عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 11-16-2020, 12:24 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 790
افتراضي

إيقاظ في لحظات الاحتساب :

عندما تقترن الرحمة بالحجة والدمعة بالكلمة :
ثبت في صحيح مسلم مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (تَدْمَعُ العَيْنُ وَيَحْزَنُ القَلْبُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا ما يَرْضَى رَبَّنَا، وَاللَّهِ يا إِبْرَاهِيمُ إنَّا بكَ لَمَحْزُونُونَ ) .
وقد اشتمل هذا الحديث على ثلاث فوائد :
الأولى : أن الدين لا يقوم إلا بحقائق قدرية وأحكام شرعية : تسليم للقدر وانقياد للشرع .
الثانية :أن الدين لا يتم إلا بمعالم تربوية ووقفات إيمانية: فيجمع العبد بين الرحمة والحجة ... وبين الدمعة والكلمة التي فيها رضا الله وطاعته .
والثالثة : وهنا مواقف فطريّة جبليّة ... تحركها العواطف والذكريات ... لكنها كلها على سبيل الاحتساب .
اليوم فقدنا عالما من علماء الأمة ، وشيخا من شيوخ السنة ، ومربيا من دعاة الملة ، وداعية ربانيّا من رجالات الدعوة ... فلا نقول إلا ( ما يرضي ربنا ) ولا نفعل إلا ما هو من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم .
والدعوة تبقى قوية زكية عليّة ... لأن
نصوصها قطعية وأدلتها علمية ، وأحزانها انتصارات دينية وشهادات تاريخية ؛ فلا تحزنوا على رجالاتها ولا تبكوا على أعلامها ، وتذكروا رفاقا ساروا في طريقها وصولا إلى الصديقية .

لفضيلة الشيخ فتحي الموصلي
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس