عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 03-29-2009, 08:47 AM
خالد الجزائري خالد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 225
افتراضي

اقتباس:
لا شك من أن الاختلاف هو في فهم النصوص .
ولكن هل هذا الاختلاف في فهم تلك النصوص سائغ أو ليس بسائغ .
الإختلاف سائغ لدقة القضية وتكافؤ الأدلة نوعا ما, وأيضا لإرتباط المسألة ارتباطا وتيدا بحكم تارك الصلاة وكلنا يعلم الإختلاف السائغ في هذه النقطة

اقتباس:
فالإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان وعلى هذا إجماع السلف والخلف من أهل السنة والجماعة .
فما بالنا اليوم نقول أن هذا الإيمان الذي هو قول وعمل واعتقاد : هو الإيمان الكامل المطلق فقط وليس مطلق الإيمان ؟؟؟
لأن الأحاديث تدل على أن الحد الأدنى من الإيمان المنجي من الخلود في النار لم يقدم صاحبه معه عمل ولا تعارض بين الأحاديث والإجماع فالسلف والخلف متفقون أن الإسلام خمسة أركان ومختلفون في الحد الأدنى منه فالذي يقول أن الإسلام هو الشهادة والصلاة والزكاة والصوم والحج يقول مثلا أن الشهادة والصلاة أقل الإسلام مع أنه لا ينفي أن الأركان الأخرى تدخل فيه. وهذا ليس كقول مانعي الزكاة المحرفين لها القائلين بزوالها بموت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فالإسلام عندهم مكون من الشهادة والصلاة والصيام والحج فقط.

اقتباس:
فأهل السنة يقولون أن الناس في الجنة ثلاثة طوائف : سابق بالخيرات (( معه إيمان كامل الكمال المستحب )) , ومقتصد (( معه إيمان كامل الكمال الواجب )) , وظالم لنفسه (( معه مطلق الإيمان الواجب )) .
وكل واحد من هذه الثلاثة الأنواع من أنواع الإيمان مشتملة على : قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان ولابد من ذلك . والله الموفق

بعض أقوال السلف في الحد الأدنى من الإيمان:


-قول ابن أبي العز الحنفي في «شرح العقيدة الطحاوية» (2/463): «وقد أجمعوا على أنه لو صدق بقلبه، وأقر بلسانه، وامتنع عن العمل بجوارحه أنه عاص لله ورسوله مستحق للوعيد» ا.ه.

- قول ابن رجب الحنبلي في «فتح الباري» (1/112): «ومعلوم أنّ الجنة إنما يستحق دخولها بالتصديق بالقلب مع شهادة اللسان، وبها يخرج من يخرج أهل النار، فيدخل الجنة» ا.ه.

- قول أبي عبيد في كتابه «الإيمان» (34): «فالأمر الذي عليه السنة عندنا ما نص عليه علماؤنا مما اقتصصنا في كتابنا هذا، أنّ الإيمان بالنية والقول والعمل جميعًا، وأنه درجات بعضها فوق بعض؛ إلاّ أنّ أولها وأعلاها: الشهادة باللسان، كما قال رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في الحديث الذي جعله فيه بضعة وسبعين جزءًا، فإذا نطق بها القائل وأقر بما جاء من عند الله لزمه اسم الإيمان بالدخول فيه بالاستكمال ولا على تزكية النفوس، وكلما ازداد لله طاعة وتقوى ازداد به إيمانًا» ا.ه.

- قول السفاريني في «لوامع الأنوار البهية» (1/405): «السلف قالوا: هو اعتقاد بالقلب، ونطق باللسان، وعمل بالأركان، وأرادوا بذلك أن الأعمال شرط في كماله، ومن هنا نشأ لهم القول بزيادة الإيمان ونقصه، والمرجئة قالوا: هو اعتقاد ونطق فقط، والكرامية قالوا: هو نطق فقط، والمعتزلة قالوا: هو العمل والنطق والاعتقاد، والفرق بينهم وبين السلف: أنهم جعلوا الأعمال شرطًا في صحته، والسلف جعلوها شرطًا في كماله» ا.ه.

- قول المباركفوري عبيد الله في «مرعاة المفاتيح» (1/36-37): «وقال المرجئة: هو اعتقاد فقط، والإقرار باللسان ليس ركنًا فيه ولا شرطًا، فجعلوا العمل خارجًا عن حقيقة الإيمان كالحنفية وأنكروا جزئيته إلا أن الحنفية اهتموا به وحرّضوا عليه، وجعلوه سببًا ساريًا في نماء الإيمان، وأمّا المرجئة فهدروه، وقالوا: لا حاجة إلى العمل، ومدار النجاة هو التصديق فقط، فلا يضر المعصية عندهم مع التصديق.

وقال الكرامية: هو نطق فقط، فالإقرار باللسان يكفي للنجاة عندهم، سواء وجد التصديق أم لا.

وقال السلف من الأئمة الثلاثة: مالك والشافعي وأحمد وغيرهم من أصحاب الحديث: هو اعتقاد بالقلب، ونطق بالسان، وعمل بالأركان، فالإيمان –عندهم- مركب ذو أجزاء، والأعمال داخلة في حقيقة الإيمان، ومن هنا نشأ لهم القول بالزيادة والنقصان بحسب الكمية، واحتجوا لذلك بالآيات والأحاديث، وقد بسطها البخاري في «جامعه» والحافظ ابن تيمية في كتاب «الإيمان».

وقيل: وهو مذهب المعتزلة والخوارج إلاّ أن السلف لم يجعلوا أجزاء الإيمان متساوية الأقدام، فالأعمال –عندهم كواجبات الصلاة لا كأركانها، فلا ينعدم الإيمان بانتفاء الأعمال، بل يبقى مع انتفائها ويكون تارك العمل -وكذا صاحب الكبيرة- مؤمنًا فاسقًا لا كافرًا، بخلاف جزئية: التصديق والإقرار، فإنّ فاقد التصديق وحده منافق، والمخل بالإقرار وحده كافر، وأما المخل بالعمل -وحده- ففاسق ينجو من الخلود في النار، ويدخل الجنة.

وقال الخوارج والمعتزلة: تارك الأعمال خارج من الإيمان لكون أجزاء الإيمان المركب متساوية الأقدام في انتفاء بعضها -أي بعض كان- يستلزم انتفاء الكل، فالأعمال -عندهم- ركن من أركان الإيمان كأركان الصلاة.

ثمّ اختلف هؤلاء، فقالت الخوارج: صاحب الكبيرة، وكذا تارك الأعمال كافر مخلد في النار، والمعتزلة أثبتوا الواسطة، فقالوا لا يقال مؤمن ولا كافر، بل يقال: فاسق مخلد في النار!

وقد ظهر من هذا الاختلاف بين الحنفية وأصحاب الحديث اختلاف معنوي حقيقي لا لفظي كما توهم بعض الحنفية، والحق ما ذهب إليه الأئمة الثلاثة والمحدثون لظاهر النصوص القرآنية والحديثية» ا.ه.