بسم الله الرحمن الرحيم
دفاع القرآن عن نبي الإسلام
-صلى الله عليه وسلم-
الحق والباطل في صراع دائم، والهدى والضلال في اصطراع دائمًا..
{وَكَذَ ٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِیٍّ عَدُوࣰّا شَیَـٰطِینَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ یُوحِی بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضࣲ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورࣰاۚ وَلَوۡ شَاۤءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا یَفۡتَرُونَ}.
جاءت البشرى الربانيَّة المباركة تكشف عن مآلَ أولئك المؤذِين للنبيِّ الأمين -عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التسليم-حتى لو تكاثروا وتقاطروا-..
{إِنَّ ٱلَّذِینَ یُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابࣰا مُّهِینࣰا}.
بغض النظر عن نوع الإيذاء، أو حجمه، أو قائله، أو زمانه..
{وَمِنۡهُمُ ٱلَّذِینَ یُؤۡذُونَ ٱلنَّبِیَّ وَیَقُولُونَ هُوَ أُذُنࣱۚ قُلۡ أُذُنُ خَیۡرࣲ لَّكُمۡ یُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَیُؤۡمِنُ لِلۡمُؤۡمِنِینَ وَرَحۡمَةࣱ لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡۚ وَٱلَّذِینَ یُؤۡذُونَ رَسُولَ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ}.
وقد وعد اللهُ ذو الجلال والإكرام -ووعدُه هو الحق التَّمام-..
{إِنَّ ٱللَّهَ یُدَ ٰفِعُ عَنِ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ كُلَّ خَوَّانࣲ كَفُورٍ}..
{إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ}..
فكيف بسيِّد ولد آدم أجمعين -عليه الصلاةُ والسلامُ-، وهو أكرم خلق الله عند الله..
{فَذَ ٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَـٰلُۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ}.
{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ}..
هذه هي النهاية الحاسمة، والنتيجة الجازمة الحازمة لكل طاعن بالجناب الشريف لنبيِّنا -صلى الله عليه وسلم-مهما كان لهذا الطاعنِ المعثار في هذه الدنيا الزائلة الزائفة من وجودٍ واعتبار، أو حضورٍ وقرار -بما فيها من أحمال وأوزار-..
{أَنَّ ٱلۡقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِیعࣰا}..
{إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِینُ}.
وأما مِن جهة حاله الطبيعي الإنساني -صلواتُ الله وسلامُه عليه-بِصِفتِه بَشَرًا من البشر-؛ فكما قال فيه -أو: له- خالقُه ومولاه -سبحانه في علاه-:
{وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ یَضِیقُ صَدۡرُكَ بِمَا یَقُولُونَ}..
فكانت الطمأنينة والأمان والائتمان من رب الأنام -سبحانه وتعالى-:
{(وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ}..
عكسَ أحوال أولئك الطاعِنين المبتورين بالحق والهدى واليقين.
وأخيرًا:
فما أجملَ هذا اليقين وأعظمَه!
{إِنَّا كَفَیۡنَـٰكَ ٱلۡمُسۡتَهۡزِءِینَ}..
{فَسَیَكۡفِیكَهُمُ ٱللَّهُۚ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ}..
مَن القائل؟
كلام مَن؟
إنه قولُ رب العالمين وكلامُه -جلَّ في علاه، وعظُم في عالي سماه-.
وأختم -الآن-بكل الإيمان والأمن والأمان- بقول ربنا الرحيم الرحمن -مخاطبًا نبيَّه وصَفِيَّه من خلقه -صلواتُ ربي وسلامُه عليه-في حال عِداه-مِن الكافرين والمنافقين-:
{وَدَعۡ أَذَىٰهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِیلࣰا}..
{وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِیبࣰا}..
{وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِیدࣰا}..
{وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ نَصِیرࣰا}..
[كلمة للشيخ علي بن حسن الحلبي -رحمه الله- ضمن سلسلة :{إن شانئك هو الأبتر}/(١)، قناة جمعية مركز الإمام الألباني -رحمه الله-]