عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 03-27-2015, 01:00 AM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post

وأيضًا قال نبيّنا- صلّى الله عليه وسلّم- :
«بَدَأَ الإِسْلَامُ غَرِيبًا ،وَسَيَعُودُ غَرِيبًا فَطُوبَى لْلغُرَبَاءِ»[صحيح ابن ماجة ، رقم (3986)]
كيف بدَأَ الإسلامُ ؟
في أمرٍ صعبٍ ،والنّاس تُبتلى وتُمتحن، «وَسَيَعُودُ غَرِيبًا»، وأخبرَ نبيّنا -صلّى الله عليه وسلّم-عنْ أمرٍ ، إذًا لابدّ
من وقوعِ هذا الأمرِ ،«فَطُوبَى لْلغُرَبَاءِ» ،منْ هُم إخواني اْلكرام هؤلاءِ اْلغُرباء؟ وردَ في بعض الرِّوايات :
"الَّذِينَ يصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ"
يكونُون على صلاحٍ،و يَكونُون على تَقْوى، وعلى خوفٍ وتعظيمٍ لله- سبحانهُ وتعالى- ،هؤلاء هنيئًا لهم الأجر والثَّواب والإِكرام من ربّنا-سبحانه وتعالى-، اْلكريمُ ،اْلمنَّان،اْلوهَّاب،بلْ إِخواني اْلكِرام، بوّبَ اْلبخاريّ-

عليه رحمةُ الله تعالى في صحيحِهِ فقال:
(بابُ لا تقومُ السَّاعة حتّى يُغبط أهلُ اْلقبور) ،نسألُ الله اْلعفوَ واْلعافيةَ ، يُغبط أهل اْلقبورِ! ،اْلميِّتُ يُغبط بأنَّه ليسَ على قيدِ اْلحياةِ، ما الدّليل على هذا ؟
أورَدَ تحتهُ حديث النّبيّ-صلى الله عليه وسلّم- :
«لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرُّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَكَانَهُ»[صحيح مسلم ،رقم(7301)]،
و هذَا إخْواني اْلكرام من حرصِهِمْ على دينِهم،لو كان الدِّينُ رخيصًا عندهُمْ ما يُبالون إخواني اْلكرام ، يسألُ الله-عزّوجلّ- أنْ يُقبضَ روحهُ ولمْ يُفتن عن دينهِ،وتمسّكَ

بدينِ ربِّ اْلعالمين، وحرِصَ ألّا يخدِش دينَ الله- سبحانهُ وتعالى -،
فلذلكَ-إخواني اْلكرام- هذا تأكيدٌ بعد تأكيدٍ؛ أنّ اْلفتنَ في آخرِ الزّمانِ عظيمةٌ ،وجليلةٌ، وكبيرةٌ
،بلْ ثبتَ في اْلحديثِ الآخر أيضًا من رِواية أبي هريرةَ -رضي الله عنه- أنَّ النّبيّ-صلّى الله عليه وسلّم-قالَ:
"لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى

ذِي اْلخَلَصَة [صحيح البخاري ،7116)]،
و ذُو اْلخَلَصَة:طاغِيةُ دوسٍ الَّتي كانوا يعبدُونها فِي اْلجاهليّة، يعني في ناس ستعْبُدُ الأصنامَ والأوثانَ ،و

الله فتنةٌ ما أعظمهَا من فتنةٍ،هذه اْلفتن
إخواني اْلكرام ما تتعلّقُ بمسائلِ الشَّهوات،إنَّما تتعلَّق بمسائلِ الدِّياناتِ واْلعقائد،فلذلك اْلمسلمُ لابدّ أنْ

يخافَ من الله-سبحانهُ و تعالى- ،
لذلكَ ماذا يقولُ النَّبيّ-صلّى الله عليه وسلّم-في حديثِ اْلمقدادِ بن الأسود قالَ:لقد سمعتُ النَّبيّ-صلى الله عليه وسلَّم- يقول :
«إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ اْلفِتَنَ،إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ اْلفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ اْلفِتَنَ...» [سنن أبي داوود، رقم (4263)]
هذَا هو السَّعيد -إخواني اْلكرام- الَّذي كتبَ اللهُ له السَّعادةَ اْلعظيمةَ،
أينَ هذه السَّعادة؟
سعادةٌ في الدُّنيا ،وفي اْلقبرِ ،وفي الآخرةِ -إذَا جنِّب هذه اْلفِتن-، أمّا إذَا سقطَ فيها،فنسألُ الله-عزّوجلّ- اللّطف واْلعونَ،و أنْ يتولّانا برحمتهِ
،أيضًا إخواني اْلكرام من شدّةِ اْلفتن هذه، وخوفِ

النّبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- على أمّتهِ ماذا قال؟
"...تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الْفِتَن مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن"،فقال الصَّحابة :
"نَعُوذُ بِاللهِ مِن اْلفِتَن مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن"،قال النّبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- :

"تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّال ،قَالُوا:نَعُوذُ بِاللهِ مِن فِتْنَةِ الدَّجَّال"["الصحيحة"،(3263)]
انظرْ إلى اْلمعلّم! ،وانظُر إلى أصحابِ هذا اْلمُعلّم!!

قال لهم النّبيّ-صلّى الله عليه وسلّم-:
( تعوّذوا بالله من الْفتن)

يخاطبُ منْ ؟
أبوبكر ،عُمر ،عُثمان ،عليّ ،طلحَة ،الزُّبير ،علماءُ هذه الأمّةِ،
يُخاطِبُهم النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم:تعوّذُوا بالله من اْلفتن ،ما قالوا: يا رسولَ اللهِ،نحنُ صحابة ،نأمنُ على أنفسِنا من اْلفِتن!
ماذا قالُوا؟ نعوذُ باللهِ من اْلفتنِ مَا ظهَر منهَا ومَا بَطن ،لذلكَ إخوانِي اْلكِرام، كلَّما ازدادَ الإنسانُ طاعةً ،ازدادَ خوفًا من الله،وطمَعَ في رحمةِ اللهِ،أبو بكرٍ في اْلجنَّة ،

عُمَر في اْلجنَّة ،عثْمان في اْلجنَّة،عليٌ في اْلجنَّة ،إلى غيرهم من الصَّحابة اْلكِرام،هل لمّا سمِعُوا هذه اْلمبشِّرات، قصَّرُوا في اْلعَمل؟
لا ،صاحبُ الطَّاعة يعلمُ بأنَّه إذا سمعَ مثل هذه الأشياءِ عليه أنْ يستزيدَ من الطَّاعة ،ويقتدِي بأُولئك الأَخيار

الَّذين غفَرَ الله-عزّوجلّ- لهُم ما تَقدَّم من ذنبِهم وما تأخّر، وعصمَهُم الله وهُمْ الأنبياءُ والرُّسُل،




يتبع-إن شاء الله-
رد مع اقتباس