عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 07-15-2016, 11:52 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

بل نُنادي بضرورة التمايز عنهم، ومُناوأتِهم، ومُنابَذَتِهم...

ومِن أهم الأسباب المُعِينة على ذلك :

1-
التأصيلُ الشرعي العلمي للدعاة، بحيث لا تنطلي عليهم شُبَهُ هؤلاء الدعاة - الذين هم -في حقيقتهم- دُعاةٌ على أبواب جهنم؛ مَن أجابهم: قذفوه فيها-، ولا سيَّما على تفنيد شبهة التكفير بالباطلِ، والوقوف على أقوال أئمة أهل السنة -القدماء والمعاصرين- حول قضيّة الحكم بغير ما أنزل الله، وأنواعه، وأحكامه، والتفقُّه في أحكام الجهاد الشرعيّ، وضوابطه الأساسيّة.

2- تسميتُهم باسمهم الواضح الصريح : (الخوارج) - أو: التكفيريِّين-؛ إذ أخبرَنا النبي - صلى الله عليه وسلم- بأنهم يظهرون بين الفَيْنَة والفَيْنَة، ثم ينقطعون!.
وِممَّا يدلُّ على ما قلناه: أنَّ الروافضَ والخوارجَ وجهان لعملة واحدة، متى ظهر هؤلاء، نَبَزَ أولئك!

وهذا ما قرّره شيخُ الإسلام ابن تيميَّة -رحمه الله- في «منهاج السنة النبوية».

3- العنايةُ بتقريرات العلماء الكبار؛ فالمسائلُ الكبار ليست لأحداث الأسنان وسُفَهاء الأحلام، وإنما هي من شأن أولياء الأمور الحريصين، وتقريرات العلماء الربانيين.

ويُعجبنا -غايةً- ما قاله بعضُ العلماء الكبار -على إثر تفجيرات وقعت في بعض البلدان -:

(ثم لْيعلم الجميعُ أن الأمة الإسلامية -اليوم- تُعاني من تسلُّط الأعداء عليها من كل جانب، وهم يفرحون بالذرائع التي تُسوِّغُ لهم التسلُّطَ على أهل الإسلام، وإذلالَهم، واستغلالَ خيراتِهم، فَمَن أعانَهم في مقصدهم، وفتح على المسلمين وبلاد الإسلام ثغرًا لهم: فقد أعان على انتقاصِ المسلمين، والتسلُّط على بلادهم. وهذا مِن أعظم الجُرم).

4- الواجبُ على الجميع - حُكاماً ومحكومين - المحافظةُ على الأمن؛ فهو نعمةٌ عظمى، ولا يكون ذلك -بعدَ توفيق الله- إلا بتولِّي وُلاةُ الأمور -سدَّدهُم الله- كَشْفَ منابع الشَّرِّ والتّطرُّف والانحراف، ومحاربة العلماء -وفَّقهُم الله- لأفكارِ الغُلُوِّ والتكفير، ونَقْضِها؛ سواءٌ كان ذلك مِن أفرادٍ أم جماعاتٍ، داخلَ البلاد أم خارجَها- والتي من خلالها تسلّل (العنف) إلى هؤلاءِ، وسرى (الغلوُّ إليهم).

وما راج ذلك الغُلُوُّ البَشِعُ -بصوره!- إلا عند مَنْ يطعنُ في العلماء، ويُسيء الظنَّ بهم، ويرميهم بكبائر الفعائل، وفظائع الأشياء، ممّا رتّب على ذلك إذكاء نَفَس التثوير والتفجير، واحتقارَ أولياء الأمور، والتنقيصَ من شأنهم -وقد يقعُ مِن (بعضهم) -بل أكثرِهم- تكفيرُهم، والحكمُ بردّتهم.

وإنَّ هذا البيانَ - بَعْدُ- لَفُرْصةٌ مُناسِبةٌ لتذكيرِ أولياءِ أُمور المسلمين -وعامَّتهم- {فإنَّ الذِّكرى تَنْفَعُ المُؤمنين}- بِما يفعلُهُ الصهاينةُ الغاصبون في بلادنا الإسلامية السَّليبة- فلسطين المحتلة -عامّةً-، وفي بيت المقدس -خاصّةً-، وفي المسجد الأقصى -بصورةٍ أخصَّ-؛ مِن تقتيلٍ، وسَجْنٍ، وتعذيب، ومُصادرة للأراضي، وحِصارٍ شرِسٍ للمدنييِّن العُزَّلِ، ناهيك عن تلك المُحاولات الدنيئة -المستمرة- (منهم) لِهدم أُولى القبلتين -المسجد الأقصى المبارك-، وإحلال هيكلِهم المزعومِ مكانَه!

وهذا -كُلُّهُ- يدعو أولياءَ الأمور -وفّقهم الله- إلى التصدِّي لهذا العدوان الصهيونيِّ الصارخ بكل وسيلة شرعيَّةٍ متاحة؛ وإعانةِ إخوانِهم المظلومين - المحرومِ أكثرُهم مِن الحاجاتِ الإنسانيَّة الأساسيّة مِن غذاءٍ ودواءٍ-؛ فإنَّ هذا من أعظم الواجبات عليهم، بل هو - إن شاء اللهُ - مِن صُوَر الجهاد الشرعيِّ العظيم الذي يُقَرِّبُهم إلى الله زُلفى.

ولا مُفَرِّج إلا اللهُ -سبحانه وتعالى- القائل: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، و: {إنَّ ربَّك لبالمرصاد}.

ونُذكّر -أخيراً- بقول الله -تعالى - والذي هو صِمَامُ أَمانٍ لكل المجتمعات العربية والإسلامية في كل زمان ومكان-: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}؛ فتوفيرُ الإيمان مِن أعظم أسباب جلب الأمن والأمان، ودفع الرُّوْع والخوف وعدم الاطمئنان.

وصلّى اللهُ وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه -أجمعين-.
وآخِرُ دعوانا إنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين.
24/محرم/1431هـ - 10/1/2010م

مركز الإمام الألباني للدراسات العلمية والأبحاث المنهجية
عمان - الأردن

الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
أ.د. باسم بن فيصل الجوابرة
د.محمـــد بن موسى آل نصر
د. زياد بن سليــم العبـــــادي
الشيخ علي بن حسن الحلبي.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس