.
المِكْثارُ كَحاطبِ ليلٍ.
قال أبو عبيد: وإنما شُبِّهَ بحاطبِ الليل لأنه ربما نَهشَته الحيةُ ولدغتُه العقربُ في احتطابِه ليلاً، فكذلك المِكثارُ ربما يتكلمُ بما فيه هلاكُه.
يضرب للذي يتكلم بكل ما يَهجُس في خاطره .
قَالَ الشاعر :
احْفظْ لسانَك أيها الإنسان ... لا يقتُلَنَّكَ إنَّه ثُعبانُ
كم في المقابرِ مِنْ قتيلِ لسانِه ... كانت تَخافُ لقاءَه الأَقرانُ
وقال آخر:
دَعْ خَبْطَ عشواءَ في ليلاءَ مظلمةٍ ... هاجتْ أَفاعي رَقشا بين أَحجارِ
يُضرب على الوجهين: للمُخلّط في كلامِه، والجاني على نفسِه بكلامِه.