عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-22-2011, 03:17 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي أخطاء شائعة في قراءة سورة الفاتحة، وفي تطبيق أحكام تلاوتها، والقراءات الشاذة فيها.

أخطاء شائعة في قراءة سورة الفاتحة، وفي تطبيق أحكام تلاوتها، والقراءات الشاذة فيها.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

أمرنا الله تبارك وتعالى بتعظيم القرآن الكريم؛ وتدبر كلامه سبحانه؛ وفهم معانيه، والإقبال عليه؛ والعظة والعبرة والعمل بما جاء فيه، وتلاوته على الوجه الذي يرضي الله تبارك وتعالى عنه، وعلمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإعطاء الحرف حقه، وإخراجه من مخرجه، وتقويم ألفاظه بحيث أن لا يخل في مبنى الكلمة ولا في معناها، دون مبالغة ولا تكلُّف؛ ولا إفراط ولا تفريط.

أبدأ بمجموعة من الأخطاء الشائعة في قراءة سورة الفاتحة بيّنها فضيلة الشيخ محمد جميل زينو - رحمه الله تعالى – ألِفَها الناس - إلا من رحم - حتى صارت بمثابة قُرُباتٍ يُتقرب بها إلى الله - تعالى– تُهدى، وتقرأ عند عقد الزواج وغيره، وما هي إلا بدعًا ينبغي التنبيه عليها والتحذير منها.

قال رحمه الله تعالى: [أولاً : قراءة القرآن على الأموات، لا سيما سورة الفاتحة:

1. لأن القرآن أنزله الله للأحياء ليعملوا به، لا للأموات، قال الله - تعالى -: {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} [سورة يس 70].

وفي الحديث : عن أبي هريرة - رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة : من صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له) (رواه مسلم).

2. ذكر ابن كثير في تفسير قول الله - تعالى -: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [سورة النجم 39].
فقال : "أي : كما لا يُحمَل عليه وزرُ غيره، كذلك لا يَحْصُلْ من الأجر إلا ما كسبَ هو لنفسه".

ومن هذه الآية الكريمة استنبط الإمام الشافعي - رحمه الله –: أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها للموتى، لأنه ليس من عملهم، ولا كسبهم، ولهذا لم يَندب إليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمته، ولا حثهم عليها، ولا أرشدهم إليه بنص، ولا إيماء، ولم يُنقل ذلك عن أحد من الصحابة، ولو كان خيراً لسبقونا إليه.

وباب القربات يُقتصر على النصوص، ولا يُتصرّف فيه بأنواع الأقيسة والآراء.

فأما الدعاء والصدقة فذاك مُجمَعٌ على وصولهما، ومنصوصٌ من الشارع الحكيم عليهما.

3. وسمعتْ امرأةٌ سورة الفاتحة من الإذاعة فقالت: أنا لا أحبها، لأنها تذكّرني بأخي الميت، وقد قرئت عليه. [لأن الإنسان يكره الموت وما يلوذُ به].

4. لم يثبت عن النبيّ – صلى الله عليه وسلم – وصحابته أنهم قرأوا الفاتحة أو غيرها على الأموات، بل كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول لأصحابه عند فراغه من الدفن :

(استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل) (صحيح) رواه الحاكم) انظر: [صحيح الجامع رقم: 945].

5. لم يُعَلّمِ الرسول – صلى الله عليه وسلم – أصحابه أن يَقرأوا الفاتحة عند دخول المقبرة بل علمهم أن يقولوا : (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية*) (رواه مسلم).

* أي : العافية من العذاب.

فهذا الحديث يُعلمنا أن ندعوَ للأموات بالعافية من العذاب، لا أن ندعوهم أو نستعين بهم.

6. لقد أنْزَلَ الله – تعالى القرآن ليُقرأ على من يُمكنْهُمُ العمل به مِن الأحياء، أما الأموات فلا يستطيعون العمل به : قال – تعالى - : {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [سورة الأنعام 36].

أي : إنما يستجيبُ لدُعائك يا مُحمد من يسمع الكلام ويعيه، أما الكفار فهم موتى القلوب، فشبّهَهُم بأموات الأجساد". انظر : [تفسير ابن كثير].

يُتبع إن شاء الله - تعالى -.

قراءة سورة الفاتحة وإهدائها للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -.
________

المرجع :
كتيب : تفسير وبيان لأعظم سورة في القرآن تأليف فضيلة الشيخ محمد جميل زينو - رحمه الله تعالى –.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس