عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 06-09-2014, 02:19 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي أسباب وأدعيـــــــة صحيحـــــــة واردة لسعة الرزق.

أسباب وأدعيـــــــة صحيحـــــــة واردة لسعة الرزق.

8. الإحسان إلى الضعفاء :
بيَّن النبي – صلى الله عليه وسلم - أن الله يرزق العباد وينصرهم بسبب إحسانهم إلى ضعفائهم، والسعي في قضاء حوائجهم، وإعانتهم. فعن مصعب بن سعد - رضي الله عنه - قال: رأى سعد - رضي الله عنه - أن له فضلًا على من دونه، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم) رواه (البخاري).

وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول : (ابغوني في ضعفائكم، فإنما تُرزقون وتُنصرون بضعفائكم) أخرجه أبو داود (1/ 405 – التازية) والنسائي (2/ 65) والترمذي (3/ 32 – التحفة) وصححه الألباني رحمه الله – تعالى - وقال في التعليق على الحديث :

[واعلم أنه قد جاء تفسير النصر المذكور في الحديث، وأنه ليس نصرًا بذوات الصالحين، وإنما هو بدعائهم وإخلاصهم)، وذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم - : (إنما تنصر هذه الأمة، بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم) (صحيح) أخرجه النسائي (2/ 56)] ا هـ. انظر : [السلسلة الصحيحة 2/ 408 - 409 رقم 779].

والضعفاء الذين جعل النبي – صلى الله عليه وسلم - الإحسان إليهم سببًا لجلب الرزق والنصر على الأعداء أنواع : منهم الفقراء، والأيتام والمساكين، والمرضى، والغرباء، والمرأة التي لا عائل لها، والمملوك ... والإحسان إليهم يختلف، فالإحسان إلى الفقير الذي لا مال له يكون بالصدقة والهدية والعطية والمواساة، والإحسان إلى اليتيم والمرأة التي لا عائل لها يكون بتفقد أحوالهم والقيام على أمورهم بالمعروف، والإحسان إلى المرضى يكون بعيادتهم وزيارتهم، وحثهم على الصبر واحتساب الأجر. ... وهكذا.

فمن كانوا يرجو نصر الله - تعالى - وتأييده وسعة الرزق فليحسن إلى الضعفاء وليكرمهم وليتحسس أحوالهم.

كما أن الإساءة إليهم وإيذاءهم سبب من أسباب حرمان الرزق، ولنا في قصة أصحاب البستان الذين قصَّ الله - تعالى - خبرهم في سورة القلم عبرة وعظة. قال االله – تعالى - : {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ۞ وَلَا يَسْتَثْنُونَ ۞ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ۞ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ۞ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ ۞ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ ۞ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ۞ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ ۞ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ ۞ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ۞ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ۞ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ۞ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ۞ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ ۞ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ ۞ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ ۞ كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [سورة القلم 17 - 33].


يتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس