عرض مشاركة واحدة
  #202  
قديم 04-29-2018, 03:48 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,070
افتراضي

• أَوْفَى مِنَ السَّمَوْأَلِ.


قال مَعمرُ بنُ المثنى:


أَوفياءُ العربِ في الجاهليةِ ثلاثةٌ: السَّمَوْأَلُ بنُ عادِيا، والحارثُ بنُ ظالمٍ المُرِيُّ، وعُمَيْرُ بنُ سَلمى الحَنفي.
ضُربَ بالسموأَلِ المثلُ في الجاهلية والإسلام. وضُرب بالحارث بنِ ظالمٍ في الإسلام.
وكان الذي شَهرَ وفاءَ السموأَلِ أَنه أَجارَ قَطِينَ(1) امْرئِ القَيْسِ بنِ حُجر وأَدْرُعَه وكُراعَه(2) حين توجَّه إِلى الروم, فلما مات امرُؤ القيس بأَنْقَرَةَ بعث ملكٌ من ملوكِ غسانَ -وهو عمرُو بنُ هندٍ، وهو ابن المنذر- إِلى السموأَلِ فيما استودعَه امرؤُ القيسِ, فأَبى أَن يُسلِّمَه، وبعث إِليه جيشاً عليهم رجلٌ من أَهل بيتِه يُقال له: الحارثُ، وكان السموأَلُ يَنزلُ حِصناً يقال له: الأَبْلَقُ الفَرْدُ(3)، من أَرضِ تَيماءَ، فلما أَحسَّ بهم أَغلقَ حِصنَه، وكان له ابنٌ؛ إِما في سفرٍ، وإِما في صيدٍ، فجاء وهو لا يعلمُ أَنه قد أُطيقَ بأَبيه، فأَخذَه الحارثُ فقال: إِنْ سَلَّمتَ إِليَّ الوديعةَ خلَّيْتُ عن ابنِك، وإِلا قَتلتُه، فأَبى أَن يسلمَّها، فأَخذَ الحارثُ ابنَه وصرَعَه ثم ناداه: أَشْرِفْ فانظرْ فَوَاللهِ لأَقْتُلَه أَوْ لَتَدْفَعَنَّ إِليَّ الوديعةَ، فقال: الغَدرُ طَوقٌ لا يَبْلَى، ولابني هذا إِخوةٌ، وأَنا أَرجو أَنْ يَعْقِبَنيهِ اللهُ، فقَتَله، فقال السموأَلُ:


وَفَيْتُ بأَدْرُعِ الكِنْدِيِّ إِنـــــي ... إِذا عـــــــــاقــــدتُ أَقواماً وَفَــيْــتُ
بَنـى لي عــادِياً حِصناً حَصيناً ... وعـــــــيناً كـــلمـــ‘ا شِئتُ اسْتَقْيْتُ
رفيعاً تَـــزْلَقُ الـــعِقبانُ(4) عــــنه ... إِذا مـا نـــابَني ضَــــيْمٌ أَبَيْتُ
وأَوصى عادياً قِدْماً(5) بأَنْ لا ... تَهدمَ يا سموأَلُ ما بنيتُ
وكم من مُخبرٍ لي ليس يدري ... أَوَرْدٌ لونُ جِلدي أَم كُمَيْتُ
__________
(1) القَطينُ: الخدمُ والأَتْباعُ والحَشَم، وقَطِينُ الدارِ: أَهلُها، وقَطينُ اللهِ: سُكَّانُ حَرَمِه. ( للواحد والجمع، أَو جمعُه قُطُن).
(2) جاء في "المصباح المنير": وقيل لجماعةِ الخيلِ خاصةً: كُراع.
(3) جاء في "القاموس": الأَبْلَقُ الفَرْدُ: حِصْنٌ للسَمَوْألِ بنِ عادِيا، بناهُ أبوهُ أَو سُليمانُ -عليه السلام- بأرْضِ تَيْماءَ، وقَصَدَتْهُ الزَّبَّاءُ فَعَجَزَتْ عنهُ وعنْ ماردٍ فَقَالَتْ: تَمَرَّدَ مارِدٌ وعَزَّ الأَبْلَقُ. وجاء في "نهاية الأرب": سمي بالأبلق الفرد لأنه كان مَبنياً بحجارةٍ مختلفةِ الألوان.
(4) جمع عُقاب، وهو طائر من الجوارح معروف. قال الجوهري: وجمع القِلَّة أعْقُب؛ لأنَّها مؤنثة، والكثيرُ: عِقْبان.
(5) قال الجوهري: يُقالُ: قِدْماً كان كذا وكذا، وهو اسمٌ من القِدَمِ. جُعِلَ اسماً من أَسماءِ الزمان.
__________________
.
(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَخُونُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤا۟ أَمَـٰنَـٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ)
رد مع اقتباس