عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 07-23-2017, 05:47 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


بِسْم الله الرحمن الرحيم


"من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"

يؤخذ من دلالة الخطاب:

- أن خوض العبد فيما لا يعنيه ناشئ من عدم حسن إسلامه.
وهنا -للعاقل الورع- وقفة واجبة:
في بيان معنى (حسن الإسلام).

الإسلام يقوم على ثلاثة أسس:

١- التوحيد.
٢- الطاعة.
٣- البراءة.


فحسن إسلام العبد يقوم على الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله.

والخلل الوارد على هذه الأسس الثلاثة يكون من ثلاث جهات :

خلل الجهة الأولى: من جهة نقض التوحيد أو نقصه.

ومن صور ذلك أن يكون في قلب العبد ميل إلى طلب محمدة الناس وثنائهم؛
فهو مجتهد في التصنع لهم -رياء وسمعة- حتى ينال رضاهم،
ولو كان سبيل ذلك خوضه فيما لا يعنيه.


خلل الجهة الثانية: من جهة انحلال زمام انقياده للشرع.

ومن صور ذلك أن يكون في قلبه شهوة طاغية تتربع على عرش قلبه؛
فتحمل جنود القلب من الأعضاء والجوارح على المجون والفسق؛
فيتخوض فيما لا يعنيه لرقة دينه وزوال ورعه.


خلل الجهة الثالثة: من جهة تسلط الهوى على قلبه.

ومن صور ذلك أن يكون الحاكم على قلبه -محبة وبغضاً- الهوى؛
فيحمله ذلك -لنقص الإيمان- على تقريب من تحبه نفسه وتهواه على ما يحبه ربه ويرضاه.


فيجعل ولي لله عدواً بغيضاً، ويجعل عدو الله ولياً حبيباً؛
ويحمله ذلك على الخوض فيما لا يعنيه؛ ليثبت صحة رأيه وهواه.


هذه إشارات، ولها أخوات.

تنبه: أيها القارئ الكريم، لا تحمل الكلام على غيرك؛
فالغرور حاجب كثيف، وبعض القلوب باطنها أشد من الكنيف.

وأسعد الناس المشغول بعيب نفسه، الساعي في فكاك أسره من الهوى والشيطان.

{فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}.



***

رد مع اقتباس