عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 08-19-2021, 05:21 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


��

حكاية كرم.. عن علَم! (كلمة عن كرم المحدث مقبل الوادعي: الحسي والمعنوي)

حكاية كرم.. عن علَم!

(كلمة عن كرم المحدث مقبل الوادعي: الحسي والمعنوي)



قرأت لشيخنا العلامة المحدث: مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله-، طُرفة مليحة، وعِلقة وشيحة، تحمل أخلاقاً عالية، ونفائس غالية، فاجترني قلمي، لأعلّق عليها تعليقاً طفيفاً، -وأعوذ بالله من التطفيف-.



وهاكم كلامه -طيب الله جدثه-:

قال -رحمه الله-: "وï؛ƒï؛³ï؛„ï»‌ ï؛چï»ںï»*ï»ھ ï؛ƒï»¥ ﻳﻌﻴﻨﻨﻲ ﻋï»*ï»° ﻧﻔï؛´ï»²، ï؛£ï؛کï»° ï؛ƒï؛—ï؛¼ï؛ھﻕ ï؛‘ﻤï؛ژ ï؛—ï»´ï؛´ï؛®، ï»*ï»» ï؛ƒï»›ï»®ï»¥ ï»›ï؛¬ï»ںï»ڑ ï؛چï»ںï؛®ï؛ںï»‍ ï؛چï»ںï؛¬ï»± ï»—ï؛ژï»‌: ï؛—ï؛¼ï؛ھï»—ï»®ï؛چ .. ï؛—ï؛¼ï؛ھï»—ï»®ï؛چ ..

ﻓï»*ﻤï؛ژ ï؛—ï؛¼ï؛ھﻕ ï»*ï»ںï؛ھﻩ ﻣﻦ ï؛چï»·ï؛؟ï؛¤ï»´ï؛”، ï»—ï؛ژï»، ﻳﻀï؛®ï؛ڈ ï»*ï»ںï؛ھﻩ، ï»*ﻳï»کï»®ï»‌ ï»ںï»ھ: ï؛‡ï»§ï»¤ï؛ژ ï»—ï»*ﻨï؛ژ: ﻳï؛ژ ï؛ƒï»³ï»¬ï؛ژ ï؛چï»ںﻨï؛ژï؛±، ï»*ï»ںﻢ ﻧï»کï»‍: ﻳï؛ژ ï؛ƒï»³ï»¬ï؛ژ ﻧï؛¤ï»¦"!.

(غاï؛*ï؛“ ï؛چï»·ï؛·ï؛®ï»ƒï؛”: ظ، / ظ£ظ،ظ¥)



وهاكم تعليقي القاصر، على كلامه السائر:

قلت: ووالله، إن هذا السيد الكريم، والقِرم العظيم، قد بلغ الغاية والشأو، في الكرم والبذل والدحو، بل هو ممن عمل بهذه الآية: "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة".



فكم أعطى من قوْته، وكم باع ذهب بعض زوجاته؛ ليعالج أحد طلابه، أو ليشبع بطناً جائعة، أو يكسو جسداً عارية!

وما من هدية تأتي إليه، إلا أعطى حاملها منها نصيباً، وربما كان نصيب الأسد!

وهو في هذا، مؤتسياً بالحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، ومتسنماً خطى الأنصار رضي الله عن الصحابة أجمعين.



مقبل.. رجل عظيم، طلْق المحيا، خافض الجناح، ريان الفؤاد، زاهد في الدنيا، بل طلّقها بالثلاث، دون ارتجاع، فهو لا يعرف لها المهادنة والمداجاة، أو التملق والمحاباة!



بل إنكم تعجبون.. أن الشيخ -نوّر الله ضريحه- لا يستطيع عدّ المال، الذي يحسنه بعض الأطفال!



وكم له من القصص، التي يقف المرء حيالها: واجماً صائماً قائماً، لا ينبس ببنت شفة، سوى تحريك رأسه، والدعاء له، والتسبيح لله سبحانه وتعالى.



لذاك وذلك.. فإني أعظمت هذا الرجل أيما إعظام، وأكبرته أيما إكبار، -حاشا له التعصيم- وقد التقيته، واستمعت إليه، فلم أرَ منه إلا الرفق واللين، والصدق واليقين.



ولست أقول بعصمته -معاذ الله- لكني أشهد.. أنه ممن طغت حسناته، وعظمت خلاته، بل هو كبير النفس والخلق من الطراز الأول:

بيض الوجوه كريمة أحسابهم *** شم الأنوف من الطراز الأولِ



مقبل.. لا يعرف للحقد موضعاً، ولا للحسد مخدعاً، ومع هذا، كان صدّاعاً بالحق، خفّاقاً بالصدق، لا يخشى لومة لائم، ولم يبال حومة حائم، ولكنه: يجل أهل العلم والفضل، وكم له في ذلك، من الكلام المزبر المكرر، الذي هو أحلى من السكر.



وكلامه على الأحزاب والجماعات.. ناتج عن معاناة منهم، وسبر وخبرة بهم، فلا يعلم قدر الأذى الذي آذوه به إلا العليم سبحانه وتعالى!

وإن كان فيه تخشين وإيلام، فهو في موضعه وبقدر المقام.



وفي ترجمة الإمام الذهبي، لابن تيمية: "وكان قوّالاً بالحق، نهاء عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم، ذا سطوة وإقدام، وعدم مداراة الأغيار.

ومن خالطه وعرفه، قد ينسبني فيه إلى التقصير في وصفه، ومن عانده وخالفه، ينسبني فيه إلى التعالي فيه، وليس الأمر كذلك، مع أنني لا أعتقد فيه العصمة كلا، فإنه مع سعة علمه، وفرط شجاعته، وسيلان ذهنه، وتعظيمه لحرمات الدين.. بشر من البشر، تعتريه حدة البحث، وغضب وشظف للخصم؛ يزرع له عداوة في النفوس، ونفور عنه، وإلا فلو لاطف الخصم، ورفق بهم، ولزم المجاملة، وحسن المكالمة؛ لكان كلمة إجماع، فإن كبارهم وأئمتهم، خاضعون لعلومه وفقهه، معترفون بشفوفه وذكائه، مقرون بندور خطائه".

ينظر: (ذيل تاريخ الإسلام (ضمن ثلاث تراجم مستلة منه للعجمي: ظ¢ظ£)



ويكفي شيخنا الهمام.. ما خلّفه من دعوة عظيمة، في مشرق العالم ومغربه!

فقد اجتمع في مركزه الشامخ.. آلافاً مؤلفة ومولفة، من أقطار البسيطة المعمورة، من جميع القارات الخمس، بل لا أعلم دولة، إلا وقد غادرها أفراد منها، إلى مهبطه اللاحب، ومخبئه الراحب، فرجعوا إلى قومهم: منذرين، ومبشرين، وهذا لعمري: أكرم الكرم، ورأس الهرم!



ما بالكم -إخوتي- برجل يخرج إلى طلاّبه، وهو مريض، يهادى بين الرجلين؛ ليلقي لهم درساً ونصحاً ورصفاً؟!



ومع كل هذا: لا ينسب كل فضل وخير في المعهد إلى نفسه، بل يحقّر نفسه كثيراً، ويعترف بفضل الآخرين!

ويقول: مقبل لوحده، لا شيء!



ومن كرمه وشهامته ونبله: أن يقوم أحد طلابه، أمام الحاضرين، -وهم بالآلاف-، ويخالفه في رأي رآه الشيخ، ولا يزالان في نقاش، حتى يرجع الشيخ عن رأيه، إن كان مرجوحاً، ويعترف بفضل الآخر، بلا تسفيه وتعنيف، أو سب وتقذيف، كما هو حال كثير من الأغمار الأطمار!



بل يقول، بكل عزة وإباء: أخطأ مقبل، وأصاب فلان!

بالله عليكم: ماذا تُسمّون هذا، وأي قلب يحمله هذا الرجل النحيل؟!



ترى الرجل النحيل فتزدريه *** وفي أحشائه أسد هصورُ



رجل لا أنتهي من عدّ وصفه وصفاته، ونبله وإباته، إلا بتسويد كثير من الصفحات، وضخ وابل من المداد، وليس هذا موطنه، إنما هو تعليق أردته، على كلامه المزبور أعلاه، ولكن جرّني قلمي، كاتباً وخاطاً ما يملي عليه فكري، فخشيت الإملال واللجوج، فكبحت جماحه، فللشيخ كلام آخر -بإذن الله-.

وأستودعكم الله..



وزبر: وليد بن عبده الوصابي

الخميس ظ،ظ¤ظ£ظ§/ظ¥/ظ¢
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس