عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-28-2013, 01:03 AM
مشرفو منتدى (كل السلفيين) مشرفو منتدى (كل السلفيين) غير متواجد حالياً
.
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 33
افتراضي

تلخيص وتنصيص

أولًا: إن اضطراب الشَّيخ ربيع المدخلي وتناقضَه ليس موقوفًا على جانب التأصيل العِلمي المجرَّد، بل يتعدَّاه إلى تناقُضِه واضطرابِه في مواقفهِ مِن تأصيلاتِ غيره؛ وذلك بالنَّظر إلى تعلُّقها بعلاقاته الشَّخصيَّة من صاحب التَّقرير؛ ومثال ذلك:
أن الشَّيخ عليًّا الحلبي عندما ألَّف كتابه «منهج السَّلف الصالح» قابله الشَّيخ ربيع المدخلي بالردِّ والنكران، وسلَّط عليه السُّفهاءَ والغلمان، وذلك لأنه استشعر أن هذا الكتابَ يردُّ على الأصول الغاليةِ التي يسير عليها الشَّيخ المدخلي -ولو كان بكلام الشَّيخ المدخلي نفسه-!!
لكن معظم المسائل التي قرَّرها الشَّيخ الحلبي في (كتابه) وافقهُ على تقريرِها الشَّيخ محمَّد الإمام في كتابه الموسوم بـ«الإبانة عن كيفيَّة التَّعامُل مع الخلاف بين أهل السُّنَّة والجماعة» -وانظر هنا-.
لكن بدل أن يقابِل الشَّيخ ربيع المدخلي هذا الكتابَ بِما قابل به كتاب «منهج السَّلف الصالح» مِن الردِّ والتَّبكيت والتَّشغيبِ والتَّأليب؛ قابله بنقيضِ هذا!!!! فقد قرأ الكتابَ وراجعه ووضع عليه بعضَ الحواشي، وكتب الشَّيخُ الإمام على طرَّة كتابِه قائلًا: «راجعه وقرأه فضيلةُ الشَّيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي».
والسَّبب في هذا راجع إلى أن الشَّيخ المدخلي أدرك -هنا- أن كتاب «الإبانة» إنما وُضع للرَّد على (الشَّيخ الحجوري) الذي كان في طَور صبر الشَّيخ ربيع ومناصحتِه له.
فالشَّيخ المدخلي يُقر القولَ ونقيضَه، ويمدح القولَ ويذمُّه لا بالنَّظر لذاته وإنَّما بالنَّظر لِمَن قاله، وهذا ما أوقع الشَّيخ ربيعًا المدخلي في التَّناقض والاضطراب.
ويوضحه ...


ثانيًا:
إن اضطراب الشَّيخ ربيع المدخلي وتناقضه لم يقف عند حدود المسائل العلميَّة، والمواقف السلوكيَّة، بل تعدَّاه ليقعَ في التَّناقض في الإخبار عن الشَّيء وضدِّه؛ ومن ذلك -على سبيل التَّمثيل لا الحصر- ما قرَّرناه في مقالنا «(7) -موثقا- طعونات الشَّيخ ربيع المدخلي -وكبار أعوانه!- بالسلفيين -علماء ودعاة- ».
حيث قلنا:
(( إنكار الشَّيخ ربيع المدخلي لطعنه بِمن قد طعن فيهم -حقيقةً- في مجالسِه الخاصة، [كما تستمعون إليه في هذا المقطع-] جوابًا على سؤال وجه إليه ضمن (المخيم الربيعي)؛ وفيه: «السائل: يقول عن الشَّيخ ربيع: (وطعنه في العلماء المتقدِّمين والمتأخِّرين؛ يقول الدكتور ربيع بن هادي: ابن باز طعن في السلفيَّة طعنةً شديدة -نقله عن «الفصل العادل»-، ويقول: وطعن في ابن حجر والنووي، وبدَّع شُعبة، واتَّهم الإمام أحمد بن حنبل بأنه يُؤوِّل بعض الصِّفات، وقال عن محمد بن عبد الوهاب: كان شابًّا طائشًا، واتَّهم ابنَ خزيمة بأنه يؤوِّل بعض الصفات، وقال عن ابن عثيمين: أنه بسببِه تخرُج رايات الشِّرك مِن نجد، وقال عن الألباني: سلفيتُنا أقوى من سلفيَّتِه، وقال عن شُعبة: مُبتدع، وقال عن الثوري: يتهالك في ركاب رافضي، وقال عن محمد بن عبد الوهاب: عنده حَماس واندفاع شباب، ينسب كل هذه الأقوال إليك يا شيخ، وينقل هذا عن «الفصل العادل»؟.
الجواب: أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، هذه كتبي وهذه أشرطتي، ما هي إلا دفاع عن أئمة السُّنة، ومنهم مَن ذكرت».

نقول:
1- قد ثبت بالصَّوت عن الشَّيخ ربيع المدخلي طعنُه في الشَّيخ ابن باز؛ فكيف يكون بُهتانًا عظيمًا؟!!؛ وهل البهتان في الادِّعاء الموثق، أم بالنفي المعارِض لِما هو ثابت وموثَّق بالصَّوت، ومثله يقال:

2- وقد ثبت -كذلك- كلامُه في الشَّيخ الألباني، كما تقدم -بصوتِه-، فمَن هو الذي أتى بالبُهتان العظيم؟؟

3- وأما ما كان متعلِّقًا بالشَّيخ ابن عثيمين -رحمهُ اللهُ- فلم يَثبت عن الشَّيخ ربيع أنه قال فيه ما تقدَّم، لكن الثَّابت عنه قوله -في شريط «مَن هم المرجئة»-: «قلتُ لتلاميذ شيخ مِن القصيم هل عندكم خلفيَّة عن الصُّوفية وعن جماعة التَّبليغ قالوا: لا، قلت: إذا كان إذا استمر الوضع على هذا الحال بعدم فهمِكم للصُّوفية وتساهُلِكم في انتشار أهل البدع فَلَسَوف تنطلقُ راياتُ التصوُّف مِن قلب نجد بدل انطلاقها برايات التَّوحيد».
نقول: ومعلوم أن أبرزَ شيوخ القصيم -آنذاك- هو الشَّيخ (ابن عثيمين -رحمهُ اللهُ-)؛ لكن لَمَّا كان الشَّيخ ربيع لَم يُسمِّه أو يُعيِّنه؛ فليس لأحد أن يتقوَّل على مقصده؛ لا سيَّما مع نفيِه -المجمل- لذلك!!
وإنْ كان هذا -نفسُه- وللأسف- هو أسلوبَه مع خُصومِه!!

4- وكذلك ما كان متعلقًا بتبديع الحافظَيْن ابن حجر والنووي؛ فالشَّيخ ربيع وإن رفض التَّصريح بتبديعهما إلا أنه لا يرى كبيرَ فَرق بين القول أنَّهما أشعريَّان ووقعا في البدع وبين القول أنَّهما مُبتدعان -إلا التأدُّب في العبارة-!!! كما جاء في جوابه عن سؤال حول الفَرق بين الحداديَّة والسلفيَّة: «ومِن صفاتِهم -أيضًا- عدم التَّرحُّم؛ كان إذا ترحمت على مثل ابن حجر والشوكاني والنووي قالوا: مبتدع، إذا قلت الحافظ، قالوا: مُبتدع، إذا قلت: عندهم أشعريَّة قالوا: لا بُدَّ أن تقول: مُبتدع، إذا لم تقل مُبتدع فأنت مبتدع!!
قلنا لهم: إذا قلنا أشعري معناه أنه عنده بدعة؛ الإنسان يريد أن يتأدب في لفظه ليس لازمًا أن تقول عنه مبتدع.
أنا أقرأ لكم تراجم من البخاري؛ يَمرُّ على جابر الجعفي ويَمر على غيره لا يقول مُبتدع وهو يعرف أنه رافضي ولا يقول أنه مبتدع، لأن هذا ليس لازِمًا، بيِّن ضلاله نُصحًا للناس لكن ليس لازمًا أن تقول مبتدع أو غير مبتدع فأبوا.
يتَّصل عليَّ أناس من الخارج مِن أبْها يقول لي: ما رأيك في ابن حجر، أقول له: عنده أشعرية، يقول لي: أبدًا، أنت ضالٌّ لا بدَّ أن تقول مبتدع!!».

نقول:
سبحان مغيِّر الحال، فالشَّيخ ربيع هنا يُنكر على الحدادية إلزامَهم إيَّاه بتبديع مَن وقع في البدع والأشعرية -بإقراره- بل ومن قيل فيه أنه رافضي!!! وبين إلزامه هو بتبديع السلفيين؛ فمَن هو الأقرب إلى الحدادية؛ هو أم مَن ينكر عليهم؟!

5- وأمَّا ما كان متعلقًا بشُعبة والأعمش فقد أقرَّ الشَّيخ ربيع المدخلي أنهم وقعوا في بِدع؛ فقال في الرَّد على «مجازفات الحداد» بالقول: «ثالثًا: قوله [محمود الحداد]: (ونقضه مصنفه بالرَّد علينا بِمذكرة بدَّع فيها شعبة والأعمش وطعن في سفيان الثَّوري، وأثبت فيها الثناء على أهل البدع).
أقول: ... فهذه المذكرة موجودة لم أطعن في سفيان الثوري -والعياذ بالله- وهو -ولله الحمد- من أعظم الأئمة عندي ويعلم الله حبِّي له وإكرامي له غير أن غُلوَّ هؤلاء جعلني أنقل ما قاله الشَّافعي وغيره في موقف سفيان من جابر الجعفي.
وأمَّا الآخرون [يعني: شعبة والأعمش وغيرهما]: فنقلتُ شهاداتِ الأئمة العُدول بأنهم وقعوا في بِدع، منها القَدَر، ومنها التشيُّع، ومنها الإرجاء، وتداولَها الأئمةُ العدول في دواوين الجرح والتعديل، وقد ذكرتُ في ترجمة كل واحد منهم مَن نسَبَه الى البدعة، وذكرتُ المصادر أو المصدر في كل ترجمة، فكلامي موثَّق لا يستطيعون أن يُثبتوا عليَّ كلمةً رَميت فيها بريئًا».
نقول: تحت أي خانة شرعية يدخل هذا الإنكار من الشَّيخ الربيع لما هو ثابت عليه قطعا ؟
سؤال إجابته متروكة للقارئ المنصف !!!)).

ونقول: بل تناقُض الشَّيخ ربيع المدخلي لم يقف عند هذا الحد!! بل تعدَّاه -كذلك- ليقع في إخبارِه عن حال نفسه وتأريخه، ومن أمثلة ذلك ما قرَّرناه في مقالنا: «(2) العبرة بنهاية الشَّيخ ربيع المدخلي (السلفية)! لا بنقص بدايته (الإخوانية)=(البدعية) !!! ».

حيث قلنا:
((تناقُض أقوال الشَّيخ ربيع السَّابقة، وشهادة أهل العلم عليه مع قولِه في هامش كتاب «انقضاض الشُّهب السلفيَّة» -المنقول سابقًا-: «ربيع لَم يكن إخوانيًّا قط (!)، وإنَّما مشى معهم(!) مدة بشرط أن يُخرجوا أهل البدع من صفوفهم (!)، وبشرط أن يُربُّوا شبابَهم على المنهج السلفي!! وكان (يمشي مع مَن ينتسبون إلى المنهج السلفي)، لا مع أهل البدع منهم، وقد فعل مثل هذا بعضُ السَّلفيين، ومنهم الشَّيخ الألباني (!)، فهل تقول يا عدنان: إن الألباني كان إخوانيًّا أو في الإخوان؟! وهل تطالبه بالتَّراجع؟!»!!
نقول: لم نستطع (!) التوفيق (!) بين نفي الشَّيخ ربيع أنه كان إخوانيًّا، وبين إثباته (هو) -بنفسِهِ- لذلك -كما مرَّ معنا سابقًا- بأدلَّة قويَّةٍ مُتعدِّدَة- مِنْ:
1- تصريحه بأنه قد عُرض عليه (الدُّخول) في الإخوان المسلمين فقبِله بشروط.
2- تصريحه بأنه كان (مع) الإخوان المسلمين، وأنه كان يسير في (تنظيم الإخوان المسلمين)!!
3- تصريحه بأنه كان خلال مدة (بقائِه مع الإخوان) -بقصد إصلاحهم- مُقصِّرًا؛ لأنها شغلتْهُ عن خدمةِ الدعوة السلفية خدمةً (كاملة!)، وأنه نادِم أشد الندم على تلك السنوات التي أضاعها مِن حياته وهو (بين الإخوان المسلمين)!!
4- تصريحه بأنه (دخل في الإخوان المسلمين) قريبًا من ثلاثة عشر عامًا -مع أنَّ الواقعَ الذي ما له مِن دافع -باعترافِه (هو)!- أكثر مِن ذلك!-، ولَما أصروا على انحرافاتِهم، وظهر له المزيدُ منها: رأى أنه لا يجوز له البقاءُ (فيهم)؛ (فخرج منهم)؛ فهو كان (في الإخوان)، و(خرج منهم)!!
5- تصريحه بأنه كان قد ابتُلي بقراءة كتب الإخوان منذ زمن طويل، فقد قرأ «الظِّلال» وهو في الثَّانوية لكنه -كما يقول- كان (يستطيع أن يُميِّز أخطاء) سيِّد قطب في الصِّفات وفي العلوم الكونيَّة وفي النَّواحي السياسيَّة والاقتصاديَّة (!!!!)، كلها عرفها وهو في الثَّانوي -مع اعترافِهِ -في مقامٍ آخر -بقُصوره العلميِّ-!!!
وهذه مُعضِلَة أُخرَى!!
6- تصريحه بأنه كان منبهرًا بكتابات الإخوان! لدرجة أنه بدأ يصدِّق بأن الإسلام اشتراكي!
ولا نعلم لحدِّ الساعة كيفية التوفيق بين هذه التَّصريحات -المُنبئةِ عن بلايا وطامَّات-، وبين ادِّعائه تمييزَه لأخطاء سيِّد قطب السياسيَّة والاقتصاديَّة والعقائدية -وهو في المرحلة الثَّانوية-!!
فهل من ذكيٍّ فطنٍ يدلُّنا على حلٍّ لهذه العُقدة؟!
لا بُدَّ سنجد؛ ولكنْ على طريقة مقلِّدة الحنفية، مِن (غُلاة السلفيَّة)!!
7- تصريحه بأنه كان يقرأ عند بعض الإخوان المسلمين كتاب مصطفى السباعي «الاشتراكيَّة»! وأنه تأثَّر بهذا الكتاب!
8- تصريحه بأنه كان كثيرَ الإعجاب بطروحات الإخوان المسلمين حتى درَّس كتبهم!!!
فاللهم اغفر للشيخ ربيع؛ فإنه قد ضلَّل الكثير من المسلمين -وقتذاك- على حين غفلة مِنه ومنهم!
9- تصريحه بأن علاقته بالإخوان أثَّرت -سلبًا- في استفادتِهِ وانتفاعِهِ - ولا نقول: علاقاته!- بالمشايخ السلفيين الكبار؛ كالشَّيخ محمد بن إبراهيم، وابن باز، والمُعَلِّمي، والهاشمي، وعبد الرزاق حمزة -وغيرهم-؛ فلم يحرص على مجالستهم، والاستفادة منهم، أو حضور دروسهم؛ فضلًا عن أن يأخذ عنهم الإجازات العلمية!!
10- تصريحه بأن الله -تعالى- قد خلَّصه من علاقته السَّابقة بالإخوان وبِكُتبهم! وبتأثُّره بفِكرة أن الإسلام اشتراكي!!
11- تصريحه بأنه كان (معهم!)، وأنه تلقَّن (منهم) بعض طروحاتِهم وأفكارهم!
12- مدحه لجماعة الإخوان المسلمين، وشُكره جهودَهم التي قدَّموها لخدمة الإسلام، وأن عيبَهم (الوحيد!) هو تقصيرُهم في جانب العقيدة! ولو صَحَّحَتْ هذه الجماعةُ توجُّهَها في هذا الجانب لكانتْ -حقًّا!- (على منهج الأنبياء)!!!
... فيا لَها من (مُوازنة) لم يُسبق إليها الشَّيخ ربيع -مِن أيِّ أحدٍ مِن (فُضلاء) السلفيَّة -عُلماءَ وطلبةَ عِلم-؛ فما عسى أتباعه ومُقلِّدُوه أن يقولوا -بعد كُلِّ هذا-؟!
13- إقراره بأنه مِن القُراء الكُثر لنتاج جماعة الإخوان المسلمين!
14- مدحه وتوقيره لعُمر التلمساني ولسيِّد قطب -حينًا مِن الدَّهر-، واعتبارهما ممن أقرُّوا منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله، بل مَدْحُه غيرهما ممن تلبَّس بِبِدع، وكلُّ ذلك بسبب عدمِ اطِّلاعه (!) على ما وصفه بالأصل الأصيل المجمَع عليه (!!)عند أهل السُّنَّة والجماعة!!...
15- وصفه لسيِّد قطب أنه (بِحسن نيَّتِه) توصَّل إلى أن المنهج السلفي هو المنهج الصحيح الذي يجب أن يأخذَ به الشباب، وأن يتربَّوا عليه، وأنه عرض على الإخوان أنه لا بد أن يُربِّى الشباب على العقيدة الصحيحة قبل كل شيء، والأخلاق، فوافقه بعضُهم!!!
16- تصريحه أنه حتى العام (1406) كان لا يزال كثيرٌ من الغبش يغبش تصوُّره حول جماعة الإخوان! وقد زال كثير من هذا الغبش -لاحقًا-، فتبين له أنَّ أكثر ما قدَّموه فيه أضرار وأخطار -والحمدُ لله على البصيرة-!
لكن؛ هل زال هذا (الغبش) الذي يغبش (تصوُّرَه) بالكلية، أمْ أنَّهُ ذهب (به) إلى اتِّجاهٍ آخر؟!؟؟!!
17- أنه -حفظه الله- كان يرى -وذلك إلى ما بعد سنة (1410هـ)-: أن لا فرق بين السُّرورية ولا الإخوانيَّة، فالجميع أهل حديث!!!
فكيف يجتمع النَّقِيضان -مِن هذا وما قبله- والشَّيخ ربيع -يومئذٍ- في السِّتِّين مِن عُمره -أحسن الله خاتمتنا وإيَّاه-...؟!!
18- ثناؤه على سفر الحوالي القطبي! ومشاركته إياه في بعض تحرُّكاتِهِ ومُعارضاتِه لوليِّ الأمر -خادم الحرمين الشريفَين-!! فضلًا عن عدم تبديعه له- إلى الآن-!!
19- إعلانه عن مُفاصلته للإخوان بُعيد حرب الخليج -مع بقاء ترسُّبات فكريَّة (!) قويَّة عنده -كما تقدَّم-!!!.
نقول: فإما أن يكون كل ما تقدم يكفي في الدلالة على إخوانية الشَّيخ ربيع-السابقة-!! أو أن يكون الشَّيخ ربيع المدخلي -حفظه الله- له مفهوم خاص عن الإخوانيَّة يختلف عن مفهوم: الدُّخول فيها تنظيميًّا! ومخالطة أعضاء التَّنظيم والمتأثِّرين بفِكر الجماعة! أو التأثر ببعض أفكارهم!!!
فعند ذلك نخرج مِن بعض التَّناقض -مع بقاء بعض آخَرَ!!- وسوف يكون هذا المفهومُ -بَعْدُ- كفيلًا بالردِّ على كل (!) مَن اتَّهم شيخًا من مشايخ الدعوة السلفية -أو دُعاتها- بأنه إخواني! أو كان إخوانيًّا!! لأن كل ما سوف يُذكر لا يوجب إدخالَه في مفهوم الإخوانيَّة (المدخليِّ)! كما أنه لم يوجب إدخال الشَّيخ ربيع المدخليِّ -نفسِهِ- في مفهوم الإخوانيَّة -سواءً بسواء-؛ فهل سيوجد إخواني بعد هذا (!!!)؟!
طبعًا لا! ولكنَّ الواقعَ سيقول لك -بلسانِ مدلوع! وصوت مسموع!!-: كفاك كذبًا!!)).
نقول: وختام هذه الفقرة، يدفعنا -بقوة- لأن نقول:
إن النشأة الإخوانيَّة للشيخ ربيع المدخلي والتي كانت بعيدةً عن التأصيلات العلمية السلفيَّة، كانت نتيجتها الطبيعيَّة الخلط والاضطراب في الأصول والمسائل والمواقف.


ونقول : ولا نبعد النجعة لو قلنا : إن تناقُضات الشَّيخ ربيع المدخلي في إثبات الوقائع في موطن ومجلس، ونفيه لَها في مجلس آخر قد عمَّت وطمَّت، ولنمثل على ذلك بِمثالين -زيادة على ماتقدَّم-:
المثال الأول: قول محمود الحداد -قبل عشرين عامًا- في رسالة «التنكيل بما في مجازفات المدخلي من الأباطيل»: (قال المدخلي في (ص 1): «اشتهر بالتركيز على ثلاثة من الناس؛ يبدعهم».
قلت:
1- لماذا قلت: (من الناس)، ولم تقل: (من العلماء) أو (من الأئمة)؟!
2- قد شاركتني في بعضهم سرًّا، وتنصلت جهرًا؛ كما في أبي حنيفة».
وقال -أيضًا- عن الشَّيخ ربيع: أنه كان يأمره بالسرِّ أن يردَّ على الشَّيخ الألباني، ولكنه في العلن كان يُنكر ذلك!! كما في قوله: «وما أشعتُ وصيتَه إيَّاي؛ بالردِّ على شريط الألباني إلا لما طلب مني المجازف [يعني الشَّيخ ربيع] عدمَ الردِّ! فصار بوجهَين: وجه سِرٍّ يطلب الردَّ [على الشَّيخ الألباني] دون ذِكر اسم المجازف [يعني الشَّيخ ربيع]! ووجه عَلن يمنع الردَّ!
على أن المجازف يطعنُ في شيخه في شريط سموه العلم: «سلفيتنا أقوى من سلفيته» وغير ذلك. واعترف المجازف بكذبه؛ فقال: (كان بعض الإخوة يسألني عن هذه المسألة) يعني وصيته إيَّاي بالردِّ (فأقول: كذب الحدَّاد)!».

وأما المثال الثاني: فهو ما حكاه الشَّيخ يحيى الحجوري في (مقدمة الجزء الأول من: «النُّصح الرفيع للوالد العلامة الشَّيخ ربيع») قبل أيام من هذا العام (1434هـ)، حيث قال: «أنه [أي: الشَّيخ ربيع] اشتغل بالتَّحريش عليَّ، قبل ثورة أحد طلاب هذا الدَّار؛ وهو عبد الرحمن العدني ومَن ثار معه علينا وعلى هذه الدار التي تربَّوا فيها مِن زمن شيخِنا مقبل -رحمهُ اللهُ- وبعده، فلا دَرينا إلا وأبو مالك الرياشي رجع من مكة ويجلس مع بعض الطلاب وأهل البلاد بكلام سِر؛ وهو أن الشَّيخ ربيعًا يقول: (أبعِدوا الحجوري عن الكرسي وليكن البديل موجودًا)!!!
فافتتن وفتن بذلك أبو مالك الرياشي أيما فتنة، حتى أدى إلى صرفه عن طلب العلم بدمَّاج، ونزل إلى الشَّيخ محمد بن عبد الوهاب في الحديدة وحينها طلب منه الشَّيخ محمد أن يكتب اعتذارًا، فكتب ورقة اعتذر فيها مما صنع، وذكر أَنَّ ذلك بتحريض ممن كان يظن أنه لا يصدر منه هذا الخطأ العظيم!!!. وقُرِأت الورقة هنا وسجلت في درس العصر، وبعدها ذهب أبو مالك يشتغل على سيارة بالأجرة.
ولما شاع ذلك أنكره الشَّيخ ربيع - وفقه الله- أشد الإنكار!!! ونشر عنه أخونا أبو همام الصومعي أنه قال: (أنا أقول هذا في الشَّيخ يحيى؟؟! وقد مسك الدعوة السلفية باليمن بيد مِن حديد، ولا يصلح لها إلا هو ومثله)، واتصل الشَّيخ ربيع -وفقه الله-والله شهيد- وأنكر ذلك أشد الإنكار!!!. وقال: أنت تصدق هذا الكلام من أبي مالك؟ أبو مالك كذاب!!!) .
نقول: وكم بين هذين التأريخين من أمثلة مشابهة وقعت للشيخ ربيع المدخلي؛ أنه قال قولًا في مجلس خاصٍّ؛ فلما شاع وانتشر عنه أنكرهُ وكذَّبه، ولو ذهبنا نُحصي ذلك لخرجنا بعشراتِ الأمثلة، والتي لو عُرض صاحبُها على ميزان الجرح والتعديل لكان حُكمه أنه (؟ ؟ ؟ ؟) .

ثالثًا: إن المتأمِّل في تناقضات الشَّيخ ربيع المدخلي -ومنها ما سبق أعلاه-: يجد غالبها جاء
* إمَّا في سياق الرد على المخالف والتشنيع عليه.
* أو في سياق الدِّفاع عن نفسه ضد متَّهِمِّيه؛ فهو:
• إذا أراد أن يُهاجم: اعتمد أصولَه التي أفضت به إلى التَّأصيل لِمنهج (غلاة التَّجرح) والتي أفضت به إلى أن ينسب (هو) المعتدِلين إلى منهج (التَّمييع).
• أما لو كان في معرض الدِّفاع: فنراهُ يُقرِّر التأصيلاتِ المعتدلة المتوسطة، ولهذا نَسَبَهُ (الغلاة!) إلى منهج (التَّمييع)!
وكذلك إذا أراد أن يُثني على بعض مُوافقيه -ولو قام فيهم موجب القدح والذم- أظهر التأصيلاتِ المعتدلة، وعذَرهم بِمقتضاها .
ثم إذا أراد أن يطعنَ فيهم -بعد وقوع الخلاف معه-: عاملهم بمقتضى التأصيلات المتشدِّدة الغالية، وتعلَّل -لعدم قدحه السابق فيهم- بأنه (كان يصبر عليهم لسنوات).
وهذا إنَّما يدلِّل على ضعف الشَّيخ ربيع المدخلي في التَّأصيل، وعدم إحكامه له، وبُعده -كذلك- عن الرُّسوخ في تطبيق هذه الأصول.
فالراسخ في العلم هو الذي يُطَرِّدُ الأصل في جميع فروعه، ولا يُغَيِّرُ الأصل -بناءً على ما يعرض له من فرع-.
وهذا ينبهنا إلى ....


رابعًا: إن المتأمل في التأصيلاتِ الغالية -من الغُلو- للشيخ ربيع المدخلي يلحظ أنها جاءت تابعةً لخلافاته مع غيرِه وإشكاليَّاته العلميَّة معهم، فخلافاته هي الأصل، وتأصيلاتُه هي الثمرة المتفرِّعة عنها، فالشَّيخ يحدث تأصيلًا مع كل إشكال علمي يواجهه لا يستطيع دفعَه بأصول العلم؛ فيلجأ إلى إحداثِ أصولٍ جديدة يُبرر من خلالها مواقِفَه وتفريعاته؛ فتأصيلات الشَّيخ المدخلي تابعة لفروعه ومسائله، بخلاف طريقة العلماء الرَّاسخين الذين تكون أحكامُهم الفرعيَّة مَبنية على أصولِهم العلمية الشرعية.


خامسًا: إن ما تقدَّم من نقولات عن الشَّيخ ربيع تظهر وجهًا (معتدلًا) لمنهجيَّة الشَّيخ ربيع المدخلي!
وهو وجهٌ يتناقض -تمامًا- مع الوجه الآخر الذي تُظهره مواقع التَّجريح التي تنتسب إلى الشَّيخ ربيع المدخلي، ويرضى هو أن ينشر فيها بمعرِّفه .
وهذان الوجهان المتناقضان إنما هما لعُملة واحدة وهي (المنهجيَّة المدخلية)، والتي كان هذا التناقضُ من أكبر الأدلة وأظهرِها على فسادها،وبُعدها الكبير عن المنهجية السلفيَّة المُحْكَمة في تأصيلاتِها وفروعها وتطبيق أصحابِها لها.


سادسًا: إن النقولات المعتدلة -أعلاه- عن الشَّيخ ربيع المدخلي- يمكن اعتبارها من أمضى الأسلحة التي يُمكن إشهارها في وجه الغُلاة من مُقلدة الشَّيخ ربيع المدخلي؛ والُمبْطِلة لأصولهم الغالية؛ لا سيَّما وأن القوم قد أَضْفَوْا على أقوال شيخِهم -فيما أَسموه: منهجًا- هالةً من القُدسيَّة!!
والدليل القاطع على ذلك: أنه لا يُعرف عن أحد منهم أنه خطَّأ شيخَه المدخلي في مسألة -ولو دقَّت- من مسائل المنهج!
بل شيخُهم المدخليُّ نفسُه -رغم كل تناقضاته- يقول عن نفسه: (لا أعرف لنفسي خطأ في المنهج)!
وهذه أقواله بعضها ينقض بعضًا، وبعضها يغالط بعضًا، ولا يمكن أن يكون كِلا القولين حقًّا؛ لأنه (لا يمكن التناقض في الحق) -كما قاله الشَّيخ ابن عثيمين في «مجموع الفتاوى» (1/53)- .
ونحن لا نريد منهم إن خطَّؤونا في تأصيلاتِنا -التي وافَقْنا فيها أحدَ قولَي شيخِهم - أكثر من أن يصرِّحوا بخطأ شَيخهم فيما وافقناه فيه!!
أم أن خوفهم يَمنعهم حتى من التصريح بخطأ أحد القولَين المتناقضَين للدكتور ربيع-نفسِه-!!؟


سابعًا: إن بعض ما تقدَّم -وبخاصة في مسالة الجرح المفسَّر- يخرج من باب التَّناقض لو عاملناه بقاعدة أهل العلم المعروفة في (حمل مطلق كلام غيرِ المعصوم على مقيَّده، وعامِّه على خاصه، ومُجمله على مفصَّله!) -!!
لكن الشَّيخ المدخلي يرفضُ الأخذَ بهذه القاعدة، ويعتبرها من القواعد المصادِمة للحق!!
ولهذا؛ فنحن نعامله بمقتضى تأصيلِه -هو نفسه- لبيان فساد أصله ومقالته؛ كما قال ابنُ حزم -رحمهُ اللهُ-: في « مجموع رسائله» (4/291): «وكثيرًا ما نُلزِم نحن في الشَّرائع أهلَ القياس المتحكِّمين أشياءَ من مقدِّماتهم تقودُهم إلى التناقض أو إلى ما لا يلتزمونه، فيلُوح بذلك فسادُ مقالتهم» .


ثامنًا: قال ابن المبرد في «جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر» (ص94): «أين أئمة المسلمين؟ أئمة المسلمين الإمام أحمد والشافعي.
أين أقوال الأشعري في الدين؟
أين كلامه في الطهارة والصلاة والصوم والحج والبيع والنكاح والطلاق؟
هذا أمر لم يره أحد قطُّ!
إنما كلامه في علم الكلام -فقط-، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
كيف يحلُّ لمن يُنسب إلى العلم أن يجعلَ مَن لم يُعرف له كلامٌ في مسألة قط من أئمة الدِّين؟!».
ونقول: فأين كلام الشَّيخ ربيع في الطهارة والصلاة والصوم والحج والبيع والنكاح والطلاق؟
هذا أمر لم يره أحد قطُّ -إلا ما ندر- مِما جمع في جزء متوسط في المجلد الرابع عشر من مجموع كتبه ورسائله.
بل هذا الشَّيخ ربيع نفسه يخبر عن نفسه -كما نقله عنه أحمد بازمول- قائلًا: (كم سمعناه يقول: سلُوا غيري في الأمور الاجتهاديَّة، ويتورَّع عن الفتوى) -كما في الحلقة الخامسة من «صيانته»-.
نقول: وهل العالِم يعرف برُسوخه إلا من خلال تقريراتِه في مسائل الفروع الاجتهاديَّة الخلافيَّة!!
فرجل لا يُعرف له تحرير لموطنِ نِزاع، ولا عناية بتفصيلِ مُجمل العلماء، ولا استيعاب لأقوال الأئمَّة في مسائل العلم والاجتهاد، مع تناقُض واضطراب فيما تَميز به، كيف يصح أن ينسب إلى الرُّسوخ في العلم؛ فضلًا عن أن يُنسب إلى الإمامة في الدِّين؟!


تاسعًا: إذا ظهَر لنا حجمُ التناقضات الكبيرة التي وقع فيها الشَّيخ ربيع المدخلي -سواءً في تناقض أصوله مع بعضها، أو تناقض فروعه مع تأصيلاتِه-: علِمنا دقَّة وصف فضيلة الشَّيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله- للشيخ ربيع المدخلي؛ عندما سئل عنه فقال: (هذا الرَّجل غير مؤصَّل علميًّا) .
وزاد شيخُنا الحلبيُّ جوابَ شيخنا مشهور بن حسن وضوحًا عندما قال في مقال «فلانٌ..غيرُ مُؤَصَّل -علميًّا-!؛ فما مَعنى: (التَّأصيل) ؟ وما حقيقتُه، وضوابطُه؟»: «هل مَن اضطربت أحكامُه التفصيليَّةُ -حاكمًا على (زيدٍ) بغير ما حكم به على (عَمرو)-مع استوائهما -: يكونُ (مؤصَّلًا!)؟!
وهل مَن اشترط شروطًا ليست في كتاب الله، ولا سنَّة رسول الله-صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-مع تناقضٍ في اشتراطها على بعضٍ دون بعضٍ!-: يكونُ (مؤصَّلًا!)؟!
وهل مَن اختلَّت عنده قواعدُ معرفة المصالحِ والمفاسدِ؛ فأراد أن يبني قَصرًا فهدم مِصرًا: يكونُ (مؤصَّلًا!)؟!
وهل مَن لم يفرِّق بين القطعيَّات والاجتهاديَّات: يكونُ (مؤصَّلًا!)؟!
وهل مَن ألزم غيرَه بآراء نفسِه، وبنى على ذلك الولاءَ والبراءَ -بأشدِّ صورِهما-حتى أشبه التحزّب البغيضَ-: يكونُ (مؤصَّلًا!)؟!
وهل مَن سوَّى في تنزيل أحكامِه الاجتهاديَّةِ -والتي هي-أصلًا- غَلَطٌ بيّن، وخطأٌ غيرُ هَيِّن- بين أحوال (أمريكا)، و(أندونيسيا)، و(السعودية)، و(السودان)-مثَلًا -وواقعًا: يكونُ (مؤصَّلًا!)؟!
وهل مَن نَسب نفسَه إلى مشايخنا الكبار (الألباني، وابن باز ،وابن عثيمين) -وهو مخالفٌ لمنهجِهم النقديّ الرحيم!ومُناقضٌ لطريقِهم العلميّ الحكيم-: يكونُ (مؤصَّلًا!)؟!
وهل مَن يجعل أخطاءَ أهل السُّنَّة (الاجتهادية) أشدَّ مِن أخطاء أهل البدع الكبرى (الاعتقادية): يكونُ (مؤصَّلًا!)؟!
وهل مَن يصفُ المخطئَ مِن أهل السُّنَّة-في (الاجتهاديات)- بأنه (أحطّ أهل البدع..)،و(أخَسّ..)،و(أخبث..): يكونُ (مؤصَّلًا!)؟!
وهل مَن يخترع -من تلقاء نفسِه-وبالاجتهاد المحض-المنقوص!-أصولًا يدّعيها!وقواعدَ لا يُراعيها: يكونُ (مؤصَّلًا!)؟!
وهل مَن يبني كثيرًا من أحكامه-على (أهل السُّنَّة)- بسوء الظن!وعدم قَبول العذر: يكونُ (مؤصَّلًا!)؟!
وهل مَن جعل المرفوضَ من علماء أهل السُّنَّة: مفروضًا -عنده!-كقاعدة (الأخذ باللوازم مع نفي المُلزَم لِـمَا أُلزِم به!): يكونُ (مؤصَّلًا!)؟!
وهل مَن استسهل إطلاقَ أحكام التبديع -والتي هي قنطرةُ التكفير!-وقد حصَل منه بعضٌ منها -كفِرية الادِّعاء على غيرِ واحدٍ من أهل السُّنَّة بـ (وحدة الأديان!)-: يكونُ (مؤصَّلًا!)؟!

وهل مَن شتَّت وحدةَ السلفيِّين! وفتَّت دعوتَهم! وأشمت بهم خصومَهم -من بدعيّ وحزبيّ-انتصارًا لآرائه الشخصية التي توهّمها منهجَ السلف!وطريقةَ السلف-مع مخالفة جِلّة علماء أهل السُّنَّة وجُلّهم له-: يكونُ (مؤصَّلًا!)؟!
و:
هل مَن اختزل -عملًا! وواقعًا! وتطبيقًا!- الإسلامَ، والدعوةَ للإسلام، والعلومَ الإسلاميّةَ؛ ليقزِّمَها -جميعًا-بانيًا دعوتَه-في أكبرها وأكثرها!-: على الجرح! والتجريح! والنقد! والرد !-على أهمّية ذلك-بضوابطه-لا أن يجعلَ جُلَّها في (أهل السُّنَّة!)!-: يكونُ (مؤصَّلًا!)؟!
وهل..؟! وهل..؟! وهل..؟!
وهل..؟! وهل..؟!
وهل..؟!
ماذا أتذكّرُ؟! وماذا أقول؟!
الله المستعان..
... إنه -فواأسَفاه- صراعُ سنواتٍ وسنوات..حَرَصْنا -فيه-، وودِدنا، وتمنّينا-ببحثٍ دائب، ومتابَعةٍ حثيثة - مع صدقٍ مع النفس-فيما نرجو-:أن نرى فيه -ولا أقول:(كلِّه!)،ولا:(أكثرِه!)- ملامحَ تأصيلاتٍ مُتوافقةٍ! وقواعدَ مُضطردةٍ!!!
و..لم نجد!
ولعلّنا..(لن!) نجد!!
بل الذي وَجَدناه-وعلى أغلبِ المستويات!وفي أكثرِ الاتِّجاهات!-: تأصيلاتٍ مُتناقِضةً! وقواعد مُضطربةً!!
وهذا -كلُّه-: مع الرؤوس! فكيف بالأذناب!؟.
هذا مَعَ مَن (شُهِروا!) بالعلم والتصدُّر فيه! فكيف بالمتعصِّبة والرَّعاع ؟!
هذا مع الشيوخ؛ فكيف بالـ..مُريدين!؟
و..إلى الله -وحدَه- المشتكى».


عاشرًا -وأخيرًا-: نصيحة منَّا لمن لا زال مغترًّا بتقليد الشَّيخ ربيع المدخلي في أصوله وتفريعاته -بعد وقوفه على تناقضاته واضطراباته-:
- إن كان المقلِّد لا زال مُصرًّا على تقليد الشَّيخ المدخلي _ فلْيقلِّده في أصوله المعتدلة التي وافق فيها العلماءَ الأكابر، وأقرُّوه عليها؛ فيكون بذلك على طريقة الأكابر سائرًا، ولأحد قولي الشَّيخ ربيع المدخلي موافقًا؛ وثمرة ذلك: عدله في الحكم على المخالفين، واعتداله في موقفه من المخالفين له.
وليحذ من تقليده للشَّيخ المدخلي في اختياراته وتأصيلاته الغالية؛ فثمرة ذلك ظلم للغير -بعد ظلم النفس-، وأول من سيُلزَم بظلمه -غدًا- مَن هو يجلُّه اليوم وهو الشَّيخ ربيع المدخلي -نفسه-؛ وبيان ذلك:
- إن ألزم المقلِّد نفسه بقَبول خبر كل مَن كان ثقة لديه! فسيكون ملزمًا بقبول أخبار الثِّقات -لديه- في الشَّيخ ربيع المدخلي؛ وذلك إن أخبروه بما يوجب الطعن في الشَّيخ المدخلي!!
والثِّقات -وهم بالعشرات- قد أخبروا عن الشَّيخ المدخلي بما يوجب تجريحَه والطعن فيه وذلك في العشرات بل المئات من الكتب والرسائل والمقالات .
وهؤلاء إن لم يكونوا عند المقلِّد من الثقات؛ فهُم عند مُخالفيهم ثقات؛ فعُذرهم في قَبول قولهم في الشَّيخ ربيع المدخلي أن أخبارهم مِن قبيل خبر الثقة الواجب القبول -على أصل الشَّيخ ربيع المطلق- !!

- وإن ألزم المقلد نفسه بعدم التأول لغير المعصوم، أو عدم حَمل كلامه بعضه على بعض؛ فسيكون ملزمًا بالردِّ على أقوال الشَّيخ ربيع المدخلي وتصرفاته التي تعارض منهجَه والتي هي بالعشرات -إن لم تكن بالمئات-!! وأمثلتها منثورة في مقالات المشرفين وغيرهم مِن مُخالفي الشَّيخ ربيع !!

- وإن ألزم المقلِّد نفسه بقَبول أحكام الثِّقات في الرِّجال بدعوى أنَّها من قبيل أخبار الثِّقات وليست من المسائل الاجتهادية؛ فسيكون ملزمًا بقَبول كل قول صدر من عالِم ثقة في الشَّيخ ربيع المدخلي -وهي ليست بالقليلة!!!- وسيأتي نقلها وبيانُها في مقال مفرد -إن شاء الله-!

- وإن ألزم المقلِّد نفسه بقَبول أصل الشَّيخ ربيع المدخلي في تقديم الجرح المفسر -مطلقا- على التعديل، أُلزم بتقديمه الجرح المفسَّر الذي أظهره المخالفون للشيخ ربيع المدخلي والطاعنون فيه، وأُلزم بإسقاط تزكيات العلماء وثنائهم على الشَّيخ ربيع المدخلي !!
ولن يستطيع المقلِّد -إن التزم الأصلَ الغالي للشيخ ربيع المدخلي- أن يردَّ هذا الجرح المفسَّر؛ أو أن يقيِّده بضوابطه المعلومة؛ بدعوى أن قبولَه مطلقًا (غير مقنع) لأنه حينها سيكون داخلًا في ذم الشَّيخ ربيع المدخلي لِمن ردَّ الحقَّ بدعوى (عدم الاقتناع) !!

- وإن ألزم المقلِّد نفسه بإلزام الغير بقبول كل جرح صدر من الشَّيخ ربيع؛ لأنه جرح مفسر صادر من عالم صفة فهو خبر ثقة واجب القبول؛ فهو في الحقيقة يلزم نفسَه بقبول كل جرحٍ مفسَّر صادر مِن ثقة في الشَّيخ ربيع المدخلي، أو في غيره من الثِّقات لديه !!
وهذا سيدفعُك -كما هو الواقع- للوقوع في تناقض واضطراب - لن يخرج منها إلا بتجريحِ المخالفين للشيخ ربيع المدخلي وتسقيطهم وهذا ما قام به الشَّيخ ربيع المدخلي مع خصومه كالشَّيخ المغراوي، وأبي الحسن، وفالح الحربي، والشَّيخ الحلبي وأخيرًا الشَّيخ الحجوري؛ فهُم بعد أن كانوا في قمَّة التوثيق لديه، سارع الشَّيخ المدخلي وأعوانُه إلى تجريحهم ليصدَّ بذلك أتباعَه ومُقلديه عن قبول أقوالهم فيه بدعوى أنهم مجروحون!!
وبهذه النَّصيحة نختم المقال، وبالله المستعان .

__________________
المواضيع المنشورة تحت هذا المعرف تعبر عّما اتفق عليه (طلبة العلم) -هيئة الإشراف في (منتدى كل السلفيين)-.
رد مع اقتباس