عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 03-23-2011, 08:12 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي



تعريف بمنطقة البسطة في بيروت، أو ما عُرِف قديماً بـ " منطقة جبل النار "



تحدّثت مايسة عواد – في مقالٍ لها بجريدة السفير اللبنانية بتاريخ 4 / 6 / 2007 – عن منطقة " البسطة " القديمة ببيروت أو ما يُعرف بـ " جبل النار "، وقالت : يسبق صيت سكان البسطة التحتا والبسطة الفوقا فعل أهلهما. " البسطة جبل النار، هي مركز القباضايات الأوادم خلال كل الأزمات التي عرفها لبنان ". تتردد الجملة على لسان أصحاب المحلات وضيوفهم على حد سواء. ولمن لا يقتنع بسهولة فحادثة " باولي "، التي تحضر في معظم الكتب التي تحدثت عن البسطة، جاهزة للتذكير. وباولي، لمن لا يعرفه، هو لبناني من أصل يوناني، كان يتزعم محلتي المزرعة ورأس بيروت وأراد التحرش بقبضايات البسطة كي يذيع صيته، فأخذ يمر في المحلة ويفتعل المشاكل، وكانت والدته تنصحه بالابتعاد عن قبضايات البسطة غير انه لم يرتدع، وبعدما زادت مضايقاته لحق به أحد ابناء المنطقة وقتله، وعندما علمت والدته بالخبر انشدت عبارات صارت مثلاً يُضرب:
ما قلت لك يا اسطة ........ شو بدك بولاد البسطة
اللي ما بيقتلك بالسكين ......... بيقتلك بالبلطة.
هو صيت جبل النار، لكن مقابل الرواية هذه تجد عشرات القصص التي تشهد على مآثر تاريخ حافل باحتضان آلاف أبناء المناطق، وبتعايش بين مختلف ابناء الطوائف، لم ينفرط عقده بسهولة برغم أحداث شكل فيها جبل النار " جبهة أولى " في المواجهة، سواء في العام 1958 أو بعده إبان الحرب الأهلية وما تبعها من محطات متشنجة.
ونقلت عواد عن المحامي عبد اللطيف فاخوري أن أول إشارة للبسطة بحسبه جاءت سنة 1882 في صحيفة المصباح، ثم ذكرت ثمرات الفنون سنة 1895 اسم البسطة العليا عند تدشين مسجد البسطة الفوقا، في حين أن كلمة البسطة لم ترد في السجلات الشرعية القديمة لأن المحلة المذكورة كانت ضمن الباشورة.
مهما يكن من أصل الاسم، إلا أن الأكيد أيضاً انه لا يمكن المرور بالبسطة من دون ملاحظة مقاهٍ صغيرة يجتمع فيها رجال يمضون اليوم كاملاً هنا، و" القهاوي " التي أهمل معظمها اليوم، كانت في السابق " قهاوي" لا يقصدها إلا القبضايات وكبار القوم حيث يتم التشاور بالأمور المستجدة.
ونقلت عواد عن عمر زين قوله : المقهى أو " القهوة " الأكثر شعبية على الإطلاق كانت إلى جانب محطة القطار، حيث يتمكن الرواد من مراقبة الوافدين والمغادرين على متن خطوط السكك الحديدية، غابت السكك الحديدية وغابت أيضاً ظاهرة القبضايات، والقبضايات بحسب عمر زين ومختار الكوش هم : مجموعة من خيرة الأوادم، يملكون هاجس الحمية القومية والدفاع عن العرض، وتجتمع فيهم صفات النبل والأخلاق الحميدة والكرم، وكانت علاقات بعض قبضايات البسطة وطيدة مع الزعيم رياض الصلح، وكانت كل خلية شعبية من قبضايات بيروت تضم حوالى ثلاثين شخصاً، عائلات قبضايات البسطة آل نعماني، شهاب الدين، جنون، خانجي، دعبول، صيداني، غلاييني، سنو، زين، زعتري، وحلوي.
وأهل المحلة يذكرون أسماء لمعت على طريقتها، إذ لا يمكن استعادة اسم " محل برجاوي " من دون بسمة، بسبب بائع قرر أن يعلِّق على بوابة دكانه الصغير لوحاً أسوداً يدوّن عليه بطبشورة بيضاء وبخط جميل، كل ليلة سبت، " حكمة " الأسبوع من وحي الواقع السياسي. كانت كل بيروت تأتي لتعرف ماذا كتب " أبو طبشورة " نهاية الأسبوع. ما زال المحل في مكانه، لكن الابن عادل برجاوي لم يتابع عادة والده هذه، وقال : خلص، صار في عنا اليوم مين بيرسم كاريكاتور وصار في تلفزيونات بكل بيت . اهـ .
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس