عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-01-2016, 10:41 PM
الشيخ أكرم زيادة الشيخ أكرم زيادة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 403
افتراضي الفوائد السنية من الرحلة الأندونيسية 14 والأخيرة

«الفوائد السمية من الرحلة الإندونيسية 14 والأخيرة
«الانتظار واقع مؤلم وأمل جميل»
وصلنا الدوحة مبكرين قبيل الساعة السادسة، واستغرق وصولنا إلى قاعات المطار نحو ساعة، حيث وصلنا القاعات المكيفة حوالي الساعة السابعة، وكانت درجة الحرارة حينها (37) درجة مؤوية فقط!!
كانت رحلتنا القادمة من الدوحة إلى عمان مقررة الساعة السابعة صباحا، على الملكية الأردنية، لنصل عمان نحو العاشرة صباحاً، فوجدنا الأمور على غير الحجز، المتفق عليه، ورحلتنا الساعة الرابعة مساء على القطرية أيضاً.
راجعنا مكتب القطرية ـ وهي أسوأ شركة طيران أسافر عليها منذ بدأت السفر قبل نحو أربعين سنة ـ في المطار ليؤمنوا لنا إقامة كما هو المقرر دوليا عند شركات الطيران عموما، وعند القطرية خصوصاً، ولكنهم لم يكترثوا لنا، وطلبوا منا دفع أكثر من مائتي دولار للغرفة على الساعات المتبقية، وبعد إفطار خفيف وتشاور، لجأنا إلى أحد المصليات في المطار لحين اقتراب موعد الرحلة إلى عمان، وانشغلت بالقراءة على شيخنا المقرئ حتى أتممت قراءة سورتي المائدة، والأنعام.
وبعد صلاة الظهر، والعصر في مصلى المطار، وبعد غداء خفيف من (السندويتشات) أيضا، توجهنا إلى بوابة، وقاعة المغادرة على القطرية إلى عمان، حيث قرأت على شيخنا المقرئ نصف سورة الأعراف تقريبا.
التقينا في قاعة المغادرة النهائية في مطار الدوحة بأحد الإخوة القطريين الناشطين في مجال الدعوة والإغاثة، ممن يعرفون فضيلة الشيخ الحلبي، والذي صار من أهل الأردن، فضلاً عن أنه من أهل قطر أيضا!! وقد ذم وقدح في خدمات شركة الطيران القطرية أيضاً، مؤكداً ما عايناه، وما عانيناه، وما وصفت به تلك الشركة.
أقلعت الطائرة القطرية من مطار حمد بالدوحة في موعدها المقرر تقريبا، ولم تكن ممتلئة كالطائرة السابقة، مما أراح مجالسنا، وانشغلنا بالتلاوة، وأذكار المساء، ودعاء الاضطرار، لأن دعاء المسافر والمضطر مستجاب ـ كما كان يردد ذلك ويكرره شيخنا المقرئ، وأمير سفرنا ـ حفظه الله تعالى ـ حتى وصلنا مطار الملكة علياء قبيل المغرب بقليل.
توضأنا لصلاة المغرب والعشاء ريثما يصير بالإمكان الحصول على الأمتعة، وصلى بنا فضيلة الشيخ الحلبي المغرب والعشاء، ولم يقصر بنا صلاة العشاء على اعتبار أننا وصلنا عمان دار إقامتنا، خلافا لمذهبي، ومذهب شيخنا المقرئ في هذه المسألة بالذات، ولكننا صلينا خلفه تماما التزاما بالسنة:

«إنما جُعِلَ الإمام ليؤتم به».
وعلى مذهب ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، ومذهب شيخنا العثيمين رحمه الله تعالى:

«الخلاف شر».
بعد الصلاة تناولت أمتعتي وهي قليلة خفيفة، واستأذنت الشيخين مودعاً، وعاملا بالحديث الذي كثيراً ما سمعته من شيخنا المحدث حفظه الله عن أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

«السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ، وَشَرَابَهُ، وَنَوْمَهُ، فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ، فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ».
فإعمالاً للحديث انطلقت إلى أهلي مسلماً على أول من لقيته؛ وهو ولدي عبد الرحمن ابن شيخنا المقرئ محمد موسى نصر، وابنته مارية الرضيعة، واللذان كانا في انتظار شيخنا المقرئ، وذلك قبل لقاء أولادي الذين ودعوني، ووجدتهم في هذه المرة أيضا يستقبلونني، جزاهم الله عني كل خير.
رجعت إلى البيت، آيباً، تائباً، عابداً، حامداً، مصلياً، مسلما على أهل بيتي، عملا بحديث أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:

«يَا بُنَيَّ! إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ، يَكُونُ بَرَكَةً عَلَيْكَ، وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ».
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________
«الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»
رد مع اقتباس