عرض مشاركة واحدة
  #164  
قديم 02-23-2016, 08:44 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


الشيخ عصام هادي يتحدث عن الإمام الألباني



قال حفظه الله :كان شيخنا ــ رحمه الله ــ يكثر من توجيه النصائح لي ؛ سواء ما كان منها في الخط العلمي أو الحياتي والاجتماعي .

فكان ــ رحمه الله ــ قد حضر لي بعضَ خطب الجمعة والعيد ، فأثنى علي ــ رحمه الله ــ أمام الإخوة، فإذا ذهبتُ إلى بيته وخلوت به وجَّه لي بعض النصائح والتي لا غنى للخطيب وطالب العلم عنها ، فاستفدت كثيرا منها .

وقد حضر لي خطبة عن مناسك الحج ، فأثنى عليّ ــ رحمه الله ــ ، ولما سأله الشيخ أبو ليلى الأثري بأنه قد فقدناك اليوم (يعني في مسجد خالنا أبي مالك شافاه الله وعافاه) ، قال له شيخنا: (صليتُ عند عصام) ، فقال له أبو ليلى : (كيف وجدته ؟) ، قال شيخنا : (كأني هو) أو قال : (كأنه أنا) ــ نسيت العبارة الآن ــ ، ولما ذهبت في المساء إليه وكان قد زاره بعض طلبة العلم ، فلما انفض المجلس وأردت أن أستأذن مع الإخوة أمسك بيدي وأجلسني ، ثم قال : (أريدك) ، فلما خرج الإخوة قال لي:

(السنة ثقيلة على الناس فلا نزدها ثقلاً ، ابدأ مع الناس سِن سِن ، ولا تلقي بالحق دفعة واحدة) .

وأما في النواحي العلمية فكان ــ رحمه الله ــ يقول لي: لا تعتمد على أحكام (تقريب التهذيب) كأنها مسلمة ؛ بل ابحث وراجع كتب التراجم ؛ بل لا تقتصر على (التهذيب) نفسه .

ثم أفادني بأنه في ترجمة محمود بن آدم المروزي في (التهذيب) لو رجعت لها لا تقف على توثيق إلا توثيق ابن حبان ، مع أنك لو رجعت إلى (الجرح والتعديل) لوقفتَ على توثيق أبي حاتم وأبي زرعة له .

وأوصاني ــ رحمه الله ــ إذا ترددتُ في أمرين فلا أتعجل ؛ بل أترك الأمر حتى أنام ، ثم في الصباح أعيد التفكير فيهما ثم أختار .

ومرة قال لي: (هل تجلسون في البيت في غرفة المعيشة وتكون جميع الغرف مضاءة؟) ، قلت: (نعم) ، فقال لي : (لو قال لك أبوك : أطفئ الأضواء إلا في الغرفة التي أنتم فيها لقلتم : والدنا بخيل ، لكن ما الفائدة أن تشعلوا جميع الأضواء؟ لا فائدة ، لكن أنتم مع الأسف لم تعيشوا حياتنا والفقر الذي كنا فيه والحاجة التي قاسى الآباء فيها ، هل تعلم بأن والدي كان يشتري لي الصندل أو الحذاء بعد كد وتعب شديد ، وكان المطلوب أن أحافظ عليه السَّنَة كلها لأنه إذا تلف ليس معه نقود ليشتري آخر ، فكنت ألبسُ الحذاء في الشتاء ، فإذا جئنا على بِركة ماء نزعنا أحذيتنا وخضنا في الماء بأرجل حافية ؛ مخافة أن يتلف الماءُ الحذاء ؛ فهذه الحياة أنتم ما عشتموها ، فلذلك لا تعرفون قدر القرش وتعب الأب في تحصيله).

* نقلته من (المدرسة الألبانية) (صفحة فيسبوك).
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس