عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 05-17-2011, 04:07 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي حكم إهداء ثواب الختمة والأعمال الصالحة للنبيّ صلى الله عليه وسلم وغيره.

حكم إهداء ثواب الختمة والأعمال الصالحة للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - وغيره.

سُئلت اللجنة الدائمة عن إهداء ثواب الختمة لروح النبي - صلى الله عليه وسلم -.

الجواب :

(لا يجوز إهداء الثواب للرسول - صلى الله عليه وسلم -، لا ختم القرآن ولا غيره؛ لأن السلف الصالح من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ومن بعدهم لم يفعلوا ذلك، والعبادات توقيفية، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - :(من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) (1) .

وهو - صلى الله عليه وسلم - له مثل أجور أمته من كل عمل صالح تعمله؛ لأنه هو الذي دعاها إلى ذلك، وأرشدها إليه، وقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:(من دل على خير فله مثل أجر فاعله). (2)

انظر : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية ( 59 - 58 /9).

***********************

وقال الشيخ محمد بن عثيمين (ت 1421هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ

[بعض المُحبين للرسول - صلى الله عليه وسلم - يَهْدون إليه القُرَب كالختمة والفاتحة على روح محمد ـ كما يقولون ـ وما أشبه ذلك.

فنقول : هذا من البدع والضلال، أسألك أيها المُهْدي للرسول عبادة، هل أنتَ أشدّ حباً للرسول - صلى الله عليه وسلم - من أبي بكر ؟.

إن قال : نعم، قلنا : كذبت ثم كذبت ثم كذبت، وإن قال لا، قلنا لماذا لم يهد أبو بكر للرسول - صلى الله عليه وسلم - ختمة ولا فاتحة، ولا غيره.

فهذه بدعة، ثم إنّ عملك الآن، وإنْ لم تُهْدِ ثوابه سيكون للرسول - صلى الله عليه وسلم - مثله، فإذا أهْدَيْتَ الثواب، فمعناه أنكَ حَرَمْتَ نفسَكَ من الثواب فقط، وإلا، فللرسولِ عملك أهْدَيْتَ أم لم تُهْدِ] أ. هـ. (3)

وعلى ذلك فلا يجوز إهداء ثواب الأعمال لا قراءة قرآن، ولا صلاة، ولا صيام للنبي - صلى الله عليه وسلم -، لأن السلف الصالح ـ رضي الله عنهم ـ من الصحابة ومن تبعهم بإحسان لم يفعلوه.

ومعلوم أن جميع أعمال أمة النبي - صلى الله عليه وسلم - الصالحة، له مثل أجرها، لأنه - صلى الله عليه وسلم - الدّالّ عليها، هو القائل : (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) (4) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ (ت 728 هـ) : (لم يكن من عمل السلف أنهم يصلُّون ويصومون ويقرؤون القرآن ويهدون للنبي - صلى الله عليه وسلم -، كذلك لم يكونوا يتصدقون عنه، ويعتقون عنه؛ لأن كل ما يفعله المسلمون فله مثل أجر فعلهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً؛ وأما صلاتنا عليه، وسلامنا عليه، وطلبنا له الوسيلة، فهذا دعاء فيه لنا، يثيبنا الله عليه)
.(5)
___________

(1) أخرجه أحمد (6/ 420)، وأخرجه البخاري في كتاب البيوع: باب إذا اصطلحوا على صلح جور ... (الفتح5/ 640 برقم2697)، وأخرجه مسلم في كتاب الأقضية : باب نقض الأحكام الباطنة، ورد محدثات الأمور (3/ 1343 برقم 1718).
(2) أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي مسعود الأنصاري ـ رضي الله عنه - (3/ 1506 برقم1893)، وأخرجه أحمد (4/ 120).
(3) بدع وأخطاء ومخالفات شائعة تتعلق بالجنائز والقبور والتعازي(ص:313 -314).
(4) أخرجه أحمد (4/ 120)، وأخرجه مسلم في كتاب الإمارة : باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركب وغيره، وخلافته في أهله بخير (3/ 1506 برقم1893)، وأخرجه أبو داود في كتاب الآداب: باب في الدال على الخير (4/ 431 - 432 برقم 5129)، وأخرجه الترمذي في كتاب العلم: باب ما جاء الدال على الخير كفاعله (5/ 41 برقم 2670 -2671).
(5) رسالة في إهداء الثواب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - (ص:125- 126).
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس