عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-30-2010, 12:37 PM
أبومعاذ الحضرمي الأثري أبومعاذ الحضرمي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: اليمن
المشاركات: 1,139
افتراضي سبُّ الله عزَّ وجلَّ كفر اعتقادي عند الإمام الألباني والرد على المراكشي

سبُّ الله عزَّ وجلَّ كفر أعتقادي عند الإمام الألباني وسوء التربية ليس مانع للتكفير والرد على المراكشي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه
أما بعد
فهذا رد مختصر على مانسبه محمد المراكشي للشيخ الألباني في مسألة سب الذات الإلهية حيث قال:
قال المراكشي في (ص69): ((والشيخ الألباني يَعْذُرُ من سَبَّ الله عزَّ وجلَّ إذا كان هذا السابُّ سيء التربية!!، وسَيِّء التربية قاصدٌ للفعل غير قاصد للكفر!!))اهـ. من كتاب (عقيدة أدعياء السلفية في ميزان أهل السنة والجماعة) لمحمد بو النِّيت المراكشي
نقول أولاً:
أ) سبُّ الله عزَّ وجلَّ –عند الإمام ناصر الدين- كُفرٌ مخرج من الملة.
ب) سوء التربية ليس عذرًا عند الإمام ناصر الدين، إنَّما هو سبب لوقوع صاحبه في سبِّ الله عزَّ وجلَّ؛ ودليل ذلك:
ج) قال الإمام ناصر الدين في (الوجه الثاني) من الشريط الأول من شريطي (الكفر كفران) رقم (820) من سلسلة الهدى والنور:
((أمَّا الذي يتكلَّم بكلمة الكفر فقد يكون له وجهة نظر خاطئة، أو من ناحية الجهل أو بأيِّ سبب من هذه الأسباب كما ألمحت أنا آنفًا إلى شيء من ذلك وكررته وهو سوء التربية مثلًا))اهـ.
وقبلُ قال: ((فيه فرق –يا أخي- بين إنسان يعلن الردة عن دينه، وبين إنسان يتكلم بكلمة الكفر، قد يكون له في ذلك عذر كما ذكرنا بالنسبة للجهال آنفًا))اهـ.
وبعدُ قال: ((فهؤلاء نحن نسمعهم اليوم بسبب سوء التربية))اهـ.
فمن أقوال الإمام ناصر الدين هذه –والتي سمعها المراكشي- الجهل عذر وسوء التربية سبب للسّبِّ وليس عذرًا؛ لأنَّ السبب بوجوده يوجد الحكم حين توجد الشرائط وتنتفي الموانع كما في (الكليات) للكفوي (ص504).
د) وقد فرَّق الإمام ناصر الدين بين العذر وسوء التربية، ففي (الوجه الأول) من الشريط رقم (752) من سلسلة الهدى والنور قال:
(((أنت عبدي وأنا ربك) قال هذه الكلمة الكافرة من شدهه وذاك: (أي: سابُّ الله والرسول) قالها من سوء تربيته،فهناك فرق كبير بينهما...))اهـ ملخصًا.
ففي قول: ((أنت عبدي وأنا ربك)) الشَّدَه مانع من الحكم بكفره، والفرق كبير بين الشَّدَه المانع وسوء التربية للسابَّ، وعليه فهل يكون سوء التربية مانعًا –عند الإمام ناصر الدين- وهو يقول بالفرق الكبير بين الشَّدَه المانع وسوء التربية؟.
فهل يكون بين مانع ومانع آخر فرق كبير في إنفاذ الحكم؟. لا فرق فلا يكون.
وهنا أقف وقفة عند: هل الإمام ناصر الدين يعذر الجاهل السابَّ لله أو الرسول الذي لا يعلم ما يجب لله من التوقير والتعظيم والإجلال، أم هو الذي لا يعلم أنَّ هذه اللفظة التي لفظها أو الكلمة التي تكلَّم بها هي سبٌّ وشتم؟.
الظاهر هو الجهل بالمعنى الثاني، أي: يجهل أنَّ اللفظة أو الكلمة هي سبٌّ وشتم، والدليل على ذلك:
أ) الإمام ناصر الدين يستحيل –عنده- أن يسبَّ المؤمن الشيء الذي آمن به:
في (الوجه الثاني) من الشريط رقم (297) من سلسلة الهدى والنور اعتبر سبَّ الله عزَّ وجلَّ كفرًا اعتقاديًّا أي: كفر أكبر مخرج من الملة، ثمَّ علَّل لماذا هذا السبُّ هو كفرٌ اعتقادي؟. فقال: ((إنَّ الإنسان إذا آمن بشيء على حقيقته يستحيل أن يُسبَّه))اهـ.
وذلك لأنَّ السبَّ والشتم ضد الإيمان الذي فيه تعظيم وإجلال ومحبة الذي آمن به المؤمن، وقطعًا لا يجهل المؤمن أنَّه يجب عليه تعظيم وإجلال ومحبة الذي آمن به ولهذا يستحيل أن يسبَّه.
ب) تصريح الإمام ناصر الدين وتفصيله متى يكفر مَنْ قال كلمة الكفر، أي: سبُّ اللهِ والرسول؟.
جاء في (الوجه الأول) من الشريط رقم (743) من سلسلة الهدى والنور:
((سؤال: هناك أناس يشتمون الذات الإلهية ورسولَ الله ﷺ والدين، فهل يخرج هؤلاء من ملة الإسلام؟. وما التصرف الذي ينبغي أن يكون؟.
الإمام: أمَّا هل يخرج من ملة الإسلام مَنْ يسبُّ الذات الإلهية، هذا بلا شك ما يحتاج إلى سؤال فضلًا عن جواب؛ لأنَّه هو الكفر الذي ذرَّ قرنَه، ولكن الذي يمكن أن يُقال في مثل هذه المناسبة: أنَّ مَنْ صدرت منه كلمة الكفر له حالة من حالتين: إمَّا أن يعني ما يقول، وإمَّا أنَّه لا يدري ما يقول، ففي الحالة الأولى الجواب السابق أنَّه كافر مرتد عن دينه....، أمَّا إنْ كان لا يعني ما يقول فهذا لا بُدَّ من شيء من التفصيل: إمَّا أنْ يكون أعجميًّا يقول كلمة عربية لا يفقه معناها وهي كفر، أو أنْ يكون عربيًّا مْسْتَعجمًا نسي اللغة العربية ومعاد يفقه؛ فيتكلَّم بكلمة الكفر وهو لا يفهم أنَّها كلمة الكفر...، فمَنْ نطق بكلمة الكفر وهو يدري ما يقول فهو المرتدُّ وحكمه القتل، ومَنْ كان لا يدري لسبب أنَّه لم يعرف الدِّقَة في المعنى الذي تضمنه كلامه كما سبق في حديث ابن عباس، أو قال كلمة الكفر وهو يدري ما يقول ولكنَّه قالها وهو مضطرًّا –هذه صورة أخرى- فهو لا يكفر...، إذن كلمة الكفر لا يدان بها القائل إلا بهذا التفصيل))اهـ.
فمن قول الإمام ناصر الدين المُفَصَّل:
1) سبُّ الله تعالى أو سبُّ الرسول ﷺ أو سبُّ الدين، كفر مخرج من الملة.
2) في حالة المعيَّن:
أ) سبَّ وهو يدري ويعي ما يقول؛ فهو كافر مرتد.
ب) سبَّ وهو لا يفقه معنى ما يقوله ولا يدري دقة المعنى الذي تضمنه قوله، أي: لا يعلم أنَّ الكلام الذي تكلَّم به هو سبٌّ وشتم؛ فهو لا يكفر.
ج) سبَّ وهو يدري أنَّ كلامه سبٌّ وشتم، ولكنَّه تكلَّم بهذا السبِّ والشتم وهو مضطرٌّ أي: تكلَّم وهو مُكره؛ فهو لا يكفر.
د) من هذا التفصيل ما هو المانع من تكفير المعيَّن السَّابّ؟.
المانع من تكفير المعيَّن السَّابّ عند الإمام ناصر الدين:
الأول: أن يجهل أنَّ اللفظ الذي قاله أو الكلام الذي تكلَّم به هو سبٌّ وشتم؛ لجهله بمعنى اللفظ والكلام أنَّه سبٌّ، لا لجهله بحكم السبّ.
الآخر: أن يُكْرَه على السبِّ والشتم وقلبه مطمئن بالإيمان.
هـ) فعندما يأتي في قولٍ للإمام ناصر الدين عن السّابّ مانِعَا الجهل والقصد فهما يُفَسَّران بهذَيْن المانِعَيْن هنا:
الجهل: أي: معنى اللفظ والكلام وليس جهل حكم السبّ.
القصد: أي: يسبُّ مريدًا مختارًا طائعًا غير مُكْره، وليس قصد القلب؛ لأنَّه كما سبق يستحيل أن يسبَّ المؤمن الشيء الذي آمن به؛ لأنَّ السبَّ بُغضٌ وكُرْهٌ.
واعتمدتُ هذا التفسير لقول الإمام في آخر الجواب: ((إذن كلمة الكفر لا يدان بها القائل إلا بهذا التفصيل)).
والتفصيل يقضي على الإجمال كما أنَّ الصريح يقضي على المحتمل.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
رد مع اقتباس