عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 05-22-2010, 07:08 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

الجمع بين " لا تسُبوا الدهر " وبين " الدنيا ملعونة "



[سئل الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-]

هل هناك تعارض بين قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- " لا تسبوا الدهر؛ فأنا الدهر " (1) وبين قوله في حديث آخر: " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها " (2) إلى آخر الحديث؟


[فأجاب]

أولاً: الحديث الثاني الذي ذكرتَ في صحته نظر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وإذا قدر أنه صحيح؛ فإن هذا لا ينافي قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: " لا تسبوا الدهر"؛ لأن هذا خبر، ومعنى كونه خبرًا: أن الدنيا ليس فيها خير إلا ذكر الله وما والاه وعالم ومتعلم.
وفرق بين الخبر والإنشاء.
وأما السب ففيه إنشاء؛ إنشاء اللوم والقدح للمسبوب؛ ولهذا جاء في قول لوط -عليه الصلاة والسلام- {هذا يومٌ عَصِيبٌ(77)} [هود]، وهو لم يُرد أن يسب هذا اليوم ويقدح فيه؛ لكنه أراد أن يخبر بأنه يوم شديد عليه.
فيجب التفريق بين إنشاء القدح والذم وبين مجرد الخبر.
وهذا حسب نية الإنسان.
لكن الغالب في قول القائل: (لا بارك الله في هذا اليوم)، وقول القائل: (الله لا بارك في الساعة التي جابتك)؛ هذا -في الغالب- يريد السب؛ فليتنبه اللبيبُ للفروق الدقيقة! [المرجع السابق(82-83)]





________________________
(1) رواه مسلم.
(2) حسَّنه الألباني -رحمه الله- في سُنن ابن ماجة.
رد مع اقتباس