عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 03-21-2020, 05:38 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 784
افتراضي

فوائد أيام حصار الوباء: (3)


لا تجعل خلوتك في الملذات...


قال ابن الملقن –رحمه ا لله-: « قوله: (ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه). فيه: فضيلة البكاء من خشية الله –تعالى-، وفضل طاعة السر؛ لكمال الإخلاص، وهو على حسب حال الذاكر، وبحسب ما يتكشف له من أوصافه –تعالى-، فإن انكشف له غضبه وسخطه فبكاؤه من خوف، وإن انكشف جلاله وجماله فبكاؤه من محبة وشوق، وهكذا يتلون الذاكر بتلون ما يذكر من الأسماء والصفات، {فاذكروني أذكركم}، ومن ذكره لم يعذبه؛ لأنه يعلم من يموت على الهدى وضده، ولا يذكر إلا من يموت على الهدى، قاله الداودي.
وفي اشتراط الخلوة بذلك حض وندب على أن يجعل المرء وقتًا من خلوته للندم على ذنوبه، ويفزع إلى الله –تعالى- بإخلاص من قلبه، ويتضرع إليه في غفرانها، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه، (وأن لا يجعل خلوته كلها في لذاته كفعل البهائم التي قد أمنت الحساب في المساءلة عن الفتيل والقطمير على رؤوس الخلائق)، فينبغي لمن لم يأمن ذلك، وأيقن أن يطول في الخلوة بكاؤه ويتبرم بجنانه، وتصير الدنيا سجنه لما سلف من ذنوبه. وروى أبو هريرة مرفوعا: (لا يلج النار أحد بكى من خشية الله –تعالى- حتى يعود اللبن في الضرع)».
[«التوضيح لشرح الجامع الصحيح» (6/ 454)]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس