلو، على قوم فجعلوا سيد قطب منطقة محرمة المساس فيها طعن في الدين، وسيد قوله قول النبيين، والذي يتكلم فيه مارق، زنديق، خارج عن الدين، هذا رجل لا يتكلم فيه، وهذا غلو عظيم، وضلال ### سيد ليس من العلماء ، ومن عامل سيد معاملة العلماء ظلم العلم وظلم سيد قطب، لذا نقول عندما قال سيد عن ربنا الريشة المبدعة، نقول له أخطأ خطأ كبير، لكن هو لا يريد ما قال، نهو لا يريد ما كتب، لو أنه أراد ما كتب لكفر، بل ولكفرنا من يكفره، لو أن رجل قال الله ريشة، هذا كافر، ومن لم يكفره كافر، لكنت سيد ما أراد هذا، فأخطأ رحمه الله.
سيد ما ننصح أحد يأخذ العلم الشرعي عنه، رجل كتب بأسلوب أدبي، وعباراته واسعة فضفاضة، واتكأ على عباراته أصحاب التكفير، لا ننصح أحد بقراءة كتب سيد، ومن كان مليئا، يحسن معرفة الأصيل من الدخيل فليقرأ ما شاء، أما طالب علم ينشأ على كتب سيد قطب فتصبح عنده لوثة أن المجتمعات كافرة، وأن الناس كفار كما يصرح بذلك في بعض المواطن، فهذه لوثة عظيمة خطيرة جدا.
مخطئ في سيد قطب من كفره مثل عبدالله الحبشي، فالأحباش يكفرون سيد ويحملون كلامه مالا يريد، سيد له كلام في أصحاب رسول الله خطير، لا يقوله أهل السنة، لا يقوله إلا المبتدعة، سيد يقول عن عثمان كانت خلافته فجوة في التاريخ الإسلامي، يقول سيد عن عبدالله عن عمر بن العاص وعمرو بن العاص وعن معاوية، نافقا وداهما وراوغا وكذبا، يقول كذا في كتابه الشخصية الإسلامية، فرجل لا يعرف أصول المعتقد الصحيح السليم، أن الصحابة لا يتكلم فيهم إلا بخر، ويترحم عليهم جميعا، ونمسك ما شجر بينهم من شجار وخلاف، هذه الأشياء ما كان يعرفها، والبلاء والطامة ### لكن سيد ليس بعالم، رجل مفكر، رجل أديب، فكتب بآراء وتوجهات، وآراء فضفاضة، حمالة المعاني حمالة الوجوه، فلا ننصح أحدا من طلبة العلم، إلا أن يشتغل بالتقعيد العلمي والتأصيل العلمي، وبعد أن يعرف أقول العلماء، ليقرأ ما شاء، وليقرأ لمن شاء، عندما يميز بين الأصيل والدخيل، ويعرف الجيد من الرديء.
والله أعلم ، نكتفي بهذا القدر.