عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 08-25-2013, 03:16 AM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post

فإنْ قيلِ : نحنُ -فقط- نُفْرِحُ الأطفالَ في هذا اْليوم،ونُعطيهم
فاْلجواب:لِمَ في هذا اْليومِ –بالذَّات- ؟ فليس هناك جوابٌ إلّا لبركةِ هذا اْليومِ ،فحينئذٍ يأتِي السُّؤال:
مِن أينَ الدَّليل على بركتِهِ بالصَّدقة ،وإدخالِ السُّرور واْلفرحةِ للأطفال في النِّصفِ من شعبان ؟ ولا يوجدُ على ذلك دليلٌ !
قدْ كانت اْلعادةُ قديمًا ليستْ فقط في اْلحلويّات ،بلْ كانَ بعضُ النَّاس يصنعُ الطَّعامَ ويدعو النَّاس لذلك ،فإذا سألتَهُ : لمَ؟ قالَ: لأجلِ أمواتِنا ؛رحمةً للأمواتِ ولروحِ الأمواتِ ،وقد سألتُ بعضَهُم قديمًا،وكانَ يُجيبُنِي بهذهِ الإجابةِ،
إذًا يعتقدُون أنّه في هذا اْليوم تَصِلُ الصَّدقات -بالذّات للأمواتِ- ،فليسَ اْلموضوعُ مُجرَّد عادةً شعبيَّةً ،أو من عادَاتِنَا الشَّعبيَّة ،بلْ هو من اْلبدع اْلمُحدَثَة التِّي لمْ تكُنْ في عهدِ رسولِ اللهِ- صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -،وقدْ كانَ رسولُ اللهَ -صلّى الله عليهِ وسلّم- يُحبّ الأطفالَ ،بلْ كانَ يخطُبُ ويَأتِي اْلحسنُ وهوَ يتَعثّرُ في ثوبهِ ،فنَزَلَ وَضَمَّهُ إِلى صدرِهِ ،ومَا استطاعَ أنْ يتَحمّلَ ،إذًا لوْ كانَت كذلك لفَعَلَهَا رسولُ اللهَ -صلّى اللهُ عليه وسلّم- ولَأفْرَحَ الأطفالَ فِي زمانِهِ في مثلِ هذا اْليوم ،فهو -عليه الصَّلاة والسَّلام أرحمُ اْلخَلْقِِ باْلخَلْق ،وأرحمُ النَّاس بأمّتهِ ، وكانَ مُحبًّا للأطفالِ ،ورحيمًا بِهِم-عليه الصَّلاة والسَّلام- ،فمِنْ هُنا نقولُ : أنَّ هذا اْلعملَ غيرُ جائزٍ،

وأخيرًا: يُعلِّمُ الأطفالَ طلبَ اْلمال والشّحاته والسُّؤال، وما ينبغِي أنْ يُربَّى الأطفالُ على هذا: سؤال النَّاس والطَّلب منهم ،
لذلك تجدُ بعضَ الأطفالِ ما يرغَبُ اْلحلَوى ، يريدُ اْلمالَ،هكذَا تتدرَّج الأمورُ إلى النُّفُوسِ ،واْلبدعةِ أشدُّ خَطَرًا مِن اْلمعصيةِ ،
هذا بالنِّسبة لْلجوابِ وَلَوْ لمْ (يكُنْ) بدعةً ،ولوْ كانَ جائزًا شَرْعًا ،لَمَا خَسِرْنا شيئًا ،ولقلنا بِجوازِهِ ولكنّ الأمرَ له تعلُّقٌ بالدِّينِ والشَّرْع واْلمُعتَقَد ،وليسَ مُجرّد عَادَةً من اْلعَادات ،لذلك لمْ يَعْتَرِض اْلعلماءُ على كثيرٍ من اْلعاداتِ ، ولا تَظنُّوا أنَّه مُحدثٌ في مجتمعنا فقط ،بل كانَ موجودًا قَديمًا قدْ نَصَّ عليهِ اْلعُلماء وكَانُوا يعبِّرُون عنهُ بتوزيعِ اْلحَلوى والطَّعام في النِّصفِ من شعبان ،واْلمُصْطلح اْلحديثُ له هو: "حَقُّ اللَّيلةِ"أو "حَقُّ اللهِ" ،فقَدْ تَغَيَّرَ الاسمُ واْلمُسمّى واحِد ،...
رد مع اقتباس