عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 11-10-2012, 04:31 PM
ام البراء ام البراء غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 952
افتراضي

مرضعات الرسول – صلى الله عليه وسلم- وحواضنه:


-ثويبة (مرضعة الرسول -صلى الله عليه وسلم-):
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : (...أرضعتني وأبا سلمة ثويبة..) (1)
وهي مولاة لأبي لهب ارتضع منها -صلى الله عليه وسلم- قبل حليمة السعدية -رضي الله عنها-. (2)
أرضعته -صلى الله عليه وسلم - أياما قبل حليمة السعدية . (3)
(قال عروة: وثويبة مولاة لأبي لهب، كان أبو لهب أعتقها فأرضعت النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما مات أبو لهب أُريه بعض أهله [أي في المنام] بشرّ حِيبة[أي بأسوأ حال] قال له: ماذا لقيت [ أي بعد الموت]؟ قال أبو لهب: لم ألق بعدكم [ أي راحة] غير أني سُقيت في هذه بعتاقتي ثويبة) (4)
(وذكر السهيلي أن العباس قال : لما مات أبو لهب رأيته في منامي بعد حول في شر حال فقال : ما لقيتُ بعدكم راحة ، إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين ، قال : وذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولد يوم الاثنين ، وكانت ثويبة بشَّرت أبا لهب بمولده فأعتقها .) (5)

-حليمة السعدية (مرضعة الرسول -صلى الله عليه وسلم-):
قال ابن كثير –رحمه الله- في البداية والنهاية (6):
(عن حليمة بنت الحارث أنها قالت: قدمت مكة في نسوة -وذكر الواقدي بإسناده أنهن كن عشرة نسوة من بني سعد بن بكر يلتمسن بها الرضعاء- من بني سعد نلتمس بها الرضعاء في سنة شهباء فقدمت على أتان[أي حمارة] لي قَمْراء [أي بيضاء] كانت أَذَمَّت[أي حبستهم لضعفها وانقطاع سيرها] بالركب، ومعي صبي لنا وشارف [أي ناقة مسنة] لنا ، والله ما تَبِضّ [تدر باللبن] بقطرة وما ننام ليلتنا ذلك أجمع مع صبينا ذاك ما نجد في ثديي ما يغنيه ولا في شارفنا ما يغذيه، ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج.
فخرجت على أتاني تلك فلقد أذمَّت [أي حبستهم لضعفها وانقطاع سيرها] بالركب حتى شق ذلك عليهم ضعفا وعجفا فقدمنا مكة ، فوالله ما علمت منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتأباه إذا قيل إنه يتيم تركناه قلنا ماذا عسى أن تصنع إلينا أمه إنما نرجو المعروف من أبي الولد فأما أمه فماذا عسى أن تصنع إلينا فوالله ما بقي من صواحبي امرأة إلا أخذت رضيعا غيري.
فلما لم نجد غيره وأجمعنا الانطلاق قلت لزوجي الحارث بن عبد العزى: والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع، لأنطلقن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه.
فقال: لا عليك أن تفعلي فعسى أن يجعل الله لنا فيه بركة.
فذهبت فأخذته فوالله ما أخذته إلا أني لم أجد غيره فما هو إلا أن أخذته فجئت به رحلي فأقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن فشرب حتى روي وشرب أخوه حتى روي، وقام صاحبي إلى شارفنا [ أي ناقتنا المسنة] تلك فإذا إنها لحافل [كثيرة اللبن] فحلب ما شرب وشربت حتى روينا فبتنا بخير ليلة.
فقال صاحبي حين أصبحنا: يا حليمة والله إني لأراك قد أخذت نسمة مباركة ألم تري ما بتنا به الليلة من الخير والبركة حين أخذناه فلم يزل الله -عز وجل- يزيدنا خيرا .
ثم خرجنا راجعين إلى بلادنا فوالله لقطعت أتاني بالركب حتى ما يتعلق بها حمار حتى أن صواحبي ليقلن: ويلك يا بنت أبي ذؤيب هذه أتانك التي خرجت عليها معنا؟
فأقول: نعم والله إنها لهي!
فقلن: والله إن لها لشأنا!
حتى قدمنا أرض بني سعد وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها فإن كانت غنمي لتسرح ثم تروح شباعا لبنا فتحلب ما شئنا، وما حوالينا أو حولنا أحد تبضّ [تدر باللبن] له شاة بقطرة لبن وإن أغنامهم لتروح جياعا حتى إنهم ليقولون لرعاتهم أو لرعيانهم: ويحكم انظروا حيث تسرح غنم بنت أبي ذؤيب فاسرحوا معهم فيسرحون مع غنمي حيث تسرح فتروح أغنامهم جياعا ما فيها قطرة لبن وتروح أغنامي شباعا لبنا نحلب ما شئنا.
فلم يزل الله يرينا البركة نتعرفها حتى بلغ سنتين، فكان يشب شبابا لا تشبه الغلمان فوالله ما بلغ السنتين حتى كان غلاما جفرا[كثر لحمه وانتفخ واستغنى عن المرضعة] فقدمنا به على أمه ونحن أضنّ شيء به [أي أكثر تمسكا به] مما رأينا فيه من البركة.
فلما رأته أمه قلت لها: دعينا نرجع بابننا هذه السنة الأخرى فإنا نخشى عليه وباء مكة!
فوالله ما زلنا بها حتى قالت: نعم.
فسرحته معنا فأقمنا به شهرين أو ثلاثة فبينما هو خلف بيوتنا مع أخ له من الرضاعة في بهم لنا جاء أخوه ذلك يشتد فقال ذاك أخي القرشي جاءه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاه فشقا بطنه فخرجت أنا وأبوه نشتد نحوه فنجده قائما منتقعا لونه فاعتنقه أبوه وقال يا بني ما شأنك قال جاءني رجلان عليهما ثياب بيض أضجعاني وشقا بطني ثم استخرجا منه شيئا فطرحاه ثم رداه كما كان، فرجعنا به معنا.
فقال أبوه: يا حليمة لقد خشيت أن يكون ابني قد أصيب فانطلقي بنا نرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف.
قالت حليمة: فاحتملناه فلم ترع أمه إلا به فقدمنا به عليها.
فقالت: ما ردكما به يا ظئر[العاطفة على ولد غيرها المرضعة له] فقد كنتما عليه حريصين.
فقالا: لا والله إلا أن الله قد أدى عنا وقضينا الذي علينا وقلنا نخشى الإتلاف والإحداث نرده إلى أهله.
فقالت: ما ذاك بكما فاصدقاني شأنكما فلم تدعنا حتى أخبرناها خبره.
فقالت: أخشيتما عليه الشيطان كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل والله إنه لكائن لابني هذا شأن، ألا أخبركما خبره؟
قلنا: بلى.
قالت: حملت به فما حملت حملا قط أخف منه فأريت في النوم حين حملت به كأنه خرج مني نور أضاءت له قصور الشام ثم وقع حين ولدته وقوعا ما يقعه المولود معتمدا على يديه رافعا رأسه إلى السماء فدعاه عنكما.)

-أم أيمن –رضي الله عنها-:
(حاضنة الرسول –صلى الله عليه وسلم- .) (7)

(قال ابن شهاب: وكان من شأن أم أيمن -أم أسامة بن زيد- أنها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب، وكانت من الحبشة فلما ولدت آمنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد ما توفي أبوه فكانت أم أيمن تحضنه حتى كبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأعتقها ثم أنكحها زيد بن حارثة ثم توفيت بعد ما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر.) (8)

(ويقال: كانت من سبي الحبشة الذين قدموا زمن الفيل ، فصارت لعبد المطلب فوهبها لعبد الله ، وتزوجت قبل زيد عبيدا الحبشي ، فولدت له أيمن ، فكنيت به واشتهرت بذلك ، وكان يقال لها أم الظباء) (9)
__________________
(1) هذا جزء من حديث رواه مسلم في صحيحه (1449) وهذا نصه كاملا : عن يزيد بن أبي حبيب أن محمد بن شهاب كتب يذكر أن عروة حدثه أن زينب بنت أبي سلمة حدثته أن أم حبيبة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- حدثتها أنها قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله انكح أختي عزة. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( أتحبين ذلك؟) فقالت: نعم يا رسول الله لست لك بمخلية وأحب من شركني في خير أختي. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فإن ذلك لا يحل لي). قالت: فقلت: يا رسول الله فإنا نتحدث أنك تريد أن تنكح درة بنت أبي سلمة؟ قال: ( بنت أبي سلمة؟) قالت: نعم. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي إنها ابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن).
(2)قاله النووي في شرحه لصحيح مسلم
(3) ذكر ذلك ابن القيم في زاد المعاد
(4) صحيح البخاري (4813)
(5) ذكره ابن حجر في الفتح.
(6) قال ابن كثير: روي من طرق أخر وهو من الأحاديث المشهورة المتداولة بين أهل السير والمغازي (موقع الدررالسنية)
(7) قاله ابن حجر في الفتح.
(8) صحيح مسلم (1771)
(9) قاله ابن حجر في الفتح.
__________________
زوجة أبي الحارث باسم خلف
رد مع اقتباس