[أبو معاوية البيروتي]

من صلى لوحده خلف صلاة الجماعة تساهلاً فصلاته باطلة!

الحمد لله رب العالمين، وبعد، فقد كثر في هذه الأيام رؤيتنا لأشخاص يأتون لصلاة الجماعة في المساجد لكنهم يصلون منفردين خلف الصفوف! فواحد يصلي على اليمين لوحده، وآخر على الشمال لوحده، وثالث يتوسط المسجد لوحده، وهم لجهلهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً!! لأن النبي صلى الله عليه وسلم حكم على من صلى لوحده خلف الصف ببطلان صلاته وعليه أن يعيدها:
فروى أبو داود في سننه (682) والترمذي في ((سننه)) (230، 231) عن وابصة بن معبد رضي الله عنه: *أن رجلاً صلّى خلف الصف وحده، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة.*
قال الترمذي: سمعت الجارود يقول: سمعت وكيعاً يقول: إذا صلّى الرجل خلف الصف وحده فإنه يعيد.
وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (683/م).

وروى ابن حبان في ((صحيحه)) (2200) عن علي بن شيبان رضي الله عنه قال:
صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته نظر إلى رجل خلف الصف وحده، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: ((هكذا صليت))؟
قال: نعم.
قال: *((فأَعِدْ صلاتك، فإنه لا صلاة لفرد خلف الصف وحده)).*
ورواه ابن ماجه في ((سننه)) (1003)، وصححه الشيخ الألباني في ((صحيح موارد الظمآن)) (401، 402).


فعلى هؤلاء المخالفين أن ينضموا لصفوف الجماعة ولا يعرّضوا صلاتهم للبطلان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
ويُعذَر من صلى لوحده خلف الصف في حال لم يجد مكاناً في الصف أمامه فاضطر أن ينفرد لئلا تفوته الجماعة، فهذا لا حرج عليه، وروى ابن أبي شيبة في ((المصنف)) أن الحسن البصري سُئل عن الرجل يدخل المسجد فلا يستطيع أن يدخل في الصف؟ قال: *كان يرى ذلك يُجْزِئُهُ إِنْ صَلَّى خَلْفَهُ.*

وقال الشيخ الألباني: حديث ((لا صلاة لمن صلى وراء الصف وحده)) *محمول على المتساهل وعلى المعرض عن هذا الحكم الشرعي،* كما يفعل كثير من الناس وبخاصة من المؤذنين الذين لا ينضمون إلى الصفوف، وإنما يصلي أحدهم في مكان وحده على السدة، فهؤلاء هم الذين يتوجه إليهم القول، أما رجل دخل المسجد وحاول أن ينضم إلى الصف فلم يتمكن، ولم يأت أحد لينضم إليه فهو يصلي وحده ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وهذا رأي شيخ الإسلام ابن تيمية. (مجلة الأصالة)
# كناشة البيروتي (الجزء الخامس)