عرض مشاركة واحدة
  #58  
قديم 06-06-2012, 02:07 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,071
افتراضي

.

· قوله تعالى: { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } المائدة: 33.
روى البخاري ومسلم وغيرُهما –واللفظ لمسلم-، عن أنسِ بنِ مالكٍ:
أَنَّ ناساً من عُرَيْنةَ قدِموا على رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- المدينةَ، فاجْتَوَوْها، فقال لهم رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-:
إِنْ شِئْتُم أَنْ تخرجوا إلى إِبِل الصدقةِ فتَشربوا من أَلبانِها وأَبوالِها .
ففعلوا، فصَحُّوا، ثمَّ مالوا على الرِّعاءِ فقتلوهم، وارتَدُّوا عنِ الإِسلامِ، وساقوا ذَوْدَ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-،
فبلغَ ذلك النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فبعثَ في أَثَرِهم، فأُتِيَ بهم، فقطع أَيديَهم وأَرجُلَهم، وسَمَلَ أَعيُنَهم، وتركهم فى الحَرَّةِ حتى ماتوا.
وفي لفظٍ لأبي داود:
فأَمَر بِمَساميرَ فأُحْمِيتْ، فكَحَلَهُم، وقطع أَيديَهم وأَرجلَهم، وما حَسَمَهُم.
- وعند أَبي داود -بعد أَنْ ذكر الحديث-:
عن أَبي قِلابةَ عن أَنسِ بنِ مالكٍ بهذا الحديث قال فيه:
فبعثَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- في طلبِهم قافلةً، فأُتيَ بهم. قال: فأَنزلَ اللهُ - تبارك وتعالى- في ذلك: { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا } الآيةَ.
- قال أنس: فلقد رأيت أحدَهم يَكْدِمُ الأَرضَ بِفِيهِ عَطشاً، حتى ماتوا.
- قال أَبو قِلابةَ: فهؤلاءِ قومٌ سرقوا وقتلوا وكفروا بعدَ إِيمانِهم، وحاربوا اللهَ ورسولَه.
- قال في "عون المعبود":
(اجْتَوَوْا)
قال ابن فارس: اجْتَوَيْتُ البلدَ: إِذا كرهتُ المُقامَ فيهِ، وإِنْ كنت في نِعمةٍ. وقيَّده الخطّابيُّ بما إِذا تضَرَّر بالإِقامةِ، وهو المناسب.
وقال القزَّاز: اجْتَوَوْا: أَي لم يوافِقْهُم طعامُها.
وقال غيرُه: الجَوى داءٌ يُصيبُ الجَوْفَ. ذكره الحافظ.
(بذَوْدِ)
هي من الإِبل. قال ابنُ الأَنباري: سمعت أَبا العباس يقول: ما بين الثلاثِ إلى العشرِ ذَوْدٌ.
(فسَمَلَ)
أَي: وفقأَ أَعيُنَهم. كذا في "مرقاة الصعود".
(ولم يَحْسِمْهُم)
الحَسْمُ: الكَيُّ بالنارِ؛ لقَطعِ الدَّمِ؛ أي: لم يَكْوِ مواضعَ القطعِ؛ لينقطعَ الدمُ، بل تركهم.
قال الداودي: الحَسمُ هنا أَنْ توضعَ اليَدُ بعدَ القطع في زيتٍ حارٍّ.
قال الحافظُ: وهذا من صور الحَسمِ، وليس محصورا فيه.
( يَكْدِمُ الأَرضَ)
قال السيوطي: بضم الدالِ وكسرِها؛ يَتناولُها بفَمِه، ويَعَضُّ عليها بأَسْنانِهِ.
.

رد مع اقتباس