عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-23-2011, 04:37 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي تداخل العبادات وأقوال العلماء في حكمه.

تداخل العبادات وأقوال العلماء في حكمه.

قال الإمام مالك - رحمه الله تعالى -: [بلغني أن بعض أصحاب رسول الله ﷺ كانوا يأتون مُرْهقين، فينفذون لحجهم، ولا يطوفون ولا يَسْعون، ثم يقدمون منى فلا يُفيضون من منى إلى آخر أيام التشريق، فيأتون فينيخون بإبلهم عند باب المسجد، فيدخلون ويطوفون بالبيت ويسعون، ثمّ ينصرفون فيُجزئهم طوافهم ذلك لدخول مكة، ولإفاضتهم، ولوداعهم البيت] انتهى.

وجاء في إعانة الطالبين من كتب الشافعية: [إذا كان عليه صوم فرضٍ قضاءً أو نذرٍ وأوقعه في هذه الأيام المتأكد صومها؛ حصل له الفرض الذي عليه، وحصل له ثواب صوم الأيام المسنون...]. اهـ.

وقال العلامة الدسوقي - رحمه الله تعالى -: [واعلم أنه يؤخذ من هذه المسألة: صحة نيّة صوْم عاشوراء للفضيلة والقضاء ... ومال إليه ابن عرفة]. انظر: [«حاشية الدسوقي» 1/ 133].

وفي «كتاب الشرح الممتع على زاد المستقنع» (7/ 369): [لوَإِنْ أَخَّرَ طَوَافَ الزِّيَارَة فَطَافَهُ عِنْدَ الخُرُوجِ أَجْزَأ عَن الوَدَاعِ ...
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى-: قوله: «وإن أخر طواف الزيارة، فطافه عند الخروج أجزأ عن الوداع». طواف الزيارة هو طواف الإفاضة، أي: طواف الحج]. اهـ.

وقال ابن عبد البرّ - رحمه الله تعالى -: [ ومن صَدَرَ مِن مِنى فطافَ للإفاضة ونفر أجزأهُ ذلك عن إفاضَته ووداعِه]. انظر: [«حاشية الدسوقي» 2/ 53].

قال ابن قُدامة - رحمه الله تعالى -: [ومن ترك طواف الزيارة، فطافه عند الخروج، أجزأه عن طواف الوداع]. انظر: [«المغني» 5/ 338] و [«الإنصاف» 4/ 50]. وقال أيضاً : [ إن ما شُرع لتحية المسجد يجزئ عنه الواجب مِن جنسه، كإجزاء طواف العمرة عن طواف القدوم، وصلاة الفرض عن تحية المسجد.
فكذلك ما شُرع لتوديع البيت، يُجزئ عنه الواجب مِن جنسه، وعلى هذا يُجزئ طواف الإفاضة عن طواف الوداع]. انظر: [المصدر السابق].

وقال شمس الدين الرملي - رحمه الله - في «نهاية المحتاج» (3/ 208): [ ولو صام في شوال قضاءً أو نذرًا أو غيرهما أو في نحو يوم عاشوراء حصل له ثواب تطوعها. كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى تبعًا للبارزي والأصفوني والناشري والفقيه علي بن صالح الحضرمي وغيرهم، لكن لا يحصل له الثواب الكامل المرتب على المطلوب، لا سيما من فاته رمضان وصام عنه شوالاً ]. انتهى.
ومثله في [«مغني المحتاج» (2/ 184)]، و [«حواشي تحفة المحتاج» (3/ 457)].
وقال أيضًا: [إن الصوم في الأيام المُتأكد صوْمها مُنصرفٌ إليها، بل لو نوى به غيرها حصلت أيضا، كتحية المسجد، لأن المقصود وجود صوم فيها]. [المصدر السابق].


يتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس