عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 07-08-2012, 10:29 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح

السؤال 8. هل لأخواتنا الكريمات أن يتحفننا بدرر من غرائب ما رأيتنّ من مآثر ومناقب فضيلة الشيخ أبو عبدالله - رحمه الله تعالى – في مسيرة هذه الحياة الطيبة مع زوج فاضل كريم، لعلها تعين على الثبات، أو توقظ من سبات.

الجـواب : أم عبدالله " زهر" : ماذا أقول ... أم ماذا يا أم عبدالله ؟؟ لو تكلمنا عنه وعن حسن خلقه وغرائبه ومآثره اليوم كله بطوله وأيام وأيام، والله لا نوفيه حقه.

أم سعد : من الغرائب أنه كان – رحمه الله تعالى - في كثير من الأحيان مجاب الدعوة وكنا نجد ذلك في كثير من المواقف، حتى ولو بعد مدة يتحقق الدعاء، فنقول استجيبت دعوة أبو عبدالله.

أم البراء : كم كنت أستغرب من حبه واهتمامه بالفقراء والمساكين حتى في أيام الثلج أو البرد الشديد : خرجت مرة معه فأخذني إلى مكانٍ بعيد وأرض زلقة وعرة وضباب كثيف، وكان معه الطعام ووقود للتدفئة.
فقلت له : أين تأخذني، والله إني خائفة جداً، لم جئت بنا إلى هذه الطريق ؟ فقال : لا تخافي ما دام عملنا لله فالله معنا ... الله معنا، فلا تخافي، ثم قال : يا أم البراء ! من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته.
أسأل الله أن يتقبل منه عمله ... يا رب، وأن يقضي لنا حاجاتنا.

أم عبدالله نجلاء : لهج الجميع بصوت واحد تخنقه العبرات. آمين آمين آمين.

أم سعد : من غرائب حُلمِهِ وحسن خلقه: أنه كان مع ابنه في سيارته فقال له رجل عند الإشارة : يا شيخ أنت حمار، فاستفزّ ذلك ابنه فهدّأه – رحمه الله تعالى – وقال له : اصبر يا بنيّ، ثم تعرّضَ له الرجل مرة أخرى، وكرر قائلاً يا شيخ أنت حمار، ثم ثالثة، يكررها : يا شيخ أنت حمار، فقال له الشيخ أبو عبدالله : أنا ؟ قال الرجل : نعم أنت، قال أبو عبدالله : أنا أنا ... أنا إنسان ... أنا أبو عبدالله عزت خضر، ولست حمار، فقال الرجل : واللهِ يا شيخ إلا أنزل وأقبّل رأسك، ثم اعتذر منه.

أم عبدالله زهر : وهذا من حسن خلقه الذي يفتقده الكثيرون أسأل الله تعالى – أن يغفر له ويثقل له الموازين.

أم أيمن : من غرائب أبو عبدالله ما قاله لنا يوما : [سأقول لكم ما حصل معي اليوم فقط للعِبرة، كنت مدعواً على طعام مع جمع من الإخوة عند أحد الأخوة، غَرَفْتُ غَرْفةً من الإناء الذي أمامي، وفي الغَرْفَة الثانية رأيت صرصوراً بالطعام، وعلى غفلة من صاحب الدعوة رفعته بالملعقة ووضعته تحت الإناء وأكملتُ طعامي منه، وكأن شيئاً لم يكن].
ولم يذكر لنا اسم الأخ الداعي، وذلك ليعلمنا أدب التعامل في مثل هذه المواقف، وهذا يدل على طيبه وكرم خلقه.

أم عبدالله نجلاء : ما شاء الله تبارك الله، لو كانت نملة، أو حتى ذبابة لكانت أهون، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علّمنا في الحديث الشريف الذي رواه البخاري – رحمه الله – أنه : (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم، فليغمسه ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء والآخر شفاء).
وقد يأنف مَن يأكل مِن إتمام الطعام بعد غمس الذباب فيه، وهو مشروع، أما أن يكون في الطعام صرصوراً، فهذا شيئ تعافه النفس أكثر وأكثر، حتى أنّ من يَسمع به يتقزز، فكيف بمن وجده في الطعام ورآه بعينه، وجاهد نفسه وأكل حتى لا يُحرج مضيفه ومن معه. أسأل الله – تعالى – أن يُعظم له الأجر والمثوبة، وأن يجزيه خير الجزاء،.

أم أيمن : قال لنا هذا للعبرة ولم يذكر أسماء.

أم البراء : ومن غرائبه، كان صادق الرؤية، لا يرى رؤية إلا وتتحقق ولو بعد حين.

رأى أنه ماش في طريق، وأن شيئاً انقلب به في واد عميق، وأنه كان يكبّر ويكرر التكبير... الله أكبر ... الله أكبر، وأن الله أنجاه منه.

أم عبدالله زهر : فكان أن حصلت الرؤية كما رآها تماماً، وأنجاه الله - تعالى - منها، وكان ذلك في يوم عيد الفطر عام 1977م، ذهبنا إلى مصلى العيد في الرّصَيْفَة، ذهبتُ أنا والأبناء كانوا صغاراً مع عائلة صديقة، وذهب هو ومجموعة كبيرة من أصحابه حوالي أربعين شخصًا في شاحنة صغيرة - قلاب - كان يقوده، وقبل أن يَصِلوا المُصلّى بقليل مرّوا بشارعٍ انسكب عليه زيت من إحدى السيارات، مع وجود ماء، فكان ذلك سببًا في انزلاق القلاّب، ولم يستطع السيطرة عليه، فانقلب عدة مرات حتى استقر على ظهره بالواد.

فما انتبه على نفسه إلا وهو يكبر : الله أكبر الله أكبر، يصرخ بها يريد رافعة لرفع القلاب، خرج من شباك القلاب، مُغطىً بالدماء، فكان أن مات منهم ثلاثة، وأصيب البقية برضوضٍ وجروح، وسلّمَهُ الله، ولم يصب هو بجرحٍ واحد، ولا حتى خدش، وكانت الدماء التي عليه من الإخوة الذين كانوا إلى جانبه.
- سبحان الله - لم يُقدّر الله له الوفاة في ذلك الحادث رغم صعوبته إلى أن وافاه الأجل.
فذهب هو بنفسه إلى المخفر وأبلغ عن الحادث، وهناك سجد سجدة شكر لله، فعجب له مَنْ في المخفر، وقالوا : بعد كل هذا الحادث المروًع، ثلاث أموات غير العدد الكبير من الجرحى، وتسجد شكر، قال : نعم أسجد شكر لله الذي أنجاني.

وعلى إثرها سَحبوا رُخصة القيادة منه لمدة سنة، وسامَحَ أهل الذين ابتلوا بوفاةٍ أو إصابات، وقالوا : قَدَّرَ الله وما شاء الله فعل، وَسُجِنَ أبو عبدالله - رحمه الله تعالى – لمدة ثلاثة أشهر للحق العام. وعلم به الشيخ الألباني – رحمهما الله – فجاءه من الشام يعوده.

وبفضل الله - تعالى - اهتدى الكثيرون في السجن على يديه، وكان يجمعهم إلى الصلاة ويؤمهم، وكان المسؤولون في السجن يعاملونه بكل احترام.

وكان يُكثر في السجن من قوْل : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فسأله أحد السجناء : لِمَ تُكثِرْ من قوْل لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

فأجابه أبو عبدالله : لأنها من أدعية الكرب التي أخرج الله بها يونس – عليه الصلاة والسلام – من بطن الحوت، لعلّ الله يُخرجنا بها من السجن، سخر السجين منه ومن كلامه، وقال : هذه الكلمات تُخْرِجُكَ من السجن ؟؟ .

فأجابه بلهجة الواثق من كلامه، الراجي رحمة ربه : نعم. وكان سؤال السجين له يوم الخميس، فما لبث أن مرّ يوم الجمعة وهو عطلة، وإذا به ينادى عليه يوم السبت بالإفراج، فصاح السجين : طلعوني، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، طلعوني، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، .

ولهذا كان يقول وهو في المستشفى: الحمد لله جرّبت السجن، وجرّبت المستشفى، وبقي أن أجرّب القبر.

أم عبدالله نجلاء: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر النار.

أم البراء: رأى رؤى كثيرة وتحققت، ومما استغربناه من هذه الرؤى ما رآه قبل وفاته بسبعين يومٍ فقط : أنه جالس في مجلس فيهم شيوخ وملوك وأناس كثيرون، ومعهم الملك حسين – رحمه الله – فأخرج الملك حسين – رحمه الله – سبعون ديناراً وأعطاه إياها، فسأله أبو عبدالله لمن هذه ؟ قال هذه لك، فأخذها، ثم خرج إلى منطقة خضراء جميلة، فرح بها.

فأوّلَها له من أوّلَها – والله أعلم -، ولكنه مَكثَ بعدها سبعونَ يوماً بالتمام والكمال ثم توفّي.

أم عبدالله نجلاء: سبحان الله، رحمه الله وجعل الفردوس الأعلى مأواه. صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد أخبرنا بما صح عنه قوله : (إذا قَرُبَ الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا، ورؤيا المؤمن جزءٌ مِن ستةٍ وأربعينَ جزءاً من النبوة).


يُتبع -إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس