عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 01-24-2017, 04:51 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي ومن الأدلة على عذاب القبر ونعيمه في الكتاب والسنة :

ومن الأدلة على عذاب القبر ونعيمه في الكتاب والسنة :

15.
عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال : (إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا، لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه، تعوذوا بالله من عذاب النار، تعوذوا بالله من عذاب القبر، تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، تعوذوا بالله من فتنة الدجال) (صحيح) (أحمد ومسلم) انظر : [صحيح الجامع رقم: 2262].

16. عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل ، والهرم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من عذاب النار، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات) ‌(حديث صحيح رواه أحمد، والبخاري، ومسلم ، وأبي داود، والترمذي، والنسائي في سننهم) انظر : [صحيح الجامع حديث رقم : 1284].‌

17. روى الإمام أحمد عن عبد بن حميد، ومسلم، والنسائي عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهرم، وعذاب القبر، وفتنة الدجال، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها) (حديث صحيح) انظر : [صحيح الجامع رقم : 1286]. ‌

18. وعن عائشة - رضي الله عنها - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (اللهم رب جبريل وميكائيل ورب إسرافيل، أعوذ بك من حر النار ومن عذاب القبر) (حديث حسن رواه النسائي) انظر : [صحيح الجامع 1305]. ‌

19. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (استعيذوا بالله من عذاب القبر، استعيذوا بالله من عذاب جهنم، استعيذوا بالله من فتنة المسيح الدجال، استعيذوا بالله من فتنة المحيا والممات) (حديث صحيح ) رواه : [البخاري في الأدب المفرد، والترمذي، والنسائي] انظر : [صحيح الجامع حديث رقم 941]. ‌

20. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالاستعاذة من هؤلاء الأربع قبل التسليم من الصلاة، ومنها الاستعاذة من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال). أخرجه أحمد (7236) ومسلم (130/ 588) وأبو داود (983) وابن ماجة (909) غيرهم.

فالمشروع للمؤمن والمؤمنة التعوذ بالله منهن وألا يَدَعْهُنّ في أي صلاة، فريضة كانت أو نافلة.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح : [... فتنة المحيا والممات : قال ابن بطال : "هذه كلمة جامعة لِمَعانٍ كثيرة، وينبغي للمرء أن يرغب إلى ربه في رَفْعِ ما نَزَلْ وَدَفْعِ ما لم يَنْزِلْ، ويستشعر الافتقار إلى ربه في جميع ذلك].

وقال في موضع آخر قالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد : فِتْنَة الْمَحْيَا : مَا يَعْرِض لِلْإِنْسَانِ مُدَّة حَيَاته مِنْ الِافْتِتَان بِالدُّنْيَا وَالشَّهَوَات وَالْجَهَالَات، وَأَعْظَمهَا وَالْعِيَاذ بِاَللهِ أَمْر الْخَاتِمَة عِنْد الْمَوْت.

وَفِتْنَة الْمَمَات : يَجُوز أَنْ يُرَاد بِهَا الْفِتْنَة عِنْد الْمَوْت أُضِيفَتْ إِلَيْهِ لِقُرْبِهَا مِنْهُ، وَيَكُون الْمُرَاد بِفِتْنَةِ الْمَحْيَا عَلَى هَذَا مَا قَبْل ذَلِكَ، وَيَجُوز أَنْ يُرَاد بِهَا فِتْنَة الْقَبْر، وَقِيلَ : أَرَادَ بِفِتْنَةِ الْمَحْيَا الِابْتِلَاء مَعَ زَوَال الصَّبْر، وَبِفِتْنَةِ الْمَمَات السُّؤَال فِي الْقَبْر مَعَ الْحِيرَة] ا هـ.

فتنة القبر :

الفتنة : هي الإبتلاء والإختبار .
وفتنة القبر : سؤال الميت عن ربه، ودينه، ونبيه.
والسائل : ملكين كريمين هما : المنكر والنكير
والسؤال : عام لكل المكلفين مؤمنهم وكافرهم. من هذه الأمة ومن غيرها.

وفِتْنَة الْقَبْر ثابتة في الكتاب والسنة. قال الله - تعالى - : ﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ[سورة إبراهيم 27].

21. وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (إن المسلم إذا سئل في القبر فشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذلك قول الله - عز وجل - يُثبتُ الله الذين آمنوا بالقول الثابت) (صحيح). انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 3 رقم 4751].

22. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قلت : يا رسول الله ! تبتلى هذ الأمة في قبورها، فكيف بي وأنا امرأة ضعيفة ؟ قال : ﴿يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة رواه البزار ورواته ثقات. (صحيح لغيره) انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 3 رقم 4751].

23. وثبت في الصحيحين أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لما أتى المشركين يوم بدرٍ بالقليب ناداهم : (يا فلان ! يا فلان ! هل وجدتم ما وعد ربكم حقًا ؟ فقد وجدت ما وعدني ربي حقًا).

وفي رواية عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : "وقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد ثلاثة أيام من معركة بدر على قتلى بدر من المشركين، فنادى رجالًا منهم، فقال: (يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف، يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعة، أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقا ؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا، فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ! كيف يسمعوا ؟ أنّى يجيبوا وقد جيفوا ؟! قال : والذي نفسي بيده ! ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا، ثم أمر بهم فسحبوا، فألقوا في قليب بدر) (صحيح) رواه البخاري (3976) ومسلم (2874) و (2875).

وهذا يدل على وُجودِهم وسماعهم، وأنهم وَجدوا ما وُعِدوهُ بعد الموْتِ مِنَ العذاب، وأما نفسُ قتلهِم فقد علمه الأحياء منهم.

ومخاطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - لرؤوس الكفر وأجساد المشركين يوم بدر وإسماعهم وقد جيَّفوا، من خصائص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أهل القليب، ومن معجزات الله - جل في علاه - أحياهم الله ليخزيهم ويريهم الذلة والصغار، وليشف صدور قوم مؤمنين.
قال قتادة : [أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخًا وتصغيرًا ونقمةً وحسرةً وندما]. انظر : [فتح الباري 7/ 304].

والشاهد أن أهل القليب أسمعهم الله كلام نبيه - صلى الله عليه وسلم - لإذلالهم وتصغيرهم، ولا يصح الاستدلال بالحديث على أن الميت يسمع كل شيء لأنه خاص بأهل القليب، إلا أن بعض العلماء استثنى من ذلك سماع الميت للسلام، وهو قول يفتقر إلى الدليل الصحيح الواضح.

24. وعن قتادة عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - دخل نخلًا لبني النجار فسمع صوتًا ففزع فقال : (من أصحاب هذه القبور ؟)، قالوا : يا رسول الله ! ناس ماتوا في الجاهلية، فقال : (تعوذوا بالله من عذاب النار، ومن فتنة الدجال، قالوا : ومم ذاك يا رسول الله ؟ قال : إن المؤمنَ إذا وضع في قبره أتاه ملك فيقول له : ما كنت تعبد ؟ فإنِ الله هداهُ قال : كنتُ أعبد الله، فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : هو عبد الله ورسوله، فما يسأل عن شيء غيرها، فينطلق به إلى بيتٍ كان له في النار فيقال له : هذا بيتكَ كان لك في النار، ولكن الله عصمَكَ ورحمَكَ فأبدلَكَ به بيتًا في الجنة، فيقول : دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي، فيقال له، اسكن.
وإنَّ الكافر إذا وضع في قبره أتاه ملكٌ فينتهرهُ فيقولُ له : ما كنتَ تعبد ؟ فيقول : لا أدري، فيقال له : لا دريْتَ ولا تليْتْ. فيقال له : فما كنتَ تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : كنت أقول ما يقول الناس، فيضربُهُ بمطراقٍ من حديدٍ بين أذنيه، فيصيح صيحةً يَسمعُها الخلق غير الثقلين) صححه الألباني – رحمه الله تعالى - انظر : [سنن أبي داود 4/ 238 رقم 4751].


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس