عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 10-01-2013, 03:32 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي هل على المعتمر طواف وداع إذا ما بات في مكة أم هو فقط على الحجاج ؟.

هل على المعتمر طواف وداع إذا ما بات في مكة أم هو فقط على الحجاج ؟.

السؤال:
هل على المعتمر طواف وداع إذا ما بات في مكة، أم هو فقط على الحجاج ؟.

جواب فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - : هذه المسألة أختلف فيها أهل العلم، فمنهم من يقول : إن المعتمر ليس عليه طواف وداع، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - خاطب الناس عام حجة الوداع فقال : لا ينفر أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت.

فقد خاطبهم وهم في الحج، ولم يخاطبهم في ذلك في العمرة حينما اعتمروا عمرة القضية، فدل هذا على أنه لا يجب إلا في الحج فقط.

وقال آخرون من أهل العلم إن طواف الوداع يجب على الحاج والمعتمر لعموم قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينفر أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت.

وكَوْن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يذكرها في عمرة القضية لا يمنع الوجوب، لأن هذا مما تجدَّدَ وجوبه، فلم يجب إلا في حجة الوداع.

وأيضاً فإن العمرة حجٌ أصغر يسمى حجاً على سبيل التغليب وعلى سبيل المجاز، لأن فيها الطواف والسعي.

وأيضاً الوجوب أن هذا الرجل دخل بعمرة فبدأ بطواف هو تحية القدوم، فينبغي أن يختم بطواف وهو طواف الوداع.

وأيضاً فقد جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - العمرة بمنزلة الحج لوجوب الإحرام من الميقات لمن قصدها، فكذلك يجب أن تكون مثله، أي مثل الحج عند الخروج.

وأيضاً فقد روى الترمذي حديثاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنده الحجاج بن أرطاة أنه أمر من حج أو اعتمر ألا يخرج حتى يطوف بالبيت.

وأيضاً فإن الطواف طوافُ الوداع للعمرة أحوط وأبرا للذمة، لذلك نرى أنه يجب على المعتمر أن يطوف طواف الوداع إذا خرج إلا إذا كان قد خرج فور انتهائه من العمرة فإنه لا وداع عليه حينئذٍ.

يعني أنه قدم مكة معتمراً فطاف وسعى وحلق أو قصر، ثم خرج فوراً فهذا لا يجب عليه الوداع حينئذ، لأن الطواف بالبيت قد حصل، وقد ترجم على ذلك البخاري - رحمه الله - في صحيحه.

مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : الحج والجهاد.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس