عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 08-26-2012, 04:56 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي وقفات بعد رمضان

وقفات بعد رمضان

4.
الحرص على طلب العلم الشرعي من مظانه، ومن علمائه الثقاة، وعرضه على ما جاء في كتاب الله - تبارك وتعالى - وما صح من هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما كان عليه سلفنا الصالح من الصحب الكرام ومن تبعهم بإحسان، دون تقديم قول شيخٍ ولا شيخة، ولا قريبٍ ولا بعيدٍ على أقوالهم ولا أفعالهم، لأن فيها العلم والنور والهداية.

وبذلك يُعبد الله على بصيرة بما شرع من صلاة وصيام وزكاة وحج وغيرها، وبمعرفة أركانها وسننها وأحكامها، ومراعاتها يكون ذلك سببًا في قبول العمل، وعدم رده؛ أما الجهل فإنه قد يوقع في الإفراطٍ والتفريط ... في الشرك والبدع والضلال والتقليد الأعمى، والأهواء، والحزبية، والعصبية سواءً في صيام الفريضة أو النافلة، أو غيرها من العبادات فيحبط العمل، أو لا يدرك أجره كاملا.

وقد ذم الله - تعالى اليهود النصارى لاتباعهم أحبارهم ورهبانهم من دون الله، وهذا ما وقع فيه كثير من المسلمين - إلا من رحم -، نسأل الله العافية.
فكم ممن لا يعرف أحكام الصيام انتهك حرمة الشهر المبارك بجماع أو تدخين وغيره بسبب جهله، وهذه مسؤولية تقع على الدعاة وأولياء الأمور.

وكم ممن يقدم السحور ويؤخر الإفطار ظنًا منه أنه أكثر أجرا، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) (صحيح) رواه: [البخاري ومسلم والترمذي] عن سهل بن سعد - رضي الله عنه -. [صحيح الترغيب والترهيب جـ 1 رقم 1073].

ثم يتساءلون ما بالنا تكالب علينا شرار الخلق، ولم هذه الابتلاءات والخلافات والفتن والفرق ؟؟ فليراجعوا أنفسهم.

ما بال أخوات يُلازِمْنَ المسجد من قبل صلاة العشاء إلى الفجر، وقد يمتد إلى طلوع الشمس، والصلاة بعدها، خاصة في الأيام العشر الأواخر من رمضان، فأين حق الزوج والأبناء ؟.

ومِن الأخوات مَن استمرّت على ما كانت عليه حتى بعد العيد، كل الصلوات لها في المسجد، فإن أبدى الزوج تذمّرًا أو اعتراضًا قالت: يريد أن يحرمني الأجر، أما علِمَتْ أن حقّهُ وطاعته بالمعروف أولى، وأن صلاتها في بيتها أفضل ... ولكن؛ كَمْ من مُريدٍ للخير لنْ يُصيبه.
وأن عليها أن تراعي الأولويات؛ وتوازن بين المصالح والمفاسد؛ ولنا في هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحب الكرام - رضي الله عنهم - أسوة حسنة؛ فعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن عنده فقالت: زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت، ويفطرني إذا صمت، ولا يصلي الفجر حتى تطلع الشمس، قال وصفوان عنده، قال فسأله عما قالت، فقال: يا رسول الله ! أما قولها: يضربني إذا صليت فإنها تقرأ بسورتين وقد نهيتها، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لو كانت سورة واحدة لكفت الناس). قال: وأما قولها : يفطرني إذا صمت، فإنها تنطلق تصوم، وأنا رجل شاب فلا أصبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تصوم امرأة إلا بإذن زوجها)، وأما قولها: إني لا أصلي حتى تطلع الشمس، فإنا أهل بيت قد عرف لنا ذاك لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس، قال: (فإذا استيقظتَ يا صفوان فصل). (صحيح) رواه أبو داود وابن ماجه انظر: [مشكاة المصابيح جـ 2 رقم 3269]. [1].

ما بال أخوات يحرصْنَ على صيام أيام التشريق، وتصرّ إحداهنّ على ذلك، تظن أن عيد الأضحى يومًا واحدًا كعيد الفطر، مع أن أيام التشريق أيام عيد، أيام أكل وشرب وبعال، لا يجوز الصيام فيها إلا لمن لم يجد الهدي، ومثله من تُتابع الصيام إذا حاضت، ولا تصلي، ظنًا منها بأنها تؤجر على ذلك، وهو محرم.

ما أجمل أن نراعي النصوص في زمن الغربة، وأن نقف على ما وقف عليهِ مَنْ هُم خيرٌ منا، خير الناس، الرعيل الأول سلفنا الصالح، ولو كان فيما اسْتَحْسَنَ الناسُ خيرًا لسبقونا إليه، ما أجمل أن نراعي الأوْلَويّات، ونوازن بين الأمور، حتى نستشعر لذة الطاعة وأثرها، أسأل الله - تعالى - أن يُعيننا وإياكم على ذلك.


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.

ــــــــــــــــــــ
[1] لطفًا لا أمرًا :

موضوع ذا صلة، نفعني الله تعالى وإياكم به :

لا تصوم المرأة يومًا تطوعًا في غير رمضان وزوجها شاهد إلا بإذنه.


__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس