عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-18-2015, 09:23 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي

المختصر في أحكام شعبان، وبعض المخالفات فيه

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ............. أما بعد:
فإنه في شعبان تستحب أعمال، ويقع الناس في بعض المخالفات، وإليك بعض الأحكام:

الحكم الأول: يستحب صيام أكثر شهر شعبان، كما كان يفعل ذلك رسول صلى الله عليه وسلم أخرج البخاري ومسلم من حديث عائشة أنها قالت:" ما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان"، فدل هذا على أنه يستحب أن يكثر من صيام شهر شعبان، وأن يصام أكثر الشهر، إلا أن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين منهي عنه في الشريع؛ة لما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين إلا رجل كان يصوم صومًا فليصمه "

فتقدم رمضان بصيام يوم أو يومين منهي عنه في الشريعة إلا أن يوافق عادة كان يصومها الرجل؛ كصيام الاثنين أو الخميس أو غيرهما، وذكر العلماء أن من نذر أن يصوم آخر شعبان، أو كان عليه قضاء من رمضان الماضي فإنه يصوم ما قبل رمضان بيوم أو يومين من باب أولى، أما ما يعتقده بعض الناس من أنه إذا انتصف شهر شعبان فلا يستحب الصيام، ويبني ذلك على حديث :"إذا انتصف شعبان فلا تصوموا"، فهذا الحديث لا يصح، كما ذهب إلى ذلك أكثر أهل العلم الأولين كالإمام أحمد ويحيى بن معين وغيرهما من أهل العلم .

إن صيام شهر شعبان أفضل من صيام شهر محرم لأنه صيام متعلق بفرض وأنه كالسنن الرواتب، فإنها أفضل من قيام الليل؛ لأنها صلاة متعلقة بفريضة، وقد ذهب إلى هذا جماهير أهل العلم، وهو أن السنن الرواتب أفضل من قيام الليل ومثل ذلك صيام شهر شعبان أفضل من صيام شهر الله المحرم، لأنه صيام نفل معلق بفرض وهو رمضان وما أخرج مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم:" أفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر الله المحرم " المراد به: الصيام المطلق، كما بين ذلك جمع من أهل العلم، ومنهم ابن رجب -رحمه الله تعالى -.

الحكم الثاني : يستحب في شهر شعبان أن يجتهد في قراءة القران، كما كان يفعل السلف الكرام، فقد ذكر ابن رجب في كتابه (لطائف المعارف) عن جمع من السلف أنهم كانوا يجتهدون في قراءة القرآن في شهر شعبان، وكانوا يسمونه بشهر القراء ذكر ذلك عن سلمة بن كهيل وحبيب بن أبي ثابت وعمرو بن قيس الملائي،
ومما علل به ابن رجب: أنهم كانوا يفعلون ذلك تدريبا للنفس، وتمرينا لها على قراءة القرآن، حتى إذا أدركه شهر رمضان أدركه بنفس نشيطة قد اعتادت على الإكثار من قراءة القرآن, فأسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهل القرآن، ومن المقبلين على تلاوته في شعبان ورمضان، وفي السنة كلها إنه الرحمن الرحيم.

الحكم الثالث: جاءت أحاديث عدة بأن الله يطلع إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن، وهذه الأحاديث تنازع أهل الحديث ما بين مصحح و مضعف، وعلى القول بصحتها فإنه لم يثبت عن رسول الله وصحابته الكرام أنهم خصوا هذه الليلة بقيام، كما بين ذلك الحافظ ابن رجب - رحمه الله تعالى -،
فإذا لا يصح لنا أن يخص هذه الليلة بقيام؛ لأنه وإن صح الحديث لو كان فيه دلالة على فضيلة القيام لفعله رسول الله وصحابته الكرام .

الحكم الرابع: من كان عليه قضاء من رمضان الماضي، فيجب عليه أن يقضي هذا القضاء قبل أن يأتي رمضان اللاحق، فإنه إذا أتى رمضان ولم يقض ما عليه من رمضان الماضي فإنه آثم،
ومن أخر القضاء إلى أن يأت رمضان الأخر فله حالتان:

الحالة الأولى: أن يكون مفرطاً، وهذا آثم ويجب عليه مع القضاء أن يطعم عن كل يوم مسكينًا، كما ثبت عن الصحابة الكرام .

الحالة الثانية: أن لا يكون مفرطًا، كأن يمتد مرضه وغير ذلك حتى جاء رمضان الآخر، فهذا مثله يجب عليه القضاء من غير إطعام وليس آثما، كما ثبت عن أبي هريرة فيما خرجه الدار قطني:" أن من كان عليه قضاء ويستطيع القضاء، فليبادر بالقضاء حتى لا يأت رمضان اللاحق ولم يقض ما عليه من رمضان السابق"

بعض الأخطاء في شهر شعبان:
يقع بعض المسلمين في أخطاء في شهر شعبان، من ذلك: أن بعضهم يعتقد في ليلة النصف من شعبان أنها هي ليلة التقدير السنوي، وهذا خطأ مخالف للقرآن لما قال سبحانه {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ . أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا } , أي في ليلة القدر، لذا ذهب جماهير أهل العلم أن التقدير السنوي إنما يكون في ليلة القدر، وقد بين الإمام ابن القيم في شفاء العليل خطأ من يظن أن التقدير يكون في ليلة النصف من شعبان،
وأيضا من الأخطاء عند بعض الناس أنهم يحتفلون بليلة النصف من شعبان بالاحتفال المسمى بالقرقيعان، وأصل هذا الاحتفال مأخوذ من الرافضة، وتسلل إلى بعض المسلمين، وهذا احتفال محرم وإذا تعبد به أصحابه فجمعوا إلى كونه عيدا محرما أنه بدعة،

وبعض أهل السنة أرادوا مخالفة الرافضة فجعلوا الاحتفال بالقرقيعان في النصف من شهر رمضان، وهذا الفعل محرم؛ لأنه عيد محرم وإن خالفوا فيه الرافضة فأصل الفعل من الرافضة واتخاذ عيد غير الأعياد التي جاءت بها الشريعة محرم في شريعة محمد بن عبد الله .

فالله الله إخوة الإيمان بأن نجتهد في شهر شعبان بقراءة القران وبالصيام لنفوز بالفضائل، ولنعود أنفسنا على الصيام وقراءة القران إذا جاء رمضان الذي هو سيد الشهور.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

د. عبد العزيز بن ريس الريس
المشرف على موقع الإسلام العتيق
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس