عرض مشاركة واحدة
  #435  
قديم 04-02-2020, 06:50 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


(
(إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ أَوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلَالَةٍ!))


قال عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي في ((سننه)) (1/279/ رقم 204):
أخبرنا الحكم بن المبارك، أنبانا عمرو بن يحيى، قال: سمعتُ أبي يحدِّثُ عن أبيه، قال:
كنا نجلسُ على باب عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قبل صلاة الغداة، فإذا خرج مَشَينَا معه إلى المسجد، فجاءنا أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه، فقال: "أخرَجَ إليكم أبو عبد الرحمن"؟
قلنا: لا؛ بعدُ.
فجلس معنا حتى خرج، نلما خرج قمنا اليه جميعًا، فقال له أبو موسى: "يا أبا عبد الرحمن: إني رأيتُ في المسجد آنفًا أمرًا أنكرتُهُ، ولم أرَ والحمد لله إلا خيرًا.
قال: فما هو؟
فقال: إن عِشتَ فستراه. قال: رأيتُ في المسجد قومًا حِلَقًا جلوسًا ينتظرونَ الصلاة، في كل حَلَقة رجل، وفي أيديهم حصًا، فيقول: كبِّرُوا مئة، فيكَبِّرونَ مئة، فيقول: هلِّلُوا مئة، فيهلّلونَ مئة، ويقول: سبّحوا مئة، فيسبّحونَ مئة.
قال: فماذا قلتَ لهم؟
قال: ما قلتُ لهم شيئًا انتظار رأيكَ، أو انتظار أمركَ.
قال: أفلا أمرتَهم أن يعدُّوا سيئاتهم، وضَمِنتَ لهم أن لا يضيع من حسناتهم".
ثم مضى ومضينا معه، حتى أتى حلَقة من تلك الحِلَقِ، فوقف عليهم فقال: "ما هذا الذي أراكم تصنعونَ"؟
قالوا: يا أبا عبد الرحمن؛ حصًا نعدُّ به التكبير والتهليل والتسبيح.
قال: "فعدُّوا سيئاتكم، فأنا ضامن أن لا يضيعَ من حسناتكم شيءٌ؛ وَيحَكُمْ يا أمةَ محمد! ما أسرعَ هلكتَكُم، هؤلاء صحابة نبيُّكم - صلى الله عليه وسلم - متوافرون، وهذه ثيابُه لم تَبْلَ، وآنينُه لم تُكْسَرْ، والذي نفسي بيده؛ إنكم لعلى ملَّة هي أهدى من ملّة محمد - صلى الله عليه وسلم - أَو مفتتِحو باب ضلالة".
قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن، ما أردنا إلا الخير.
قال: "وكم من مريدِ للخير لن يصيبَ؛ إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حدّثنا *أن قومًا يقرؤونَ القرآن لا يجاوزُ تراقيهم*.
وأيمُ الله؛ ما أدري لعل أكثرهم منكم"!
ثم تولَّى عنهم.
فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامة أولئك الحِلَق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج!
# قال محقق الكتاب حسين سليم أسد: إسناده جيد.

*وسيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من كبار فقهاء الصحابة، وكان من السابقين الأولين في الإسلام، ومن النجباء العالمين، شهد بدراً، وهاجر الهجرتين، ومناقبه غزيرة، وروى علماً كثيراً.*
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: *((اسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِى حُذَيْفَةَ ، وَأُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ))*. (رواه البخاري/ 3760)

والراوي عمرو بن يحيى: هو ابن عمرو بن سلمة بن الحارث الهمداني الكوفي.
* كناشة البيروتي (الجزء الخامس)
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس