عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 08-15-2016, 11:53 PM
أبوهبة الله أبوهبة الله غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 31
افتراضي لا تلوموه فقد دكتروه !!!

لقد دكتروه فلا تلوموه ...
السلام عليكم ورحمة الله؛ كان لي صديق قديما ألقاه ويلقاني مرة على مرة، وكانت تجمعنا أحيانا الصلاة في المسجد حيث نتباحث في كثير من المسائل على اختلاف تشعبها، فيطرح هو حجة وأطرح أنا أخرى، ثم يدلي هو باستدلال فأقابله أنا بآخر؛ صانعين لنقاش علمي أخوي أدبي؛ كلانا يتمنى حين ثرائه وتوسعنا فيه ألا ينقطع؛ فلا تسل عن جمال تلك الجلسات والنقاشات ومدى ما كان يركبنا من الاشتياق لعودتها من جديد؛ إلى أن مرت أيام لم أره فيها؛ فقيل لي إنه يحضر للدكتوراه؛ ففرحت له فرح من يستبشر لأخيه ما يخبئه له الغيب من نعم الله...
وبعد مدة لقيت أخي الذي لم أره طويلا، فسال على قلبي من فرح اللقيا ما برد به الخاطر...
وتذكرت في ثوان ما كان يمضي بيني وبينه وكلي شوق لعيش ما مضى من جديد ...
لكني.... - وما أصعب هذا الاستدراك - وجدت أخي وصاحبي يلقاني ببرودة غير معهودة؛ فقلت: لا عتب لعل به ما به؛ وما هذا الوقت الجميل وقت استنكار، مع ما في قلبي من الاستنفار؛ الذي لم يقو فيه لساني على الاستفسار ...
فرحت أهش وأبش وأعيش معه حلاوة الساعة!!
لكن صاحبي قد ركبه فيما أرى من البرودة في كلامه و ترحابه وتجاهله لي فوق ما قدر عليه قلبي من احتوائه من قناطير حسن الظن الذي حشوته فيه حشوا ...
ثم علمت في الأخير أن صاحبي قد صار دكتورا؛ وأنه قد عمل له من الرسميات والمسميات ما صيره في صف الأساتذة؛ فصار الهندام غير الهندام وأسلوب الكلام غير أول الكلام؛ ثم ثقل عليه مع مرور الأيام إلقاء السلام ...
فعجبت جدا من طغيان تلك الدال - المهملة !!! - على نفسه، وكيف قلبت مزاجه وتركيبة أخلاقه!! ...
وعرفت بعدها أن واجبي الآن أن أعرف قدر نفسي؛ فإنه لا دال معي لأرفع به كعب هامتي ليراني الناس على حذو ما يروه عليه من الشخوص...
وعدت إلى مكاني من المسجد حيث كنت ألتقيه على هيئتي حين كنت ألتقيه؛ وقلت لمن لامه من أحبابي : لا تلوموه فقد دكتروه !!!
رد مع اقتباس