عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 02-22-2018, 10:47 PM
ابوخزيمة الفضلي ابوخزيمة الفضلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,952
افتراضي تعريف الحديث المعلول أو المعلل

تعريف الحديث المعلول أو المعلل
(ضمن دورة تدريس علوم الحديث)
الحلقة (24)
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
الرابع : الحديث المعلول أو المعلل، والأول أصح ، وهو حديث الراوي الذي طُعِن فيه بالوهم.
ومثاله : ما أخرجه ابن خزيمة في صحيحه قال : حدثنا الربيع بن سليمان المرادي حدثنا عبد الله بن وهب أخبرنا مسلم بن خالد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أنه قال : " خرج رسول الله -صلى الله عليه و سلم- وإذا الناس في رمضان يصلون في ناحية المسجد فقال : ما هؤلاء ؟
فقيل : هؤلاء ناس ليس معهم قرآن ، وأبي بن كعب يصلي بهم وهم يصلون بصلاته ، فقال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- : " أصابوا ـ أو نِعْمَ ما صنعوا ".
في إسناده : مسلم بن خالد ، قال الحافظ في التقريب : فقيه صدوق كثير الأوهام.
قلت : فقوله : " صدوق كثير الأوهام " يدل على أنه ضعيف إلا أن يتابع ، وليس له متابعة ينجبر حديثه بها ، ولذا ذكره الحافظ في الفتح 4 / 252 وقال : ذكره ابن عبد البر ، وفيه مسلم بن خالد وهو ضعيف.
وقد يطلق عند بعضهم على : كل حديث تلبس بعلة ذات غموض وخفاء في سنده أو متنه مع أن الظاهر السلامة.
ولهذا النوع أفرد شيخنا مقبل الوادعي رسالة أسماها " أحاديث معلة ظاهرها الصحة" ولم يشترط جمع كل الأحاديث المعلة مما ظاهره الصحة، وقد فاته رحمه الله أكثر مما جمع ، ثم يسر الله أن هذبت كتابه وأدخلته ضمن " الجامع الكبير " وأجبت على كل الروايات المذكورة في كتابه مما هي معلة ومما هي وَهَمٌ منه أو اجتهاد.

ومثال هذا النوع :
حديث " أفرضكم زيد "
أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم من حديث أبي قلابة عن أنس " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر " وفيه " وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت " صححه الترمذي والحاكم وابن حبان ، وفي رواية للحاكم " أفرض أمتي زيد " وصححها أيضاً ، وقد أعل بالإرسال ، وسماع أبي قلابة من أنس صحيح إلا أنه قيل لم يسمع منه هذا ، وقد ذكر الدارقطني الاختلاف فيه على أبي قلابة في العلل ، ورجح هو وغيره كالبيهقي والخطيب في المدرج أن الموصول منه ذكر أبي عبيدة ، والباقي مرسل.
وكما هو معلوم لدى طلبة الحديث أن رواية أبي قلابة عن أنس في الصحيحين ، فظاهر الرواية الصحة ، لكن هذه الزيادة بعينها معلة بالإرسال لكونها محفوظة بعدم سماع أبي قلابة من أنس.
والقاعدة : أن من حفظ حجة على من لم يحفظ.
وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.
__________________
قال سفيان بن عيينة رحمه الله : ( من جهل قدر الرّجال فهو بنفسه أجهل ).


قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله- كما في «مجموع الفتاوى»:

«.من لم يقبل الحقَّ: ابتلاه الله بقَبول الباطل».

وهذا من الشواهد الشعرية التي إستشهد بها الشيخ عبد المحسن العباد في كتابه
رفقا أهل السنة ص (16)
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتِي ... بأنَّ يدي تفنَى ويبقى كتابُها
فإن عملَت خيراً ستُجزى بمثله ... وإن عملت شرًّا عليَّ حسابُها
رد مع اقتباس