عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 06-23-2023, 03:38 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 811
افتراضي

ما لم يثبت عن الإمام الألباني: (7)
جهاد الإمام الألباني في فلسطين...

مما سمعناه مِن بعض الأفاضل أنَّ الإمام الألباني أخذ سلاحه وجاهد في فلسطين...
وقد وقع لبس في هذا الموضوع بسبب رسالة -لم تُطبع بعد- للشيخ الألباني باسم: «وصف الرحلة الأولى إلى الحجاز والرياض؛ مرشدًا للجيش السعودي»، فتُوهِم أنَّ الألباني كان مِمن شارك في الحرب ضد اليهود عام (1948م).

جاء في «سلسلة الهدى والنور» باختصار- رقم: (886) قول الإمام الألباني -رحمه الله-:
«قدر لي أنني سافرت مع فوج من الجيش السعودي المتطوع الذي كان مع الجيوش العربية مع الأسف التي انهزمت في فلسطين ثم عادت الجيوش الفلول هذه إلى بلادها فكنت أنا مع نحو أربع مئة جندي متطوع، وكانوا من السعوديين المقيمين في سوريا..».

وقال: «قائد هذا الفوج رجل طالب علم... جاء إلى دمشق، باعتبار كان الجيش تحت إمرةالقيادة السورية، فطلب مرشدًا لهذا الجيش؛ لأنَّ الجيش سيسافر برًّا، ولا بُدَّمَن يؤمهم -يصلي فيهم-، ويعلمهم... إلى آخره، فوقع أو رشح لهذا القائد شخصان:أحدهما الشيخ بهحة بيطار -رحمه الله-، والشيخ بهجة يومئذ كان في سني أو أصغر قليلًا.....فاعتذر الشيخ بهجة، بطبيعة الحال فدلَّ عليَّ، وأنا يومئذ في عزِّ شبابي»(1).

وقال في شريط آخر: «فاعتذر الشيخ بهجة؛ لأنَّه كان مسنًّا يومئذٍ، فقيل له: إذًا ما عليك غير الألباني». [«رحلة النور» -رقم (54)]

يقول الألباني: «فلما عرض عليّ هذا، قلت ما عندي مانع؛ لكن سأستشير والدي ـ ووالدي رجل متدين وعالم في الفقه الحنفي وبما يسمى بعلوم الآلة....». [«سلسلة الهدى والنور» رقم: (38)]

ويُستفاد مما قاله الإمام الألباني ما يلي:
أولًا: أنَّ الإمام الألباني لم يكن مع أفراد الجيش في فلسطين.
ثانيًا: أنَّ الإمام الألباني خرج مرشدًا مع الجيش من دمشق بعد أن وقع الخيار عليه أن يكون مرشدًا بعد اعتذار الشيخ بهجة البيطار.
ثالثًا: تزكية علامة الشام البيطار للألباني -رحمهما الله-.
رابعًا: مِن بر الألباني بوالده أنّه استأذنه في موضوع سفره، وهذا أكبر دليل على كذب بعضهم في زعمهم أنَّ أباه مات وهو عليه غضبان!! وقد توفي والد الشيخ نوح 1952م، أي قبل الحادثة بأربع سنوات، وكان عمر الألباني 35 عامًا.
خامسًا: كانت هذه أوَّل حجة حجهاالإمام الألباني عام: (1368هـ - 1949م)، وفي هذا العام لقي العلامة الشيخ أحمد شاكر وغيره من علماء مصر في الحج.

تنبيه: اطلع فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله- على هذه النشرة -أعلاه-،وارتضى ما جاء فيها مِن البراهين الدَّالة على ما أردتُ إثباته أو نفيه -ولله الحمد-.
وعليه، فالذي ذكره فضيلة الشيخ مشهور -متعنا الله بعلمه وعلومه- في كتابه «السلفيون وقضية فلسطين» سبق قلم منه -وفقه الله-، وخاصة في التفريق بين (النكسة) و(النكبة)، فكانت النكبة عام (1948م)،والنكسة عام (1967م).

فائدة: لم يذهب الألباني إلى فلسطين إلا عام (1385هـ الموافق 1965م)، قال -رحمه الله-:
«ولقد شددت الرَّحل إلى بيت المقدس لأول مرة بتاريخ (23/5/1385 هـ) (2) حين اتفقت حكومتا الأردن وسوريا على السماح لرعاياهما بدخول أفراد كل منهما إلى الأقصى، وزرتُ الصَّخرة للاطلاع فقط؛ فإنَّه لا فضيلة لها شرعًا، خلافًا لزعم الجماهير مِن النَّاس ومشايعة الحكومات لها، ورأيت مكتوبًا على بابها مِن الداخل حديثًا فيه أنَّ الصَّخرة مِن الجنة، ولم يخطر في بالي آنئذ أنْ أسجله عندي لدراسته، وإنْ كان يغلب على الظن أنَّه موضوع كهذا».[«السلسلة الضعيفة» حديث رقم: (1252)].

وزاد بعضهم أنَّ الألباني قاتل مع جماعة الإخوان المسلمين!! فقال: «وكان الألباني من المتطوعيين للجهاد في فلسطين عام (1948م) مع الإخوان المسلمين». [«الدَّعوة السَّلفية مقالات في مفهومها وتاريخها» (129)]

نقول هذا، حتى لا يزيد أحد في هذه القصة فيقول: إنَّ الألباني قاتل مع حزب التحرير! و...

والحمد لله ربِّ العالمين.

ملحق:
قبل نشر المقال جاءتني رسالة من فضيلة الشيخ المحقق مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله- عبر الواتس-، هذا نصّها:
«قال أبو عبيدة مشهور -كان الله له-:
اطلعت على ما كتب أخي أبو عثمان، وكنت قد سألت ولد الشيخ أبا عبادة عبد اللطيف، فأخبرني أن والده شيخنا لم يذهب للجهاد في فلسطين سنة 1948، وكان ذلك خلاف المستقر في ذهني، وبُحت به في بعض الدروس، ثم رأيت ما يؤكده من كلام أخي أبي عثمان.
وعليه؛ فإن شيخنا لم يذهب لفلسطين للجهاد، وذهب إليها بعد ذلك.
والله أعلم».

-------------------
(1) وقد تكلم الشيخ في أكثر من شريط عن اختياره مرشدًا للجيش السعودي، وأنَّه خرج معهم من دمشق وليس من فلسطين. «سلسلة الهدى والنور» رقم: (36)، (300)، (600)،(880)، و«رحلة النور» (54).
(2) الموافق: 19/ 9/ 1965م.
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس