عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 06-28-2014, 06:50 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي




(( صاحب الواحدة، والمرأتين، والثلاث، والأربع ... ))


قال المغيرة بن شعبة ( ت 50 هـ ) رضي الله عنه: أحصنتُ ثمانين امرأة، فأنا أعلمكم بالنساء، كنت أحبس المرأة لجمالها، وأحبس المرأة لولدها، وأحبس المرأة لقومها، وأحبس المرأة لمالها،
فوجدتُ صاحب الواحدة إن زارت زار، وإن حاضت حاض، وإن نفست نفس، وإن اعتلّت اعتلّ معها بانتظاره لها،
ووجدت صاحب الثنتين في حرب هما ناران يشتعلان،
ووجدت صاحب الثلاث في نعيم،
وإذا كُنَّ أربعاً كان في نعيم لا يعدله شيء! ولا يقتصرن أحدكم على الواحدة فيكون مثله مثل أبي جفنة وامرأته أم عقار ...

قال البيروتي:
رواه الحافظ ابن عساكر في (( تاريخ دمشق )) من طريق ليث بن أبي سُلَيم ( ت 148 هـ ) – قال ابن حجر في (( التقريب )): صدوق اختلط جدًّا ولم يُتمَيّز حديثه فتُرِك –، وهذه الرواية مرسلة، وروى نحوها ابن عساكر من طريقٍ مرسلةٍ أيضاً من طريق الإمام مالك بن أنس ( ت 179 هـ )، قال : كان المغيرة بن شعبة نكّاحاً للنساء، ويقول : صاحب المرأة الواحدة إن مرضت مرض معها وإن حاضت حاض معها، وصاحب المرأتين بين نارين يشتعلان، قال : وكان ينكح أربعاً جميعاً ويطلقهن جميعاً. اهـ.

وذُكِرَت المقولة عن رجل من بني إسرائيل، رواها المعافى بن زكريا ( ت 390 هـ ) في (( الجليس الصالح والأنيس الناصح )) من طريقين، فقال : حدّثنا محمد بن الحسن بن زياد المقرئ قال، حدثنا محمد بن القاسم، عن محمد بن أبي معشر قال: أخبرني أبي، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: حلف رجل أن لا يتزوَّج حتّى يستشير مئة رجل، فاستشار تسعةً وتسعين رجلاً، ثم خرج وقال: أوّل من يستقبلني أستشيره، فإذا هو برجلٍ قد طيَّن رأسه وركب قصبة، وبيده سوط يضرب القصبة. فلما انتهى إليه سأله فقال له: يا عبد الله تأخر عن الفرس لا يرمحك؛ فركض على قصبته شوطاً ثم رجع فقال له: هات حاجتك. قال: إني حلفت ألّا أتزوج حتى أستشير مئة رجل، فاستشرت تسعة وتسعون رجلاً وأنت تمام المئة. فقال له: صاحب الواحدة إذا حاضت حاض معها، وإن مرضت مرض معها، وإن غابت غاب معها، وصاحب اثنتين قاض، وصاحب الثلاث ملك، وصاحب الأربع مسافر.
قال له الرجل: لقد استشرت تسعة وتسعون رجلاً ما كان فيهم أعقل منك، فمن أنت؟ قال: أنا أرادت بنو إسرائيل أن يستقضوني ففعلت هذا لكي أنجو منهم. اهـ.

رواية أخرى للقصة السابقة:

حدثنا محمد بن الحسن بن دريد قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الجوهري، عن محمد بن حاتم، عن شجاع بن الوليد، عن حريش بن أبي الحريش، قال: كان رجل في مَنْ كان قبلنا حلف أن لا يتزوَّج امرأة حتى يستشير مئة نفس، وإنه استشار تسعةً وتسعون رجلاً فاختلفوا عليه، فلمّا بقي رجلٌ واحد قال: أوَّل من يفجأني من هذا الطريق أستشيره ثم آخذ بقوله. فتلقاه رجل شيخ على قصبة، ومعه صبيان حوله. قال له: إني حلفت أنْ لا أتزوج حتى أستشير مئة رجل، وقد استشرت تسعةً وتسعين رجلاً فاختلفوا، فقلت: أول من يفجأني من هذا الطريق أستشيره، فجاء شيخٌ راكب على قصبة، ثم لـم يجد بدًّا فدنا منه، فقال له: يا عبد الله إني أريد أن أتزوج فأَشِرْ عليَّ، فقال له: النساء ثلاث، ثم مضى. قال: قلت في نفسي: والله ما قال لي أحدٌ مثل ما قاله هذا! لأتبعنَّه، قال: فاتبعته حتى لحقته، قلت: يا عبد الله قلت لي النساء ثلاث، قال: نعم، واحدةٌ لك، وواحدة عليك، وواحدة لا لك ولا عليك. قال: ثم مضى فاتبعته فسألته عن تفسير ما قال، فقال: أما البكر فهي لك ولا عليك، وأما الحنَّانة فهي الثّيب التي قد كان لها زوجٌ فهي لا لك ولا عليك، وأما المنانة فالثيّب التي لها ولدٌ فهي التي عليك ولا لك، خلِّ سبيل الجواد. قال: فاتبعته فقلت: يا عبد الله من أنت؟ وما قصّتك؟ قال: مات قاضي بني إسرائيل - أو قال: فقيل من أنت؟ فقيل فلان - فأرادوا أن يجعلوني قاضياً فكرهت ذلك، فصنعت ما رأيت فراراً منهم. اهـ.
============

كناشة البيروتي ( المجموعة الثانية/ 1085 )

__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس